مسيرة عمر .
كم أسمعها حديثاً عذباً تطيب به النفس وتنتشي ..!
كم حملها على بساط من الخيال وأوهمها أنه الشريك
الذي .تنتظر قدومه و و و ..
هي قد آمنت بأنه فارسها المجنح الذي سيطير بها , أنها الأنثى
التي اُخْفِيت في بيت أبيها , ولاتدري عن حقائق الدنيا
وصدقته بكل براءتها ..
ثم عاشت معه أول الأيام على جزء من ذلك الخيال , حتى
بدأت معه معترك الحياة فهي تارة تجده مساند وتارة يختفي ,
حتى أصبح في كل ساعة يختفي شيئاً فشيئاً ولايقوى على
المشاركة وكأنه يعيش لنفسه ..
هنا تنتظره زوجته التي أثقلتها الحياة ومطالب الأبناء المعنوية
معاوناً لها ..ولو بكملة وأبناءه الذين ينتظرون منه مسحة عطف
واحتواء, فهم قد شبوا وفي أشد الحاجة لوالدهم الّلاهي مع
اصدقائه وأعماله تاركاً البيت برمته على كاهل زوجته ..
ثم يعود في كل ليلة ليذكرها بفاطمة بنت
محمد ..ومادونها ..حتى تمتثل وتصقل نفسها بقالب
المرأة كما في عقليته ..
نعم عليَّ أن أكون انا وبنات جنسي مثل فاطمة عليها السلام
ولكن لماذا لاتكون بالمقابل كـ علي عليه السلام؟
أيفترض دائما أن تكون المرأة كما يريد الرجل ولايكون هو
كما تريده المرأة ..ولو بجزء بسيط ..؟!
دائماً مايلقنونا منذ الصغر أن الرجل رجل والمرأة مرأة , حتى
ظن بعض الرجال سطحيي العقل أن الأختلاف بين الجنسيين
يقاس بأميال , وظنوا بأن المرأة خلقت من أجل العبودية التي
تتمثل في أطار الزواج فللزوج ان يمارس مايبتغيه , وله أن تُغْتفر
أخطاؤه , وله أن يعدد بمبرر او بلا مبرر , فالزوجة ليست الا
كضرورة وقتية ثم مايلبث أن يتخلى عنها , وتبدأ بذلك دوامة
الخلافات التي ينأى بنفسه عن الخطأ , فهو بخطأه وصوابه
(( رجل )) ولايحق للمرأة أن تحاسبه ولاتطالبه فهو الذي
سيمنحها مايريد بحريته وارادته ..!
أن الصورة ليست كذلك فحسب ..
بعضهن يستسلمن للواقع المرير فمتى لجأت الى اقرب الناس اليها
ذكّروها بابنائها , إنها لاتحتاج الى تذكرة لأنهم أولى اهتمامها
كما تمليه عليه عاطفة أمومتها , ولكن هي كأنسانة مهضومة
الحقوق ماعساها أن تفعل ؟
هل تتركه للزمن حتى يقضي عليها ؟
هل تطالب بحقوقها وتتصدى للعاصفة التي تعصف بحياتها كل يوم وكل لحظة وكل ثانية ؟
عندما أرى كهؤلاء النساء اللواتي آلمتهن مصاعب الحياة مع
الأزواج الأنانيين , لاأجد منهن َّ الا الخضوع والرضوخ
والقناعة التي تولد خطوط الزمن والهم الذي يكسوا ملامحهن ,
وكأنهن قطعوا شوطاً من السنين أطول مما مضين حقيقةً
ووجدت بأن أساس الضعف في شخصياتهن البيت الذي
انشأهن , فهن غالباً ماعشنَّ قساوة الأب والأخوة ثم ماتلبث
أن تجد ملاذاً في زوجها الذي يكشر عن أنيابه مع
الوقت ..ويذيقها الأمَرين ..
ومازلنا نرى ثمار هذه الصورة ..فإما بيوت تستشري فيها مشاكل
الطلاق والمحاكم , وأما بيوت بالمسمى تكون لأزواج وهي في
الحقيقة على خلاف ماينبغي ..!!!