05-24-2009, 12:14 PM
|
#1
|
شخصيات هامه
|
(( الجزبرة )) والخبيط بين دلالات الأمثال عند البعض ...!!!
.
لكل مثل دلالاته وقيل ان المثل يأتي في حالتين هما:
1- الحالة الظاهرة ويقصد بها الجملة التي يتكون منها كلمات المثل ...!!
2- الحالة الثانية هي ما تحمله هذه الجملة من توعية تشكلت من تجارب سابقة..!!
وعادة ما يأتي ضرب المثل بالصيغة التي وضعت له وفي المناسبة التي يجب أن يقال فيها المثل ، وضرورة الالتزام بصيغة المثل عند ضربه في حين يعد الخروج عن القاعدة في ضرب المثل فشلا في ايراد المثل الصحيح في المورد الصحيح له ... وتسمي العرب من يأتي بالمثل في غير مكانه الصحيح ب (( الجزبرة )) ومعناها الفشل في ايراد المثل الصحيح في اللحظة الصحيحة الذي يجب ان يرد فيها المثل وربما تقابل هذه الكلمة في لهجتنا العامية بقولهم فلان (( يخبط ))... والخبيط يعني هذيان المريض اثناء وطأة شدة الحمى عليه ... والخبيط ايضا تخريف العجائز أو ثرثرة الشخص الذي يلقي الكلام على عواهنه .
ومن الذين يلقون الكلام على عواهنه ويدعون انهم سدنة التراث الحضرمي وفي استطاعتهم حلحلت رموز لهجتنا الحضرمية لأنهم غاصوا فيها منذ نعومة اظفارهم فتغذوا على الرمزية ورضعوا بها ولكن (( لم ينفطموا منها )) .... حتى اعتقدوا بأنهم معرضون للنقد (( بتوغلهم في الرمزية )) ... تلك الرمزية التي قال احدهم هنا بأنها (( لرمزية حتى وأنا أتكلّم ولم أستطع التخلص منها لأني لم أقرأ غموضا فيما أقول وأكتب إلا أنني أعترف بأنّي اكتسبت التعبير عن طريق التّلميح من بيئتي مذ كنت صغيرا ..))
وخلاصة الدليل على عدم ضرورة الالتزام بصيغة المثل ما كتبه أحدهم حين قال (( فترة حكم الحزب الإشتراكي كنا نتكلّم في بطوننا وإذا ما ارتفع الصوت نقول كلاما غامضا خوفا من عذاب ، مثلا:
( الطماطم حبسها البرد )
إشارة إلى جمود الأوضاع وأن شيء في سياق النمو والتطور لم يحدث . والبرد عندما يكون قارس فإن شجرةالطماطم تظل قزمة لا تنمو. ))
هنا يلاحظ القاريء كيف تم الخروج عن القاعدة في ضرب المثل وفشل في ايراده في مكانه الصحيح وهذا ما تسميه العرب (( الجزبرة )) ونسميه في لغتنا العامية (( الخبيط )) ... ؟؟
أما لماذأ ؟؟؟
لأن مدعي (( الرمزية )) يتضح لنا جهله التام باللهجة الحضرمية ، حيث لم يستطع أن يميز بين كلمتي (( حِبس )) بكسر الحاء وبين كلمة (( حَبس )) بفتح الحاء ...!!
فالحبس (( بفتح الحاء )) كما هو معروفا في اللغة بمعنى المنع والإمساك وهو ضد التخلية .
وقيل الحبس كل ما سد به مجرى الوادي في أي موضع حبس وقيل الحبس حجارة أو خشب تبنى في مجرى الماء لتحبسه كي يشرب القوم ويسقوا أموالهم والجمع أحباس سمي الماء به حبسا
أما الحبس (( بكسر الحاء )) فمعاناه في لهجتنا الحضرمية ما يعرف الآن ب (( المشتل الزراعي )) حيث يقوم الفلاح بزراعة شتلات الطماطم في الشتاء وبداية دخول فصل الشتاء كما هو معروف في التقويم الشبامي (( النجوم الشبامية )) في أول أكتوبر حيث يبدأ التحضير لزراعة الخضروات بزراعة البذور في (( الحِبس )) قبل اشتداد البرد ثم تنقل الى الارض المستديمة لها .
لهذا يقال في المثل (( الطاطم حِــبسها البرد )) ومن الطبيعي أن تكون الطماطم حبسها البرد لأنها محصول شتوي ...وليس (( حَـبسها البرد )) عن الظهور والنمو ؟؟؟؟
فليس للمثل دلالة على جمود الأوضاع والنمو والتطور ... وان كان كل مثل يضرب له البواعث التي أدت الى ضربه فإن بواعث ضرب المثل هنا ليس مورده الصحيح الذي يجب أن يضرب فيه..!!
بل يجب ان يضرب المثل بالصيغة التي وضع بها في الاصل وليس الخروج عن القاعدة العامة في ضرب المثل والا لاعتبرنا ذلك (( جزبرة )) او كما نقول في لهجتنا العامية (( خبيط ))...!!!
وما أكثر (( المجزبرين )) في سقيفتنا العامرة بهم ...!!!
.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 05-24-2009 الساعة 12:31 PM
|
|
|