عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2009, 12:43 AM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

على خلفية الدعوة للتصالح والتسامح ونبذ التطرف:بدأها رئيس الشمال وأحياها حراك الجنوب

نجيب محمد يابلي:نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةعيب العربي أو كما قال الراحل الكبير نجيب محفوظ «آفة العربي النسيان»، لأن هذه الآفة أنستنا أن الحراك في الجنوب قد باركته السماء قبل أن يباركه أهل الأرض لأن مسوغها الشرعي «الساكت عن الحق شيطان أخرس».

وأعود لهذه الآفة بأن الحراك في الجنوب الذي مهد لانطلاقته بالدعوة للتصالح والتسامح وعندما اكتشف أن السلطة الميكيافيلية قد بدأت تشغل خطا إنتاجيا بذئياً بتوظيف ورقة الدين، وهي ورقة مكشوفة حذر (أي الحراك) من استغلال ورقة الدين وهي ورقة يهتز لها عرش الرحمن الذي يلعن أي متواطئ مع الفساد والفاسدين والظلم والظالمين سواء تستر وراء اللحية أو وراء الوطنية أو أي رداء آخر .

اعلموا أيها السادة أن الحراك في الجنوب إنما أحيا الدعوة للتصالح والتسامح ونبذ التطرف أو الغلو (لأمر في نفس يعقوب) وحذر من استغلال تلك الورقة السيئة المقاصد وأن الذي دشن تلك الدعوة للتصالح والتسامح وبنذ التطرف هو الفريق علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وكلمته إلى العلماء وأعضاء المؤتمر الشعبي العام والشخصيات الاجتماعية والقطاع الشبابي وممثلي المنظمات الجماهيرية بالحديدة في 15 أبريل 1990م (أي قبل 19 عاما من الآن) ومن ضمن ماقاله في كلمته :

«إن الوحدة سوف تنهي كل الحسابات المغلوطة والفهم الخاطئ وستقضي على كل النوايا السيئة والتناقضات .... وستفتح أمام شعبنا ووطننا الموحد عهدا جديدا من التسامح والتكافل وتضافر الجهود لإيجاد البناء القوي والانطلاقة الحاملة لكل الخير ..».

ومما جاء في الكلمة المذكورة :

«إن الذين يحاولون أن يزرعوا الأشواك في طريق الوحدة سواء تحت مبررات تتستر بالدين الإسلامي الحنيف أو توجهات متطرفة غريبة على شعبنا اليمني وتتعارض مع قيمه وعقيدته وتقاليده لن يفلحوا ولن يجنوا سوى الخيبة والفشل وسخط الشعب..».

ومما جاء في الكلمة المذكورة أيضا :

«لامصلحة لشعبنا في أي خلاف بين أبنائه لأن هناك من يحاول أن يذكي نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد لتحقيق مآربه في إعاقة مسيرة الوحدة وهو ماينبغي الوعي به واليقظة له وتفويت الفرصة عليه، وأن علينا أن نعالج أمورنا بالحوار والتفاهم والمسؤولية الوطنية.. نحن نؤمن بالديمقراطية .. بالرأي والرأي الآخر، وهي سلوكنا ونهجنا الثابت الذي سنعززه دوماً بالمزيد من الديمقراطية وسنفتح صدورنا بكل رحابة واحترام لكل الآراء ..».

فليمض الحراك في الجنوب على هذا النهج الذي دشنه الفريق علي عبدالله صالح في مدينة الحديدة في منتصف أبريل 1990م.



---------------------------------------------------

في يوم تلب

أحمد يسلم صالح:نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةبداية ليس لي إلا الاستهلال بالقول العربي المأثور ..إذا احتربت يوماً وسالت دماؤها ..تذكرت القُربى فغاضت دموعها.

يوم الخميس 18 من مارس شهدت منطقة تلب بمديرية يافع حشود غفيرة للآلاف من الرجال الذين توافدوا إليها منذ الصباح الباكر من كل حدب وصوب، ولقد هالني ذلك الحضور الأخوي والشعبي القبلي والرسمي المهيب، في بادرة قل نظيرها عكست، بل مثلت لوحة بانورامية إشراقية مذهلة وترجمة لرغبة قوية صادقة وأكيدة في وأد وإطفاء نار الفتن ومظاهر الاقتتال الأخوي حين لاحت بوادرها للأسف في وقت قريب مضى فكان يوم تلب بحق وحقيقة من الشواهد الحية بما يحمله من دلالات ومعانٍ عبرت عن نفسها بأروع صورة في حفظ دماء أخوة لهم وللناس جميعاً من آل فليس وآل الحسني في ذلك الواد العتيد.

ومن الدلالات التي حملها ذلك اليوم الحاجة الملحة التي تفرضها تقوية أواصر المحبة والسلام والإخاء والجيرة في زمن تتهاوى فيه الشيم والقيم.

وجاء ذلك اليوم بكل تأكيد ثمرة لجهد جهيد وطول صبر لرجال لهم منا جليل التقدير وعظيم الامتنان فرداً فرداً واسماً اسماً، وليجعل الله تعالى ذلك في ميزان حسناتهم وهم من الشيوخ والوجهاء والعراف ورجال أعمال ولا يفوتني هنا أن أشيد باللجنة المشكلة القادمة من المهجر ناهيك عن الرجال الذين كانوا من وراء هذا العمل الإنساني الخيري النبيل وفضلوا أن يكونوا بعيدين عن الأضواء وقريبين من الفعل حينها، أدركت أن الدنيا مازالت بخير.

ومن المشاهد اللافتة أن ذلك الحضور الباهر وغير العادي مثل مكانة كبيرة وتقدير للمتصالحين الجانحين للسلم والمودة عسى أن يكونوا في مستوى هذا التقدير الذي نالوه ويعودوا كما كانوا أخوة وجيرة وأحباء.

وعلى هامش الحدث تتراءى على جنبات مسار الطريق السالك إلى مناطق يافع مظاهر عمرانية مثيرة للانتباه تعكس حساً حضارياً وعمرانياً بالاتكاء على الموروث والتراث المعماري اليافعي الأصيل، ويأتي تأكيداً لقوة الانتماء والوفاء لمسقط الرأس والمهد الحاضن عند الذين ابتسم لهم الحظ وطاروا إلى بلاد الهجرة والاغتراب، ومقصدي من هكذا إشارة إلى أن أجواء التنافس العمراني الشريف في المنطقة فرضته أسباب عدة منها قوة الحنين إلى الوطن والتعبير عن الذات، وبالتالي البعد عن الضغائن والفتن والحروب الأهلية التي يعرف شرورها كل من اكتوى بنارها، وهذا ما ينبغي إدراكه واستيعابه.

كما أنه من حسن القول الإشارة إلى أن هذا الحس العمراني سليل ثقافة تدل على أن أصحابها جديرين بإدراك أهمية الوئام الاجتماعي الذي لابد أن ينعكس في الاهتمام بجيل النشء والشباب وتوجيههم صوب مناهل العلم والدراسة والمعرفة وفي هذا قوة ومنعة لاتقدر بثمن والنأي عن التمنطق بالسلاح، ذلك أن سلاح العلم والمعرفة أمضى وأرقى في عصر المعلوماتية والثورة الرقمية.

  رد مع اقتباس