هناك ظاهرة كونية وهناك ظواهر عابرة
لن تكون أكثر وأكبر وأقوى من قوى التسلط العالمية عبر قرون وهي ظواهر عابرة طال عهدها وانظر بعد كل القرون إلى صرخات الظواهر الكونية الثابتة ومدى تعاليها وتناميها وقوة تأثيرها ، لا بل انظر إلى انحسار قوة الظواهر العابرة التي كانت خلال سنين طوال خلت وكأنها الطبيعة ، وحياة الأمم ـ يا أخي يا مسرور ـ لا تقاس بسنيّات.
أين بريطانيا العظمى؟
أين فنزويللا؟
أين الإتحاد السوفيتي ، وأي روسيا بعد انهياره مباشرة و، وأين روسيا اليوم؟
أين إيران ، وأين اسرائيل ، وأين قطر وأرض الكنانة؟
نموذج من مشهد ألا تقرأ فيه تقلبات الزمان؟
الذي قصدت قوله من هذه اللفتة هو حكمك الصارم على هذا الطرف أو ذاك وكأنك تتحدث عن الحقيقة بينما أنت تقول رأي في سياق ظواهر كونية وظواهر عابرة ، وعلى سبيل المثال لو أن اليمن تفتت وهي ظاهرة عابرة ، فلن تحضر لا أنت ولا أنا ولا من ترى من عباقرة ودهاة وأقوياء الزمان توحيده من جديد وهي ظاهرة كونية على يد أجيال قادمة وربما ذهبوا في التوحد إلى ما هو أبعد من ذلك . هذه سنة الله في الأرض ، وإذا اعتبرتني أعزف منفراد في صومعتي فذاك لك وللكون وسننه منطق آخر.
دمت عازفا بين الجموع ولا تنساني من سؤال وأنا أعزف منفردا في صومعتي
أعرف أن ردّك سيتهمني بالإنشاء ، وماذا سيضيرني طالما أنني دائما وفي جميع الأحوال متهما إن عبرت بالإنشاء أو بالبحث والدراسة أو باعتماد التحليل على هزالته وهزالتي في الكتابة أو حتى بالوقائع ، فالذي في الماء لا يخشى البلل كما يتوقع أنك تراه أنت ولا أحد غيرك ، واسأل من هو يعزف منفردا.
أطربنا بمعزوفاتك يا أبا محمد