انبطاح أمام ارخص غمزة – المحرر السياسي
الاثنين - 02/03/2009 - 04:54:20 مساء
انبطاح أمام ارخص غمزة – المحرر السياسي
شبكة شبوة برس - انبطح البرلمانيون وذبح البرلمان بتهافت رخيص تتبرأ منه دفاتر التاريخ.
كان ذلك صباح الخميس 26 فبراير حين ضربت "الكتل البرلمانية" للاحزاب الممثلة في البرلمان عرض الحائط بارادة الناخبين وادارات الظهر للازمات المتفجرة, والحرائق المستعرة في ارجاء واسعة من البلاد.
لقد انبطحوا امام ارخص غمزة, وهي غمزة التمديد التي جعلتهم يتدافعون لرفع الايدي وهم في الطريق الى تحت قبة البرلمان, وقد كانت الصورة ناطقة بما يشير الى انهم قضوا الليلة السابقة لموعد الجلسة وايديهم مرفوعة, ومن غير المستبعد ان يستمر حالهم كما هو عليه لعامين قادمين وربما لما تبقى من اعمارهم.
وهم لم يتحرجوا من التمديد لانفسهم ومن التطويح بقانون البرلمان ولوائحه الاجرائية وبارادة الناخبين وبالديمقراطية والضمير والاخلاق والتاريخ.
ولم يتجرأوا على تمديد فترة اقامتهم تحت قبة البرلمان المتصدعة لعامين آخرين فحسب, وبراتب مدى الحياة –نصف مليون- بل اقترفوا سابقة غير مسنودة بحيثيات تفيد ان البلاد في خطر يستدعي تأجيل الانتخابات, وان رئيس مجلس الدفاع الوطني الاعلى هو الذي ناشدهم ولفتهم الى ان الاخطار الداهمة تقتضي التأجيل والتمديد, ولكأنما المحنة تكمن في التأجيل والتمديد ولا تستدعي اكثر من معالجة "فنية" محضة.
ولم يتحسبوا لتبعات التفاف الحبل حول اعناقهم لان الامتيازات التافهة اعمتهم عن رؤية جبال الازمات المركبة والمرشحة للانفجار والاشتعال بفعل هكذا تمديد يفتح ابواب الكارثة على مصراعيها ويضع مصير البلاد على كف عفريت.
وكأن اولئك الذين لم يتمكنوا من احتواء الازمات المتفجرة خلال العامين المنصرمين كانوا بحاجة الى عامين اضافيين والى ثمان سنوات بدلاً من الست والى مضاعفة مستوى تماثلهم أي دكتاتور في خريفه وادمانهم للكرسي ولذائذة واغواءاته المدمرة للبرلمان بالدرجة الاولى.
ولما كان التمديد سيجر الى تمديد في اطار عناوين تتحدث عن "تطوير النظام السياسي" وامكانية القائمة النسبية وتصحيح قانون الانتخابات واعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات وما يفيد ان بعض الاخطاء الفنية والاملائية والمطبعية علقت بالعناوين السرابية الآنفة واستوجبت التأجيل والتصويب من قبل فرقاء كانوا هم الازمة, ولازالوا يتوهمون انهم يشكلون وسائل الخلاص منها مع ان كل الشواهد تقطع بعطالتهم وعجزهم وتؤكد على ان سبيل النفاذ من الانسداد المهلك لن يتأتى بغير توسيع دائرة الحوار والتفتيش عن خيارات بديلة من خارج النفق المهلك لاشباح الكواليس المعتمة, والغرف المغلقة في "المشترك" و"المؤتمر" على حد سواء.
ويبقى ان تلك القوى المسؤولة عن اتفاق الخميس الاقصائي تتحمل كامل المسؤولية عن انهيار الاوضاع وانفراط عناصر السيطرة والتحكم السياسي لمصلحة مشعلو الحرائق ومهندسي المتاريس والخنادق.
ويبقى ان الايادي المرفوعة ستظل معلقة في الفضاء ومقطوعة عن اصحابها الذين "باعوا القلعة" ولم يكسبوا انفسهم.
شبكة شبوة برس
* انبطاح أمام ارخص غمزة – المحرر السياسي لصحيفة التجمع
المحرر : شبكة شبوة برس - التجمع