[رهج السنابك]

كن جميلا : قصيدة للوحدة اليمنية
للشاعر/ علي ناصرعلي
19 مايو 2009

يا إيليا أني سائلك فأجب هل في الوجود شيء جميل
حتى أراه جميلا
ألا ترى معي أرض العرب وما حل بها من دمار
و خراب وتنكيلا
ألم ترها وهي تغتصب كل يوما سرا وجهرا
صبحا وعشيا
إن نحن ثرنا على أعراضنا كان ذاك شغب وإرهاب
و فعلا كبيرا
وإن نحن صمتنا ثارت دماءنا في عروقنا غضب
وصرخت النخوة فينا ويلا
فآثرنا الصمت والتزام الأدب وعفينا أسماعنا
عن سماع العويلا
يا سيدي لا يتملكك العجب ولا تقف عند الدهشة
زمنا طويلا
فالصمت في زمننا من ذهب والكلام قد يسقط رأسك
فتمسي قتيلا
أبعد هذا يا إيليا هل ترى في زمننا هذا
شيئا جميلا
هل ارتحلت إلى القدس ورأيتها تبكي بلا حائط أو بيت
بلا صوت بلا دمعا بلا خبزا أو زيت
بلا أرضا بلا وطنا وبلا هوية
قد أنكروا عليها يا سيدي حتى أحلامها الوردية
ولكنها رغم كل هذا صامدة تبعث للعالمين برقية
انظروا إلي هذه أنا لم أمت سأظل صامدة
ولن تروا شموخي كسيرا
أبعد هذا يا إيليا أترى في الوجود
شيئا جميلا
هل ارتحلت إلى بغداد ورأيت النار في أضلاعها تشتعل
لتحرق القلوب والأكباد
والفتنة قد أطلت برأسها تلتهم من عليها من عباد
لعنة أصابتها فصارت بلاد من غير بلاد
يُسمع القرآن من كل جانب فيها ولكن
من دون ترتيلا
أبعد هذا يا إيليا أترى في الوجود شيئا جميلا
فتبسم أبا الماضي متمسكا بماضيه و بعينيه
أيها الشاكي وما بك من داء كن جميلا
ترى الوجود جميلا
قالها مبتعدا عائدا إلى حيث كان
تاركا وراءه غدر الزمان
إيليا أني أرى فعلا بالوجود شيئا جميلا
وحدة مباركة تتحدى بنورها الظلام
و تفقع عين المستحيلا
تغمر الدنيا ضياء و تشرق سراجا منيرا
أيها الشاكي وما بك من داء كن جميلا
كن جميلا
إن رأيت الدنيا ظلاما
فشعل ألف ألف قنديلا
و أزل ما أمامك من عثرات
وأمشي طريقك حرا قديرا
و مد يدك لأخيك وأمضيا قدما نحو العُلى
و أبنيا لليمن عند النجوم صرحا كبيرا
وأني الآن لملقي قولا ثقيلا
الفتنة لن تدوم
واللعنة على من جاء بها نذيرا
فالوحدة قد ذكرت
في محكم التنزيلا
و اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
فضع ألف خط تحت ولا تفرقوا
يا باغي التشطيرا
الوحدة لن تموت ولن تنهار أركانها
ستظل في سماءنا الواحدة
قمرا منيرة
تضيء الطريق لمن في صنعاء
وتسهر مع الساهرين في عدن
وتبني للأماني قصرا ممجداً
غداً ستعُم وحدتي على العرب غداً
ولن ينال منا التشطير ولن
ينال منا الوهن
ولن يعود وطني ممزقاً
وحدتي ستمضي قدماً
بعز عزيز أو بذُل ذليلا
فوحدتي يا إيليا هي من تجعلني
أرى الوجود رغم تشوهه جميلا..





مشكور أخي جابر
جزاك الله خير
والله ما أنت وشيخنا الا فخــرا ًلهذا البلد المبارك