04-07-2009, 06:46 PM
|
#36
|
شخصيات هامه
|
الأخ العزيز مسرور،
أولا: لم يرد في رسالتي ما يشير إلى أن المحضار قد اكتشف محمد جمعة خان.. ثم أنّى لمن قدم تاليا أن يكتشف شخصا قد وصل أولا؟..
ثانيا: جرى الحديث عن "شهرة" الأغاني وانتشارها ليس فقط على محيط حضرموت وإنما على عموم المناطق اليمنية لتمتدّ إلى ربوع الجزيرة والخليج والقرن الأفريقي، حيث اكتسبت شهرتها وذاع صيتها من بعد أداء محمد جمعه خان لها وإسماعها للقاصي وللداني حتى مع وجود الشيخ سعيد عبد المعين الذي كان أوّل من غنّاها وأنه سبق محمد جمعه خان حسبما ورد ذكر تلك الشهادة وتسجيلها على لسان أخينا العزيز رياض.
لا نجد من صعوبة في تأريخ وتوثيق أغاني محمد جمعة خان سواء تلك التي تم تسجيلها وحفظها في اسطوانات حجرية أو من بعد ذلك عبر الكاسيتات أو الأغاني الإذاعية خاصة من بعد افتتاح إذاعة عدن في العام 1954م .. بالعكس من هذا، نجد أن أغاني الشيخ عبد المعين تقتصر فقط على الحفلات والمهرجانات والأعراس في حينها مع محدودية المكان والزمان وكذلك الحضور.. أنّي لمثلي أو من يأتي بعدي، من الذين لم يحضروا تلك الاحتفالات والمهرجانات، معرفة أن بعض تلك الأغاني قد كان للشيخ عبد المعين السبق في أدائها من قبل انتشارها بصوت محمد جمعه خان إلاّ أن يبرز لنا شاهدا حاضرا فيشهد ويؤكد لنا ذلك فلا ينفي أحدا شهادته ولا ينكر عليه قوله، تماما كما فعل الأستاذ الفاضل رياض باشراحيل..
أما بالنسبة لأبي بكر سالم بالفقيه، فإنه عند ظهوره قد وجد ذلك التراث قائما ومنتشرا سواء في أشعار وألحان المحضار أو في غناء عبد المعين وجمعة خان وعمل به كما جاء وكما تعرّفت عليه الناس وبذلك يكون بالفقيه قد واصل المشوار وليس بأوّل من بدأ..
وعن ذكر المرحوم محمد سعد عبد الله فقد أوردته كمثال ليس إلاّ.. واطمئن، فلن يأتي من يعترض حيث قد أوضحت لك الأسباب آنفا.. وأكرّر أن أولئك الناس وخاصة منهم أولياء وأقطاب وشيوخ الطرق الصوفية يتجنبون إظهار شخوصهم أو إبراز أسماءهم كشعراء في العشق والغزل وذلك من مبدأ عقائدي (ديني) وليس قبلي كما هو الحال مع يحي عمر اليافعي ولا يضيرهم أن تنسب قصائدهم في الغزل إلى بعض أصفياءهم المقربين حيث أنّهم قد ارتضوا ذلك ورضوا به.
وعن القبيلة أقول بأنّه لم يبلغ مسمعي أنّ القبيلة تحظر على أبناءها الشعر .. فقد كان لكلّ قبيلة عند العرب شاعرها وفارسها بل أحيانا مجمل من الشعراء والفرسان وإنما كانت تعتد القبيلة وتعزّ بقدر عدد شعراءها وفرسانها..
وقد لقب حسان بن ثابت بشاعر الرسول صلّ الله عليه وسلّم.
وفي حاضرنا، فقد أضحى بيع وشراء القصائد متبادلا ومتداولا بين شخص وآخر دون وثيقة أو دليل، فمثل هذه الأمور تتمّ بالكتمان وفي السرّ لا في العلن، خفيا غير جهرا. ولا من بكى ولا من اشتكى.. حتى أضحى الأدب والشعر والفنّ مثل السياسة تماما.. مصالح متبادلة ومنافع مشتركة.. هل تنكر ذلك.؟
إنّنا جميعا مثل بعض.. نهتم بتوثيق الأشياء وتأريخها لكي يعود كلّ شيء إلى أصله خاصة في أدبياتنا وفنوننا وتراثنا.. ولـكن من قال أن كلّ التأريخ وثائق .. أبدا، فكبار المؤرخين من أمثال الطبري وابن كثير والذهبي والهمداني وابن خلدون وغيرهم من العظماء لم يعرف عنهم تسجيل وثائق وإنما أخبار تناقلتها الناس على مرّ العصور.. حتى أن الإمام الطبري لم ينفي من تأريخه أو يقوم بتنقيح الأحاديث الشريفة وإنما أوردها جميعا الصحيح منها والحسن والمقبول والموضوع والمنكر...الخ. وكذلك عند الإمام ابن كثير فإنّه حتّى الإسرائيليات لم يستبعدها. ففي الأخير، التأريخ أخبار وأحداث ووقائع ومشاهد وشهود على كلّ ما تقدّم من أخبار الأمم وكما أنّ التأريخ يحتمل الصواب فكذلك أيضا يحتمل الخطأ.. وتجد لقصيدة واحدة أكثر من أب..
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 04-07-2009 الساعة 06:50 PM
|
|
|