مسرور ... يا مسرور ... يا بحر في أحشائه الدّرّ كامنُ .....
عجزوا في تعريف الحب وصدّق من يتكلّم عن تجربته في الحب أيّا كان
الدكتور جلال صادق العظم في كتابه الحب والحب العذري ينفي العذرية من الحب من جهة ويصوّر شاعر عاشق يلذّ له العذاب.
ما ستقرؤه هنا عبارة عن فلسفة حب لمشرّد أتت عن تراكمية عبر تجربة فرديّة طويلة:
كل إنسان قبل الحب شيء وبعد الحب شيء ، والإنسان: باحث علمي عادي ـ شاعر ـ مفكّر ـ ملحّن ـ مطرب ـ مقاتل ـ منظّر عسكري ـ مربّي ومعلم ـ حكيم ـ فيلسوف..... الخ.
كلّ منهم ينشّطه الحب ويحيا به كشعور عاطفي صرف فيه متعة ولكن الشاعر تزداد متعته في استخراج مخزون من أعماق النفس والطريف أن المخزون يتدفّق كلّما تعذّب الشاعر ولذلك يحافظ على عذاب نفسه!!!
وإليك ما ارتأيته وصوّرت:
يا ترى لو أن الجميع صائمين عن الحب وكلّ في وحدته القاسية الباردة وفي وقت واحد أفطروا على الحب وتدخّل الدّفء وخرجوا من وحدة إلى حياة مشتركة دافئة ، كيف هي أحوال كل منهم من حيث الانفعالات مع مشاعر الحب؟ وكيف يفكّر كلّ منهم؟ وكيف عطاء كلّ منهم حسب اختصاصه وميوله؟ .
أعتقد أن لكل منهم تفاعل أو قل انفعالات مع الحب ليست على وتيرة واحدة وليس بشعور موحّد ، فأحدهم لا ينفكّ خياله عن المفاتن الجسدية في إطار الحب وآخر يستعيد صورة أعين تتكلّم فتنتزع من داخله كلام في إطار الحب ، وآخر يرى في جمال الصّوت عنفوان الحب وآخر يقرأ بقلبه ويسمع بعقله وهكذا......
من خلال قصيدة شاعر في أيّ اتجاه أكاد أشير إلى من هو غارق في الحب ومن هو في عذاب الحب ومن هو محروم من الحب.
قرأت لك وقرأت للغير وجميعكم يتحدثّ عن الحب وشعراء أو أدباء ، ومثل هؤلاء قليل ما ينظرون إلى مفاتن الجسد إلا تجاه واحدة في الغالب ، على أن حبّهم لأكثر من واحد يدخل في نطاق الحب الرّوحي . نحن الآن أمام صنفين من الناس والثالث هو من يذوب ويسكر في الحبّ القلبي ، ولهذا الصنف مناجاته وعذاباته.
للحبّ عذاب وحلاوة الحبّ في عذابه ، وكلّ من الثلاثة يمتع بالحب وبعذاب الحب في النطاق العاطفي أو الوجداني حيث لا توجد ملكات ومواهب في حين أنّ المتعة أو قل الحاجة إلى الحب أو بالتدقيق إلى إشارات الحب لدى من لديه ملكة أو موهبة تكون في الإبداع والتجدد ، ولهذا نجد الروائيين والمسرحيين والممثلين يتفانون ويزداد عطاءهم كلّما ازداد الحبّ لهم . ولا تنسى دائمـــا أن:
" خلف كلّ رجل عظيم امرأة امرأة عظيمة "