.
اما المرأة وما أدراك ماالمرأة العربية تعالوا نشاهد كيف تعرض تلك القنوات الفضائية صورة المرأة العربية ، و كيف أن كثيراً من تلك القنوات لا تلق بالاً أو أهمية برسالة المرأة ، ولا بحقوقها ولا تتعاطف معها ولا بمطالبها ، بل تسعى جاهدة بالمتاجرة بجسدها، فهي حين تعرض المرأة ، تعرضها جسدا ممشوق القوام ووجه يلمع بكافة أنواع مستحضرات التجميل ، وابتسامة عريضة تبدو الأسنان ناصعة البياض ، وخصلات الشعر المتموج بأنواع تشكيلات التسريحات.. وتظهر للمشاهدين ربما في الحلقة الواحدة بعدة فساتين زاهية مغرية ، وكأنها تعرض للمشاهد بضاعة في سوق النخاسة ولكن بثوب عصري جديد ، ومن المهم أن نوجه السؤال للمرأة نفسها، هل ترضى لنفسها أن تكون بهذه المكانة ؟؟
يالهن من ساذجات يصدِّقن من يكذب عليهن ، ويمنيهن بالأماني والشهرة ، ويزين لها حبائل الشياطين حتى يقعن في المحضورات من حيث يعلمن أو لا يعلمن .!!!
قنوات امتهنت السعي للربح السريع والغير المشروع ، والضحك على ضعاف العقول والطامعين، قنوات فضائية انتشرت محسوبة على الإعلام العربي الذي من المفترض أن يكون موجهاً إلى الرأي العام لخلق الفضيلة وبث مكارم الأخلاق ، هذه ( المعارض ) القنوات التجارية تُمارس فيها التجارة بالمرأة عبر نشر مواصفات لها هي في الأصل وليدة الأفكار السيئة وصنيعة أيدي القائمين على هذه القنوات التي أطلق عليها (محطات الزواج .. والمسيار) بهدف الإيقاع بالرجل أوالمرأة. وتركز هذه القنوات على المرأة وتظهرها في أسوأ صورة، في مسعى لإثارة غرائز الرجال، وتظهر - أي القنوات - بأنها قشة الأمل التي تلوح للغريق، إلا أنها في الواقع ليست سوى حلم في زمن غدت فيه تجارة الأحلام أحد أكثر الأعمال رواجاً وربحاً.فأنتشرت قنوات فضائية تروج للزواج وتطل عليك بصفحاتها الكاملة تعلن بأن (( مطلقة عيناها زرقاء شعرها طويل عمرها 29 سنة رومانسية ترغب بالزواج من رجل يقدر الحياة الزوجية )) و (( شابه لا يتجاوز عمرها 20 سنة تهوى الموسيقى والرقص لا تحب النكد ترغب من الزواج برجل خليجي لا يزيد عمره عن 30 سنة )) و (( مطلق عمره 35 سنة وسيم، طويل ذو جسم رياضي حنون أقدر المرأة وأحترمها موظف دخلي ممتاز، أحب السفر، أرغب بامرأة أرملة أو مطلقة ثرية أو موظفة جميلة هادئة رومانسية )). هذه وغيرها من المواصفات التي ينشرها كلا الجنسين على القنوات التي في ظاهرها وسيلة للزواج والعفة و(العفاف)، والتي يناقض فيها كل منهما الآخر، وهي تجعل المتابع يتساءل: امرأة بتلك المواصفات، لماذا طلقها الرجل؟؟؟
وعلى الجانب الآخر، رجل يقدر المرأة ويحترمها ويتعامل معها برقي، لماذا هربت من منزله امرأة؟؟؟
و من الغريب أن هذه القنوات تركز على أن تكون المرأة مطلقة وثرية ... و هكذا يقع كثيرون في شراك نصب تلك القنوات وتزيد رسالاتهم للأتصال والبحث عن صاحبة الاعلان الثرية التي ترغب بالزواج ومع كل رسالة جديدة يدفع المتصل (خمسة ريالات سعودية ) .. فكم ياترى محصلة مكاسب هذه القنوات من هؤلاء الهبل الذين استغلتهم هذه القنوات ؟؟؟
وفي النهاية يكتشف هؤلاء أنهم يطاردون سراب وأنهم وقعوا في فخ نصب لهم ، فليس هناك من تواصل مع تلك الثرية صاحبة الإعلان وأن الإعلان خدعة وتلاعب بعقول المشاهدين واستغلال سذاجتهم .أنه عصر قنوات (( الخاطبات )) حيث أنه اصبحت تؤدي دور (( الخاطبة )) عبر الفضاء الواسع ، ولكن باساليب النصب والاحتيال والاستيلاء على أموال المشاهدين بطرق (( فضائية )) مبتكرة ، اسمها (( رسائل SMS ))...!!
.
.