بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ طارق الفضلي الجنوبي الثقافة والانتماء – أحمد سالم بلفقيه
شبكة شبوة برس – خاص - أكتب هذا المقال محاولا تصويب وتعديل ما كتبه الأخ الأستاذ منير الماوري في شبكة شبوة برس يوم الثلاثاء 7/4/2009م، من واجب المسئولية، بعد أن ألتحق الشيخ طارق الفضلي إلى صفوف الثوار التحرريون الجنوبيون، وهي الحالة الطبيعية، لجنوبي منتمي لمدرسة الجنوب والجنوبيون مدرسة الحكمة والموعظة الحسنه، مدرسة الجنوب العابرة للقارات، وهو المكان الطبيعي والملائم لأمثاله فهو من يدرك ويعي مدى المعاناة الملقاة على عاتقنا وعليه.
فقد كتب الماوري مقالته تحت عنوان ( صحوة الفضلي ..مكسب للحراك أم وبال عليه ) ؟ !!
فمن العنوان نجد أن الماوري قد صاغ العنوان والطبيعة اليمانية .. فبعد النظرة والقراءة الفاحصة لمقاله نجد أنه لا زال يعمل على التقليل من مستوى ما وصل إليه الحال الجنوبي الثوري، مشككا في انضمام الجنوبي للجنوب للالتحاق بصفوف الثوار، ثوار التحرير، وهي حالة طبيعية فالجنوبيون قد أجمعوا بكافة ألوان الطيف بأن ما يجري في الجنوب من قبل اليمنيون حكام صنعاء يرقي إلي ما هو أكثر من الاحتلال وأشد، وأن زمن العودة إلى ما قبل عام 1994م قد ولى، وربط أحداث الجنوب كحالة ثورية تحررية تختلف والحالة اليمنية فلا مجال للتشبيه أو المقارنة، فما يجمعنا كجنوبيون للثورة، لا يجمعكم مثلنا بل ربما العكس والعياذ بالله، والحراك الذي ترون فيه ما يشوبه من شعارات، ونحن نعلم ماذا تقصدون وبالضبط، فبدلا من المواساة ونصرتنا نجدكم تعتبون على بعض ما يتفوه به المعانون والمظلومون، من قوى الاحتلال وجلاديها كردة فعل طبيعية، لأفعال مخططة مبرمجة، ولا مجال للمقارنة بين القول والفعل وبين الضحية والجلاد، وظلم اليمني للجنوبي يختلف عن ظلم اليمني لأخيه اليمني، فنحن قد نفضنا أيدينا من وحدتكم، ولا يهمنا أو يخصنا ما تسعون إليه من تصويب أو تعديل لمسار وحدتكم أو جمهوريتكم، فنحن لم نكن يوما أقلية أو أغلبية ضمن اليمن ولم نكن يوما من رعايا أمامكم، ولم تنصرونا أبان الاحتلال، طيلة المائة والتسعة والعشرون عاما، ولكن حين أتى عبدالناصر لنجدتكم تم رفدنا، والتصويب لا يأتي بعد عشرون عاما من الظلم الملون والمتنوع، فتفكيركم مؤسسي يختلف وتفكيرنا.
أما ما ترمون إليه فالفضلي أبن الجنوب أبا عن جد علما أبن علم، حين كان منتميا لثقافتكم كان بطلا وحين كان مرابطا بجباله جبال المراقشة كحالة تكتيكية، ظننتم أن الحلف أستراتيجي بعيد المدى، وأردتم منه أن يكون سيفا للباطل وتماديتم في الظلم والجور تم الخلط للأوراق والفرز مرارا وتكرارا حتى ظننتم أن الجنوب كان عبر التاريخ جزء منكم ( عدن أبين وحضرموت ) فأحور والمحفد ولودر ويافع وزنجبار باجديد وجعار وعدن العيدروس والوهط وثعلبة لحج والحمراء والضالع هن أخوات تريم وحريضة والمكلا وسقطره والغيضة ورماه وليسوا مع ذمار أو إب تربطهم صلة قربى، فالمدرسة والثقافة واحدة والعادات والتقاليد متداخلة لذا فقد أعتزى الجنوب كل الجنوب لوحده دون تنسيق معكم أو مع دعاة التغيير لديكم فطريقنا غير طريقكم وأسلوبنا كذلك، فقد هب الجنوب رافضا ثائرا، عاريى الصدور، بجيش من الفقراء الذين يوما بعد يوم يزدادون فقرا وعددا وأنتم تزدادون غنا وطبقتنا الوسطى تضيق وتقل وأنتم تحققون التراكم الرأسمالي فالعلاقة بيننا وبينكم علاقة عكسية متضادة، فقد سلكتم سياسة استعمارية بغيضة تجاه الجنوب، حتى نطق الحجر الجنوبي ليخبر الجنوبيين بأن الجور والظلم قد بلغ مبلغ وإن الثورة حانت، وأنه لعام الحاسم فالمتخلف بعد عامنا هذا جبان ومتخاذل، يطيل من عمر الثورة ويتحمل المسئولية كسبب في إطالة عمر الاستعمار والمستعمرين، وطارق أبننا وأبن مدرستنا القائمة والمؤسسة على الحكمة والموعظة الحسنة، وثقافتنا تقول بأن الحسنات يذهبن السيئات، والدين لله والوطن للجميع، وللوطن حقوق وواجبات علينا عملها، وهو يتسع للجميع، فقد عشنا لذة التسامح والتصالح، والكل أجمع وحسم أمره، وليس أمامنا إلا توحيد الصفوف للحسم، وشعبنا شعب طيب ومقدام .
أن الساعة لآتية لا ريب فيها، وبوادر الاستقلال قد لاحت في الأفق، وسيتبع الآخرون فرادا وجماعات، وستتوالى لشيوخنا البيانات المساندة لأهل الحراك لنجاح أو المجلس الوطني أو غيره، فلا مجال لمتخلف لم يعلن عن استقالته من مجالسكم الشوروية أو البرلمانية أو التنفيذية فقد صارت ضرورة لا لبس فيها والاحتفاظ بها ينم عن دونية ويجعلنا نتوجس منه ولا داعي لذلك، فلا مجال للازدواجية لقادة الجنوب، قادة الحراك والثورة، فنحن في انتظار البيانات المتلاحقة، والمسئولية التاريخية في هذا الوقت بالذات مصيرية والحسنة بعشرة أمثالها والسيئة قاصمة للأخوة والأبناء والوطن فلا مجال لها، فهبوا ياثوار الجنوب فنحن لسنا منهم وإنها لثورة حتى النصر والمجد والخلود لشهداء ثورتنا والخزي والعار لأعداء الثورة والتحرر .
شبكة شبوة برس