اخيرا اتخذ الجعيدي قرارا نهائيا ، بعد معاناة مع الموقف هي كالدهر وان قصرت ... فترك من لا يطول البقاء معه ، بعدما استوفى الاعذار وجرب كل الادواء .
والحب (عاطفة مستمرة ) ، ليس من السهل محوها من الافئدة دون ان تترك ورائها جروحا وكمدا .
و ( التجربة ) على قصر عمرها هنا قد خلفت جرحا غائرا في قلب الشاعر ايضا ، وذكرى الم لا تنمحي ، ودرسا يظل الشاعر يكرره على سامعيه ، ويكشف بكل السبل اغوار الشخصية المرفوضة وان بدت في ملامحها القريبة على خلاف مكنوناتها في نظره ، حتى لا نكون ضحايا الانانية التي لا تستحق ان يستمر لاجلها الحب او القرب .
فلجأ الى تاكيد الصفة اكثر من سبعين مرة .. وجعلها اساس النغم المؤكد على طرف اللسان وفي اعماق الوعي .
ولانه شاعر بكل ما تحتويه الشاعرية من صفاء ، لم يستبدل بذلك الحب العابر الفاظ الكراهية الصريحة وظل يدور حول المعنى القاتم ، ثم وجد ضالته في التجاهل والنسيان .
(( نسيته مثل ما هو قد نساني ))
و الاناني عند الجعيدي لا يستحق من ( تجربة الحب ) الا ( محاولة عابرة ) سرعان ما يكتنفها ( اليأس ) .
وهو يذكرنا ( بالاغنية الشهيرة ) .... ( اناني صاحبي والله اناني ) ، الا ان الشاعر هناك يسوس بعاطفة الحب المتقدة في داخله ذلك ( المخادع الاناني ) ، ويغض الطرف عن نواقصه ( الشائكة ) لاجل ملاحة العيون الكحيلة الباهرة الجمال !! .
فهل نعالج الانانية ( الفجة ) بانانية ( الانتقاء ) السلسة المخبأة ؟!، ولماذا لم يتوقع الجعيدي شوكا في ( غصن الوردة ) ؟ وهل نجد في ( جديد ) الجعيدي ، ملامح اخرى من السلوك العاشق تمرنه ( خبرة النضج ) ، ام نكتفي منه ( بقديم ) الفطرة (البكر) ، دون ان نقرأ بين ( ثنايا ) ظاهره جوهرا مثقلا بالثمار .
و على كل حال فالجعيدي يتفق والمحضار رحمه الله في ( مضغ ) الاناني قبل ان ( يبصق مرارته ) :