[شعاع الجنوب]

وطنٌ هو يسكن ذلك الفؤاد
ولا غرو في ذلك فحب الأوطان من الإيمان ..
وأي وطنٍ يسكن ذلك الفؤاد المفعم بالحريّة المنتشي بالإيمان المطلق أنه من سلالة الأحرار

إنه وطن الضياء
إنه وطن الكرامة
إنه وطن الحريّة
إنه الجنوب
ذلك هو الوطن الذي يسكن فؤاد الفتى اليافع وضاح البدوي

في ذات يوم شيّع الملايين من الجنوبيين شهدائهم الأربعة الذين إرتقوا إلى سماوات الخلود وهم في ساحات النضال السلمي

كان يوماً من وفاء شيّع فيه الأحرار أبنائهم الأبرار

وبين الأحرار يهتف ذلك الفتى بهيّ الطلعة وضّاء الوجه (( عهداً عهداً للشهداء ))
كان ذلك هو وضّاح الجنوب يزأر بينهم شامخاً بصوت الحريّة
(( إنّا عائدون إليكِ ياعدن ))

في يوم الوفاء كان الغدر هنالك متخفيّاً بجبنه يتحيّن الفرصة ليكتم الأنفاس الصادحة بهتافات التحرير
كان ذلك الصوت الجهوري يغرّد في سرب الأحرار (( بلادي بلادي بلاد الجنوب وجمهورية عاصمتها عدن ))

وفي لحظات النشوة

فجأة سقط (( وضاح ))

لا بل إرتقى وصعد قمة الشموخ شهيداً على أرض الأحرار (( بلاده وبلاد أجداده الثوار أرض الجنوب العربي ))

قتلته قوات الإحتلال اليمني غيلة وغدراً
لم يكن يحمل سلاحاً
لم يكن يحمل قنبلة
لم يكن يحمل بندقية
بل كان يحمل معه حلم التحرير والإستقلال
وصوت صدح بالحق

الله أكبر ياوضاح
الله أكبر ياوضاح
الله أكبر ياوضاح

هنالك حيث يذهب الخوف ويموت الحزن
وتأتيك بشارات الخلود من لدن كريم رحيم

فنحن هنا أيضاً لا و لن نخاف أو نحزن
فالبشارات أضحت تنبؤنا أن الوطن المسلوب سوف يعود

وداعاً وضاح




.
.
.