05-14-2009, 09:38 AM
|
#4
|
شخصيات هامه
|
من القصص الواقعية التي كان يرويها لنا الوالد ، أسأل الله له الرحمة وسكنى الجنة:
.... كان أحد الأخوة الثلاثة ـ أصغرهم ـ صايع ، ضايع مع شلّة يسهرون الليل مع بائعات الهوى في السواحل ، فكتب الإثنان إلى أبيهما المقيم في الشحر يشكوان ويطلبان من أبيهما نسيان هذا العاصي ، وورد في خطاباتهما المتكررة:
" معاد فيه خير ، غسل يدك منه " ، ولا يغسل يده إلا من أراد نظافتها .
كان الأب يكتب باستمرار:
" ... إنّها من أمّاتها هي تلحق ، والمصلح الله "ومرّت السنون وفي يوم حدثت الصدمة للصايع من سيّارة فأصيب بكسور بليغة في رجليه وأدخل المستشفى ، إلا أنه غادرها ولكن بعد عام عانى الويل ، منها تعليق رجليه لمد ثمانية أشهر ( كأنه في جوانتينامو ـ الكلام لي ) . كانت الرسائل التي ترد إليه من والده تتضمن عبارات الدعاء له وبعض النصائح:
" ... يا ولدي نحن مشغوبين [ الشّغِب: بكسر الغين تعني الشوق مع عدم الشعور بالإطمئنان عن صحّة وسلامة الغائب ] منك ... يا ولدي: عارفين أنك لوحدك وأصحابك لي تعرفهم خلّوك ولا با ينفعونك إلا أهلك وهم يطلبون المنفعة منك ، وإن شاء الله با تكون الا بخير ، ونحن أرسلنا لك فلوس ، ولا تهتم با نبيع اللي معنا من أجل صحتك. "
غادر المستشفى وبعد شهر وصل الشحر بعد غياب دام تسع سنين ، كشفت دموعه ندمه . سرّ به أبوه وأمّه وبقيّة الأسرة.
... ومرّت السنون ولم يكن على ذكر الأب والأقارب إلا " .... " فهو الذي وقف عائلا ، مسليا ، مواسيا للأهل والأقارب ، تحيط به دعوات الوالدين . أما الأخوين اللذان طلبا من أبيهما غسل يديه من [ .......] ، فقد غسل يديه منهما ومات كمدا منهما ، وعلى لسانه الإبن البار الذي يذكّره بالصّدمة كلما شاهده يعرج.
حظي بحضور وفاة أمه أولا ثم أباه ، كما حظي بالذّرية الصالحة عدهم: 9 بين ذكور وإناث ، وجميعهم كانوا محظوظين وهم بين حضني جدّهم وجدّتهم حتى فارقا الحياة.
|
|
|
|
|