02-09-2009, 02:54 PM
|
#1
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
أضعف الإيمان - حول المبادرة السعودية
أضعف الإيمان - حول المبادرة السعودية
داود الشريان الحياة - 09/02/09//
المصالحة التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هامش قمة الكويت لم تكن مجرّد وسيلة لتزيين مشهد الموقف العربي الرسمي خلال الحرب على غزة، او تسجيل نقاط لمصلحة قمة على أخرى. إنها تعبير عن بدء تحرك سعودي جديد هدفه لجم التمادي في استعذاب مفهومي «الممانعة والاعتدال»، وقطع الطريق أمام الذين وجدوا فيه فرصة لتكريس مصالحهم وتدخلهم في الشأن العربي وتقوية المنظمات على حساب الدول.
خلال الحرب على غزة استغل بعضهم الخلافات العربية على أسباب الحرب وطرق التعامل معها. وبالغ في تعريف توجهات طرفي الخلاف (الممانعة والاعتدال)، وجعل من الاول متهوراً وغير مستعد لقبول الحوار والمنطق، والثاني مستسلماً ومستعداً للتنازل عن كل شيء. وكلا التعريفين مضلل وغير حقيقي. فطرف الممانعة غير رافض للحوار والدخول في التسوية السياسية، فضلاً عن استعداده للتفاهم مع الصيغ التي طرحها طرف الاعتدال. ولهذا فإن قضيتي التهور والاستسلام استنتاج وهمي، لكنه لا يزال موجوداً ومتداولاً، ويتزايد تأثيره السلبي على العرب، بدليل محاولات شطب وتهميش الدور المصري، وتهميش تاريخه المشرف في الصراع.
لا شك في ان المصالحة التي طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز تستهدف كشف الوهم والحقيقة في الخلافات التي أوصلت العرب الى استعذاب ما يسمى «الاعتدال والممانعة». وهذه ليست مهمة سهلة، فهي تتطلب، حلولاً تقتضي إحلال منطق الحوار والمصالح مكان الثأر، والاتفاق على دور الاحزاب والمنظمات الفلسطينية المسلحة في العملية السياسية، وحل قضية تمثيل الفلسطينيين استنادا الى «اتفاق مكة»، والنظر مجددا ًفي الخطوات التي تلت وصول «حماس» الى السلطة، ومعاودة اسلوب التعامل مع مفهوم المقاومة الذي تطرحه بعض الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها «حماس»، واقناع الآخرين بأن رفض حركات المقاومة وطروحاتها بالمطلق، لا يختلف في خطورته عن تجاهل وجودها على النحو الذي يريده بعض الاطراف المحلية والدولية.
الأكيد ان مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستواجه إشكالات مع اطراف عربية وفلسطينية ودولية، تماماً كما حدث مع «اتفاق مكة»، لكن رغم صعوبة المهمة وتعقيداتها، فإن الرياض عازمة على المضي في فتح الأبواب والملفات والصبر على المكاره، والسعي الى منع المخاطر التي سببتها سياسة جبر الخواطر، واقناع الآخرين بضرورة وقف الأضراس عن حصرم تمضغه افواه صغيرة، او غاضبة ومنفعلة.
|
|
|
|
|