عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2009, 08:31 AM   #1
عامر عبدالوهاب
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عامر عبدالوهاب


الدولة :  جُبَن_اليمن
هواياتي :  قراءة تاريخ اليمن ، والاحداث المعاصرة
عامر عبدالوهاب is on a distinguished road
عامر عبدالوهاب غير متواجد حالياً
افتراضي الجنوب المفترى عليه..

اليمن الجنوبي المفترى عليه
توحيد اليمن كان هدفا رئيسيا لدى الجنوبيين
لقد كان توحيد اليمن هدفا أساسيا من أهداف الحكام الذين أتو بعد الإستقلال في اليمن الجنوبي، ونظرة الجنوبيين للوحدة كان يحكمها العاطفة والمثال، وهذا ماجعلهم ينظرون إلى ابناء الشمال نظرتهم لأنفسهم . وقد قاموا بتغيير مسمى الجنوب العربي ، إلى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، من نوفمبر 1967-1970م ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حتى عام 90 .حبا منهم في الوحدة، وفي (اليمننة).ومن حبهم للوحدة واليمن أنهم اعطوا فرصة لليمنيين الشماليين للوصول الى أعلى المناصب بالدولة الجنوبية مثل عبدالفتاح إسماعيل وغيره.وكان همهم أن من يحكم يلتزم بالقانون لا أكثر بغض النظر عن منطقته أو قبيلته.

دخول الوحدة وتقديم التنازلات
لقد قدم الجنوبيين دولة تساوي مساحتها مساحة الشمال مرتين، وتنازلوا عن الرئاسة لصالح الشمال، وتنازلوا عن العاصمة لصالح الشمال.لقد كان هدفهم البعيد هو تصورهم وأمنيتهم أنها ستقام دولة يحكمها القانون والنظام، ولكل أبنائها ولجميع فئات الشعب.وستكون دولة قوية ومواطنوها يعيشون فيها معززين مكرمين،وهذا لم يحصل أصلا.

الثروات بالجنوب
بعيد الوحدة بقليل تم السماح لشركات التنقيب عن النفط الغربية بالحفر والإستكشاف في منطقة حضرموت وشبوة، وكانت النتيجة ضهور كميات كبيرة من النفط في المسيلة في حضرموت، والغاز في شبوة،وقد أصبح فيما بعد نفط حضرموت وشبوة يشكل 85% من إنتاج اليمن من النفط ،والغاز سيبداء تصديره في شهر اغسطس القادم، ولا ندري إلى الآن كم سيكون إنتاج اليمن منه .وبعض المراقبين يعتقد أن اليمن تنتج ضعف الكميات المعلنة من النفط ، الكميات المعلنة يتم تحويل نسبة منها إلى البنك المركزي، والباقي لكبار المسئولين، أما الكميات التي يعتقد أنها تنتج في حدود ما هو معلن أي 500 ألف برميل يوميا ويتم سرقتها فهي تذهب الى جيوب كبار المسئولين.وهذا مبلغ خرافي فعلا لدولة فقيرة مثل اليمن .إذ لو احتسبنا نصف الكمية والنصف الآخر لشركات النفط، فالقيمة تصبح 250000*60 دولار =15 مليون باليوم ..!والنتيجة يكون الدخل بالسنة =15*365 =5475 خمسة مليارات وأربع مائة وخمسة وسبعون مليون دولار.ومثل هذا المبلغ يتم توريده إلى خزينة الدولة، وكلها من الجنوب.وهذا التحليل قائم على أساس أن قيمة البرميل في المتوسط 60 دولار، أحيانا السعر أغلى وقد وصل العام الماضي إلى 140 دولار.واحتسبنا نصف الكمية فقط، والنصف الآخر لشركات إنتاج النفط. وأحيانا قد يكون للشركات 30-50% من الإنتاج . وهذا يعني أن المبلغ سيكون أكبر.هذه المبالغ الخرافية هي التي تجعلهم يتشبثون بالوحدة وعلى طريقتهم،أي دولة لا يحكمها قانون. وهنالك ثروة أخرى ومهمة وهي الثروة السمكية، لقد تقاسم أماكن اصطيادها والمعامل التي تقوم بتعليبها، أناس من بيت الأحمر، ومن كبار المتنفذين المقربين من الرئيس وأهل منطقته.

كيف قوبلت هذه التنازلات من قبل الشمال
كل هذه التنازلات لم تشفع للجنوبيين في شيئ وقد أعتبر أن مجيئهم فرصة للإنتقام منهم ،والسيطرة على وطنهم،وإنهاء دولتهم،وطمس هويتهم، وهذا ما جرى بعد الوحدة مباشرة، أذ قام جهاز الأمن في الشمال والذي يتبع الرئيس مباشرة ، بعشرات عمليات الإغتيال لقادة جنوبيين ومن الحزب الإشتراكي، وصل عددهم إلى أكثر من 150 كادرا، من متوسط الى عال.وقد أستخدمت ثروتهم لتمويل حرب 94 م ،طبعا لم يكن سرق النفط موجودا قبل حرب 94، ولكن دولة الشمال جمعت أموالا من عائدات نفط الجنوب. ولم يتوقف تدفق المال الجنوبي، الا لعدة أسابيع في أيام الحرب، وذلك حين أمرت الأمم المتحدة بوضع عائدات النفط في حساب خاص باليمن.وبعد الحرب أفرج عن الأموال تلك.وأستلمتها صنعاء.
لقد نظر الشماليين إلى الجنوب على أساس أنه بلاد ثروات فقط ِ، أي أرض بلا شعب ..!وسكانه لايهم كيف يتم معاملتهم أو كيف سيعيشون،والمهم هو إستخدام تلك الثروات وأستغلالها.

وقد احتج الجنوبيين على تلك السياسات في حينها أي منذ ما بعد قيام الوحدة، لكن لم يسمع لهم،طالبوا بدولة يحكمها القانون، قال لهم الرئيس والشيخ ((معْ)) وهذه كلمة عامية يستخدمها الزيود وتعني (كلا) أو لا ..!! وقد وجهت اليهم تهمة الإنفصال حينما اعتكف علي سالم البيض في منزله بعدن،وتوج الشماليين موقفهم بالحرب،اي غزو الجنوب وحكمه.وأصبحت الوحدة شعارات يستخدمها الشماليون من أجل ضم الجنوب وإقامة وحدة على طريقتهم يكون قانونها القوة والعصبية العسكرية والقبلية الزيدية.وحسب علمي لم يجري في تاريخ أي دولة مثلما جرى هنا.والحالة المشابهة في بعض تفاصيلها هي ما حصل بين اثيوبيا وإريتريا إذ قامت إثيوبيا بعد إستقلال إريتريا عام 1960م بأقامة وحدة بينهما وكان الإريتريين راضين بذلك، لكن بعد ذلك قامت إثيوبيا بضم إريتريا إليها، وعلى أثر ذلك قامت ثورة مسلحة ضد إثيوبيا حتى تم جلائها عن إريتريا عام 1993.
ومنذ ما بعد حرب 94 والجنوبيين يطالبون بإزالة أثار الحرب وتصحيح مسار الوحدة، ورد المظالم ولم يسمع لهم أحد، بل أنه كان يتم التمادي في عمليات النهب والسلب القائمة هناك منذ الحرب،وكان يوصم من يطالب بذلك بلإنفصال..!وبعد عام 2006م عندما خرج الجنوبيين إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم، قيل عنهم أنهم شرذمة من المأزومين ..! وبعد تعاضم الإنتفاضة الجنوبية وإزدياد أنصارها وسقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى، فإنها الآن لا تطالب بتصحيح مسار الوحدة أو إزالة أثارحرب 94م بل تطالب باإلاستقلال.!!!ولا أعتقد أن النظام الحالي باليمن قادرا على عمل أي شيء إيجابي بسبب فساده شبه المطلق، وعنجهية وجهل
قادته وغبائهم السياسي والتاريخي.

وفي الختام نقول أن الجنوبيين كانوا يعيشون على الأحلام والأفكار المثالية والتي لم يكن لها وجود بالواقع، وقد أتوا ووجدوا أناس غير وحدويين،ولا هم مهتمين بتقدم ولا تنمية ،ولا قانون ولا نظام ولا وحدة ولا دين ، ولا حتى العيش مع غيرهم بسلام وإحترام..! بل همهم الهيمنة والسيطرة والتفرد بالسلطة لهم فحسب وحسب مزاجهم وأهوائهم.وقد نضروا إلى الجنوبيين وكأنهم منطقة أضيفت إلى مملكتهم مثلها مثل إب وتعز وتهامة، ويجب معاملتهم مثلما عاملوا تلك المناطق.!والجنوبيين هم الوحدويين الحقيقيين،والمسلمين الصادقين،والثوار الذين لا يقبلون الظلم عليهم.ولكنهم اتو إلى وسط هو غير ذلك تماما.!
  رد مع اقتباس