عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2009, 11:00 AM   #6
إيمــان
حال نشيط
 
الصورة الرمزية إيمــان

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

شـكــرا وبارك الله فيك على نقلك هذا الموضوع النقدي الى سقيفة عذب الكلام . قبل ابداء رأي في ما جاء في موضوع الدكتور باعيسى أقول ما قاله الشاعر عمر بن ابي ربيعة :

تقول عيسي وقد أمت نواظرها** ******لحجا ًوقد بدت الأعلام من عدن
أمنتهى الأرض يا هذا تريد بنا********** فقلت كلا ولكن منتهى اليمن

من هنا ندرك كيف كان يرى الوعي العربي عدن والجنوب بأنهما (( منتهى الأرض )) .

ويبدو كذلك أن المدارس النقدية (( كالبنيوية ، والتفكيكة وماوراء البنيوية والتفكيكية )) قد نسيت وتناسوها اهلها في الغرب وأخيرا وصلت إلى (( منتهى الأرض )) على فرضية الوعي العربي - سوى كانتا عدن أو المكلا - ...

هذه المدارس والاساليب في النقد الأدبي ظهرت في منتصف القرن العشرين، وظهرت نظريات بنيوية عن الوجود الإنساني، في دراسات اللغة وعلم اللغة، لفرديناند دي سوسير ( 1857-1913)، تقول إن المعنى يجب أن يكون بنية كل اللغة من تحليل الكلمات ذاتها، واصبحت القصائد والنصوص الأدبية في نظر هؤلاء هي مجرد أحاجي ورموز ودلالات (( تتطلسم )) والنقد البنيوي والتفكيكي يحيط بالنص غموضا لا يفيد القراء الذين ينبغي أن يقارب النقد بينهم وبين الأعمال الأدبية لا أن يبعدهم عنها .

جاء ضمن سياق موضوع الدكتور باعيسى (( " تحدق فيه " ، والتحديق كما يرى جان جاك روسو أساس اجتماعية الإنسان ، على ألا يكون التحديق مستمرا ، لأن استمرار يته تحوله إلى شجار.
والتحديق بحسب جاك لاكان ينطلق من الآخر السلبي فهو " يعني النظر مشحونا بقصد ، وبذلك ، فهو دائما جزء من المادة السلبية التي لا تستطيع تبديل موقعها ، أو كما يقول لاكان : يمكنك النظر إليّ من الموقع الذي أراك منه. ))
هنا يجب الاشارة أن دعاة النقد البنيوي والتفكيكي قد لجأوا الى نظريات الطبيب النفسي (( جاك لاكان )) المولود سنة 1901م والذي كان يؤكد على الدور الحاسم للممارسة اللغوية ولنظرية اللغة في التحليل النفسي،
و (( لاكان )) حين ينشئ هذه البنية على حدث محدد بعينه يعترض الذات الفردية في مسارها وهو: مرحلة المرآة التي هي اكتشاف سريري قام به (( لاكان )) والتي تقع في المراحل الأولى من الطفولة ( بين ستة وثمانية عشر شهرا). وعن طريقها يأخذ الطفل في الإحساس بذاته كذات مستقلة ويكتسب فيها صورته عن ذاته بالتعرف عليها في المرآة. والطفل ما يزال في هذه المرحلة تابعا كليا لمن يعوله وغير قادر على الكلام وعلى التغذية؛ إن تعرف الطفل على صورته في المرآة تجعله ينتقل من عدم الاكتفاء إلى الاستباق: استباق ما سيكون جسمه البالغ، كجسم مستقل وواقع في شبكة اللغة.
إن الانتقال الذي يقع في هذه المرحلة انتقال أساسي: فهو يضمن للذات صورة كاملة عن نفسها ويضع الأنا كهيأة نفسية لكنه يضعها - بتعبير لاكان - في "خط الوهم". إن الأنا كوهم (fiction) ينتج عن التواجه القائم في المرآة بين الذات والمسافة التي تفصلها عن صورها؛ إن الوهم يأتي أيضا من بنية الذات التي تتأكد من ثمة بذاتها. إن الهيئات النفسية التي يضعها فرويد: الأنا الأعلى، والأنا والهو....

ومن هنا نرى كيف حشرت الفلسفة ونظرياتها وعلم النفس وتحليلاته ، وعلم اللسانيات ، كل ذلك حشر في النقد الأدبي تحت مسميات كثيرة ، لهذا ندرك لماذا عارض الكثيرون من المبدعين والنقاد اساتذة الأدب والنقد من المتشبثين بالحداثة والنقد البنيوي والتفكيكي وما بعدهما ، لأن هؤلاء الأساتذة والنقاد قد حولوا النصوص الأدبية إلى نصوص غامضة يحتاج نقدهم أن يطبق عليه مناهجهم في النقد ليزداد القاريء حيرة على حيرته .



مع ملاحظة : يزعجني كثيرا أن أرى البعض يخرج عن سياق الموضوع أو النص وتتحول المواضيع الجادة الى (( شات )) ...!!
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة إيمــان ; 03-04-2009 الساعة 11:09 AM
  رد مع اقتباس