عرض مشاركة واحدة
قديم 04-14-2005, 03:46 PM   #13
جمال العطاس
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية جمال العطاس


هواياتي :  الشعر والمواضيع الادبيه
جمال العطاس is on a distinguished road
جمال العطاس غير متواجد حالياً
افتراضي



*أرجوا من الجميع التداخل بمنطقية وهدوء بعيداً عن التشنّج الفكري لما لذلك من أثر سلبي على مجرى الحوار . وعدم الإساءة للمتحاورين أو غيرهم !! فالإختلافات والتباين في الطروحات الفكرية ليست مسوغات للإساءة أو التجريح .

كل المظاهر والسلوكيات الخاطئة التي نشأت في شتى المجتمعات أمر لايقره أحد مهما كان مصدر هذا السلوك أو تلك التصرفات !!
مسألة حصر السلوكيات والظواهر السلبية في شريحة إجتماعية محددة . والتركيز على ذلك يحمل دلالات شتى . بل يجسّد سلوكاً سيئاً أبلغ سوء من تلك الظاهرة والتصرفات المراد نقدها .وعندما نركب مطايا النقد بقصد التركيز وإبراز أمر أو نقد ظاهرة وسلوك يجب أولاً ان نتخلّى عن الأهواء ونوازع النفس وإلاّ فاننا عندئذ نمارس سلوكاً أكثر قبحاً من السلوك المنقود !!

ولكي يتسنّى لي الدخول في الموضوع سأنطلق من البيت الشعري التالي :

العلم يرفع بيوتاً لاعماد لها= والجهل يهدم بيت العلم والأدب

من المعلوم يقينا بأن وجود السادة في حضرموت في القرن الرابع الهجري كان تواجداً علمياً إضافة إلى الوجود العلمي قبل مقدمهم . والعلم يضفي على كل من ينتمي إليه المهابة وتقدير العامة . تماماً كما نرى نظرة المجتمع لكل من كان غير سوياً . فمن يمارس الكذب على الناس لابد لذلك الكذب أن يضفي عليه المهانة وتحقير الغير وإزدراؤهم له !!

السادة في حضرموت كان تواجدهم الأساس على هذا النحو . بصرف النظر عن بروز بعض السلوكيات السيئة والإنحرافات الفكرية والإجتماعية والسلوكية التي مارسها بعض السادة مع الآخر . فذلك لايمثل القاعدة وهو الإستثناء ليس إلاّ !!

وبما ان الأمر كذلك كان من الطبيعي أن تحظى هذه الشريحة بتقدير المجتمع وأن تصبح من أهم الشرائح الإجتماعية المؤثرة . ومسألة تقبيل الأيادي أمر غير ملزم لأحد . فهناك فئات في المجتمعات الأخرى تحظى بتقدير العامة نظراً لإنتمائهم للعلم فقط . في الوقت الذي لايملكون نسباً يضاهي نسب السادة . وماأكسبهم ذلك الإحترام ونظرة المجتمع لهم بعين التبجيل إلاّ إهتمامهم بالعلم وإلزام أنفسهم في هذا الأمر .بعضاً من هذه الفئات تمارس سلوكيات أفظع وأبشع من مسألة تقبيل الآخرين لأياديهم .
لقد إستخدموا العلم مطية لبلوغ أهداف دنيوية . وجمع الثروات وأضحى بعضهم يملك ثروات لا يملكها السادة في المجتمع الحضرمي مجتمعين . بل قد يصل ببعضهم الأمر إلى الإفتئات وهضم الحقوق المادية والمعنوية للغير . مستغلاً هذه الهالة وإنتسابه لأسرة علمية أو كونه إبن أو حفيد أحد المشائخ . في الوقت الذي لانجد أحداً ينتقد هذا السلوك ولايشير إليه ولو من بعيد .

الخلاصة :

ان من يشتغل بالعلوم الشرعية وغيرها فضلاً عن شرف نسبه سيكون شريفاً ومحاطاً بهالة من إحترام المجتمع له !! بصرف النظر عن تسخير هذه الهالة لمصالحة الخاصة أو تحقيق غايات محددة . فإن ذلك كما أسلفت ( إستثناء ) وليس قاعدة .

فالمرء الصادق سيكسبه صدقه محبة وتبجيل الناس له . والمرء الكاذب سيكسبه كذبه إحتقار وإزدراء الناس له . وهذه الهالة التي أحيطت بالسادة لأسباب كانوا هم أنفسهم من ضمنها . وأسباب لم يكن لهم دور فيها . لكن من أهم الأمور التي أكسيتهم هذه الهالة هو إلزام أنفسهم بالإشتغال بالعلوم كغيرهم من الأسر الكريمة في حضرموت ( المشائخ ) فضلا عن شرف نسبهم .

ختاماً : الإبتعاد عن التشنّج في الطروحات أمر يثري الموضوع !!
وإقحام العبارات العنترية يجنح بالموضوع إلى مرافئ الإسفاف . نأمل أن يكون الطرح متعقلاً مثرياً . فلا مجال هنا لمن يريد إفساد هذا الحوار بالمبالغة في الإساءة للمتحاورين . ولا مجال للمتحاورين أن يركبوا مطايا التخبّط وفرض مرئياتهم أو كسر العظام .

فاصلة : إلى كل من ينتمي إلى الدوحة المباركة

لعمرك ماالإنسان إلاّ بدينهِ = فلا تترك التقوى إتكالاً على النسبْ
فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ = وقد وضع الكفر الخبيث أبالهبْ

للجميع التحية !! ولنا وقفات لاحقة إن لزم ذلك .
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة جمال العطاس ; 04-15-2005 الساعة 08:56 PM
  رد مع اقتباس