[عفاف]

من الحضارم الذين هاجروا الى جاوه الأديب أحمد بن محمد المحضار المتوفي سنة 1304هــ ,,, يقول في مقامة ((ذم الدنيا)) انني عزمت على المسير , وأحضرت الزاد للأجير , وفارقت جهات ((حضرموت)) حين عدم فيها القوت ,,, وحالت على أهلها الوقوت (جمع وقت) حتى شافوا الموت وأشرفوا على الهلاك والفوت ,,,و وشاهدوا الموت الأحمر ...
ومن ضمن ماجاء في هذه المقامة الطويلة الذي وصف بلاد جاوة ببلاد السكّر والحلاوة ولافي قلوب أهلهاقساوة ,,, فقلت جرّوني من الغرام ولا على جاوة سلام , فتبعتها الى فلفلان (هكذا يسميها المهاجرون من أهل حضرموت ) لما وصل الى هناك وصف أهلها :
وجدت الناس مضروبا على اذانهم لاينصتون ولايسمعون اذانهم , ومتهاونين بالجمعة والجماعة , وغالب فكرهم في اسعار البضاعة , فرديت عليهم السلام ولم يجيبوا كأنهم نيام وذلك من جور الضغطة وكثر الكلام ...

ثم اني نوّلت سنبوق (سنبوك) صغير وتوكلت العليم الخبير ولما وصلت الى رسى (سربايه) سورابايا سمعت صوائح ونوائح ومدافع تتقارح فسألت عن ذلك فقال لي رجل عليه السرور بادي :
اراك والله في وادِ والناس في وادٍ هذا اليوم الناس في (مركب مكسور) كناية عن السرور مجتمعين على دنيا الغرور .