06-21-2009, 10:37 PM
|
#193
|
قانص
|
من المعروف أن الإنسان يتفوق على غيرة من المخلوقات ويتفنن في صناعة المشاهد "الرومانسية" على حسب التعبير العصري حيث إن الإنسان يستطيع أن يكيف نفسة ويتفنن في صنع وإبتكار أنواع مختلفة من التعابير الرقيقه حسب مايقتضية الموقف على عكس الصور الأخرى والتي نشاهدها بين الحيوانات أو تلك التي تعكسها الطبيعة. إن أهم مايميز الإنسان عن غيرة من المخلوقات هو "الإبتسامة" التي حباة الله بها والتي يمكن من خلالها أن يعبر لغيرة عن مايكنة من حب ومودة ويرسل عبرها أبلغ وأروع الصور العاطفية المحملة بشحنات الود. و الإنسان يتفوق أيضا عن غيرة من المخلوقات بنعمة العقل ولكن بعض المهتمين أشارو في هذا الجانب من أن العقل مغيب ولاعلاقة مباشرة له بصنع المواقف الرومانسية المثالية و بناء على هذا القول فذلك يعني أن الرومانسية ليست في توافق كامل مع العقل من حيث أن الرومانسية تعبر عن حالة من السلوك التلقائي والفطري الذي لايتحكم فية العقل بصورة كاملة ولو كان الأمر كذلك لوصف لنا بعض الناس ذلك المشهد الرومانسي بأنه إصطناعي وبذلك سيكون تأثيرة أضعف من ناحية التفاعل والإتصال بين الطرفين المعنيين. وقد أستطاع الشاعر الكبير المحضار رسم ملامح واضحة لمثل هذة المواقف من خلال التمييز بين تلقائية وصدق العاطفة وبين المواقف الإصطناعية ونستشهد على ذلك بالآتي:
كلمة الصـدق ماهي كلـمـة التـصنـيــع & إنقلب صاحـبي حتى كلامة إصطناعي
حاسـب إن الهـوى أغراض ومشاريع & والهوى بحـر كم هزت رياحة شـراعي
ويعتبر بعض الباحثين إن الخيال له تأثير أكثر من العقل في مسألة "الرومانسية" فيجزم البعض من إن الرومانسية هي في الأصل تعني البعد عن الواقعية والتغلغل داخل شبكة من الأحلام الورديه التي لاتوجد الا في عالم الخيال. وعلى عكس ذلك فقد دعا الإسلام الى الواقعية والتعقل وعدم الإسراف في كل الأمور ولهذا يجب أن ندرك بأن مصطلح الرومانسية مصطلح دخيل على مجتمعاتنا العربية أتى به الغزو الثقافي الأجنبي وأصبح يسيطر على عقول من تاه به عقلة في عالم الأحلام وأصبح ينظر بتلهف الى حدوث أشياء تدور خارج نطاق الواقع ولاتوجد الا في الروايات العاطفية ولهذا لايمكن لنا توجية اللوم الى الرجل العربي على أنه قليل أو عديم الرومانسية بسبب هذا الخلط لأن هذا المصطلح يحمل دلالات غريبه يصعب إستيعابها في بيئتنا لأنها وصلت الينا قادمه من مجتمعات غير مسلمة نختلف معها في الدين والتاريخ والثقافة فلابد أن نتنبه لهذا الجانب ونبتعد عن الخوض في مثل هذة المصطلحات والتي بلا شك سوف تحصرنا في دائرة ضيقة وتقودنا الى طريق مسدود.
وحتى نكون منصفين لابد من توجية اللوم الى الرجل والمرأة معا فكلاهما قد يكونا مشتركين عن ضعف الجانب الحسي والمعنوي بينهما نتيجة لإبتعادهما عن الواقع وغياب الفهم الشرعي وتعلقهما بمفاهيم مستورده من خلال تغليب مصطلح الرومانسية والإبتعاد عن مفهوم "المودة والرحمة" وهذا قد يكون السبب في حصول هذة الفجوة بين الطرفين. فإذا أردنا أن نصل الى تحليل لهذة المسألة بصورة أدق علينا أن نعود الى المنهج الإسلامي لفهم هذة القضايا على حقيقتها والثقافة الإسلامية تمثل الأرضية الصلبة لنا التي يمكن أن ننطلق منها كقاعدة في إدارة النقاش حول مثل هذا الموضوع وقد تطرقنا الى هذة النقطة في مداخلة سابقة. وقبل أن أختم كلامي أحب أن أستدل بحديث شريف يمثل نوع راقي من أنواع التعامل الصادق مع الحبيب والصديق حيث ورد عن الرسول (ص) قوله " تهادو تحابو" وهذا الحديث يمثل نمودج رائع وراقي حول كيفية تنمية الحب والود بين طرفين متحابين ومثلنا الشعبي يقول "شبعان بس نحب الهدية" فما أبلغ ذلك الحديث إذا نظرنا الى الأثر التي ممكن أن تتركة الهدية على الطرف الآخر بغض النظر عن حجمها والتي تساعد بصورة فعالة في زيادة الود والألفة بين المتحابين.
الهم صلى وبارك على خير الأنام محمد النبي الخاتم والة الطيبين الأخيار وصحبة ومن تبعهم الى يوم الدين.
|
|
|
|
|