اقتباس :
|
إن الزواج في القرآن الكريم اقترن بثلاث صفات :
سكن ومودة ورحمة
|
لا نأخذها بمسألة اقتران حتى لا نفهم أنها أتت بصيغة أمر، بل بآية (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَبَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) 21 ـ سورة الروم
لست مفسّرا إلا أني في استطاعتي قول شيء لعلّي أوفّق.
يجب أن نفرّق بين:
1- التّسخير
2- التّكليف
فالذي نحن مسخرون فيه نعمله لا إراديا ، لا دخل لنا فيه وسوف أتجاوز هنا وأدّعي فهما وهو أن الله سبحانه وتعالى أمر الإبن بأن لا ينهر والديه ولا يقول لهما أفّ ولم يأمر الوالدين بحب الإبن لأنهما مسخّران ، ولذلك نقول نحن:
" قلبي على ابني ينفطر وقلب ابني عليّ كالحجر "
إذن نحن أمام تسخير وتكليف ولنعد إلى:
اقتباس :
|
إن الزواج في القرآن الكريم اقترن بثلاث صفات :
سكن ومودة ورحمة
ولم يقترن بالحب قط
|
( مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا )
لا حظ: أزواجا ، أي على المرأة أن تتحوّل إلى زوجة وعلى الرجل أن يتحوّل إلى زوج ، ومن غير الممكن أن يتحوّلا ما لم يسبق بحث واختيار ورغبة وجذب وحبّ يا مسرور . شرط السكنى والمودّة والرحمة أن يتحولا إلى زوجين ، يتبادلان السكنى والمودة والرحمة ، وكأنها مسألة مفروغ منها بعد الزواج إذ لم يأمر القرآن كل طرف بل جعلها: [ بينكم ].
الذي أريد الوصول إليه من باب الفكر والاجتهاد هو أن لا يأخذ أخي مسرور المسائل ذات الشعور التبادلي بين البشر ، الخارج عن الإرادة كالحب الذي يسبق السكنى والمودّة ، يأخذها بالفكر المجرّد والنص المجرّد دون أخذ مسألة العواطف وما هو في حكم التسخير.
إليك هذه القصّة:
أوصى رجل ابنه بعدة وصايا منها: أن لا تدع أختك تمكث كثيرا عندك إذا أتت غضبانة من زوجها ما لم يطلّقها . وذات يوم قرعت أخته باب الدّار فاستقبلها وصبّت جام غضبها على زوجها وأكّدت له أنها لا تطيق رؤيته ، فربت على كتفها قائلا:
ـ لا تهتمي يا أختاه أنت في منزلك.
جاء الزوج ورفض الأخ التفاهم معه وليس ذاك من باب إرضاء أخته بل لاكتشاف سر الوصيّة، وكلّما جاء الزّوج عاد بخفّي حنين ، وبعد مدّة لان الأخ وسمح لأخته بمرافقة زوجها على أن يكون ذلك بعد تناول وجبة العشاء . كان يهدف إلى السير خلفهما ليلا ليسمعا ما يقولانه.
قال لها زوجها: أخوك عنيد ، دماغه ناشفة.
قالت: ما توقّعت هذا منه ، كنت موقنة أني سأصطحبك منذ اليوم الأول وكنت أتمنّى لكن طلع لي فيها ثقيل دم ـ نكد.
شف كيف يا أخ مسرور تاليتها ، وهي لم تخرج عن السكنى والمودّة والرحمة على كل حال. المسكين يتردد بغى السكنى وهي تتمنى السكنى وذا عامل فيها عنتر بن شدّاد . شف كم عاشت من العمر مع أخيها ولكنها مالت إلى زوجها ، وهذه سنّة الله في الأرض ، كيف سيفسرها المفكّرون.