عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2009, 04:54 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

غابة اسمها اليمن ( بقلم : صادق أمين )


غابة اسمها اليمن ( بقلم : صادق أمين )

التاريخ: الأحد 17 مايو 2009
الموضوع: كتابات حرة


عدن – لندن " عدن برس " خاص : 17 – 5 – 2009

استغرب كيف غفلت قنوات علمية محترمة مثل الديسكفري شانل والناشنل جيوغرفيك عن أكبر غابة في العالم حيث تعيش فيها الكائنات المفترسة والوحوش جنباً الى جنب مع بني الانسان بل و أستغرب أكثر أن أحداً من علماء الانثروبولجي أو الزوولوجي لم ينتبه الى هذه البقعة الفريدة من العالم حيث تسيطر كائنات متوحشة على مقادير و حياة أكثر من خمسة وعشرين مليون آدمي. بل أن تلك الكائنات المتوحشة التي تدير البلد قد تشبهت بالإنسان الى حد كبير مع العلم انها لم تصل بعد الى مرحلة الانسانية الكاملة وهذا في الحقيقة شيئ يحسب لتلك الكائنات لأنها تقلد الانسان في كثير من الصفات الراقية مع عجزها عن استيعاب البعد الانساني لتلك الصفات.

فعلى سبيل المثال تقوم تلك الكائنات بين الحين والاخر بإطلاق مبادرات ذات طابع حضاري يناسب البشر مثل إنشاء البرلمانات ومجالس الشورى وإطلاق مايسمى بحرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي والحديث الممل عن دولة النظام والقانون والمؤسسات الدستورية المرتكزة على العدالة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والى ماهنالك من مسميات راقية جداً تفوق مقدرة تلك الكائنات على فهم حقيقة معناها.

لعل تصرفات الكائنات الحاكمة في اليمن مؤخراً تدعم بشكل كبير النظرية أعلاه بأنها كائنات مفترسة غير قادرة على التكيف مع متطلبات الحياة الإنسانية المدنية ناهيك عن الحديث عن الديمقراطية والمساواة ودولة المؤسسات والقانون. فمتابعة حكاية واحدة من حكايات هذا النظام كفيلة بإقناع كل علماء الزوولوجي بأن أركان هذا النظام ليسوا من فصيلة البشر وأنهم بطبيعتهم لايعقلوا من القوانين غير قانون وشريعة الغاب، على سبيل المثال تعامل النظام مع صحيفة الأيام وناشريها الاستاذين هشام وتمام باشراحيل.

القصة معروفة وتلفيق النظام لقضية نزاع الارض والاستهتار بحياة شخص بريء بطلق ناري مشكوك بمصدره لدليل على حيوانية هذا النظام وأزلامه، القصة لم تنتهي هنا بل قام نفس هذا النظام يتخبط كالوحش الكاسر بمحاولة إسكات صوت الحق عن طريق إالقاء القبض على البطل الصامد هشام باشراحيل وولده هاني ولم يتوان في سبيل ذلك من ترويع ليس فقط سكان البيت بل ترويع معظم سكان عدن الحبيبة بمحاولات إقتحام منزل آل باشراحيل بما فيه من أطفال ونساء بإطلاق وابل من الرصاص والقنابل المسيلة للدموع ثقب بعضها جدران البيت وأرهبت ساكنيه وأسفر عن إستشهاد شخص آخر ليس له ناقة ولاجمل بالنزاع الدائر سوى وقوفه مع الحق ضد الباطل وأهله.

هذه التصرفات ليس لها من تفسير سوى انها سلوك طبيعي لسكان الغابات من الوحوش الكاسرة وليست سلوكيات البشر التي تراعي عادةً حرمة البيوت وسكانها وتلتزم بأدنى أخلاقيات التعامل الانساني ناهيك عمن يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة والمؤسساتية. منذ متى كان لوحوش الغاب مؤسسات؟ منذ متى كان في الغابات حرية رأي؟ الغابات ليس فيها الا قانون واحد: القوي يأكل الضعيف ويأكل معه حقوقه وممتلكاته، الغابة قانونها واضح وهو الخضوع للقوي البطاش وها مالا يقبله البشر الاسوياء أصحاب الكرامة والعزة والشموخ.

لايقبل بهكذا شريعة الا الحيوانات الضعيفة المرعوبة اما البشر فلا والف...وهذا ما أغاض وحوش اليمن من هشام باشراحيل ومن أهل الجنوب أهل العزة والشموخ والرقي. يشهد العالم كله على رقي أهل الجنوب وحضارتهم على مر العصور ويكفي المرء أن يزور اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة ليرى أحفاد البشر يكفي المرء أن يقرأ تاريخ عدن ونضالها ونظامها ليعرف أن قانون الغابة لايسري الا على كم أهل لأن يعيشوا بالغابة.
على قناة ديسكفري أن تسرع بإرسال فرقها لتصوير مايحدث قبل ان ينفصل البشر عن الوحوش.
[email protected]
  رد مع اقتباس