جريمة زنجبار الجنوب ( بقلم : وداد الدوح )
التاريخ: الأثنين 27 يوليو 2009
الموضوع: كتابات حرة
عدن – لندن " عدن برس " خاص : 27 – 7 – 2009
كان الموعد مع زنجبار في الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الخميس الموافق 23 7
2009م تلك المظاهرة التي دعا إليها الشيخ طارق الفضلي للتضامن مع معتقلي الحراك السلمي
الجنوبي و صحيفة الأيام , وألقى الشيخ طارق الفضلي كلمته كما شارك عبر الهاتف المناضل
ابن الجنوب محمد علي أحمد بكلمته التي ألقاها على الحاضرين في ساحة المهرجان وكان لكلا
الكلمتين صداهما في نفوس الحاضرين وفي نفوسنا جميعا كجنوبيين .
وفي نهاية المظاهرة أطلقت قوات الأمن الشمالية الرصاص الحي على المتظاهرين الجنوبيين العزل وراح ضحيتها أكثر من سبع عشر شهيدا وتسعة وثلاثين جريحا ومئات المعتقلين, كما حالت القوات العسكرية
هناك دون إسعاف الجرحى عن طريق إطلاق النار على من يحاول إسعافهم من ساحة المهرجان
وضلوا ينزفون في الساحة حتى الساعة الثانية والنصف ظهرا حتى الموت . ثم عقبها في اليوم
الثاني الموافق 24 7 2009م شهيدين وعدد من الجرحى في ضالع الشموخ .
دعـوة الرئيس صالح للتصالح والتسامح والحوار :
وجه الرئيس صالح دعوته الى التصالح والتسامح والحوار عبر مقالة نشرة في صحيفة الثورة
والتي سبقت أحداث زنجبار بعدة أيام ... لتأتي جريمة زنجبار كحصاد لثمار التصالح
والتسامح والحوار والذي لم يجف حبرة بعد من اسطر المقال ..
وقيل انه لن تراق قطرة دم واحدة ... فأزهقت الأرواح وأريقت الدماء الجنوبية يوم
زنجبـــــار واختلطت ببعضها البعض من كل المحافظات في مزيج جنوبي واحد ..
رضـــوض الرئيــــس صــــالح :
على الضفة الأخرى وفي ذات اليوم 23 7 2009م كان لنظام صنعاء موعدا مع الرضوض ,
فتناقلت وسائل الإعلام دخول الرئيس صالح المستشفى العسكري لإصابته ببعض الرضوض أثر
ممارستة لرياضته المفضلة .... فكان لهذه الرضوض قراءتـــان :
الأولى : صرف النظر والرأي العام المحلي والدولي عن أحداث زنجبار الى رضوض صنعاء .
الثانــــية : ضغوط وأوامر أصدرت لأجل أن يحدث ذلك في زنجبار وخلفت بذلك تلك الرضوض
التي كانت كتعبير عن انزواء الرجل ورفضه ورضوضه .
مابـيـن السطـــــــــــــور :
أغلب من سقطوا شهداء في زنجبار وفي المحافظات الجنوبية اللأخرى بالرصاص الحي كانت
إصاباتهم مميتة في الرأس والقلب , فلعل ذلك هو مسمار النعش الأخير في سلطة الرضوض ..
!!
فأصنام الوحدة لم يعد يروي عطشها غير دماء الجنوبيين التي باتت تقدم كقرابين للتزلف
والتقرب في معابد صنعاء , فمصالحها تؤكل من موائد الأشلاء واعتباراتها تسقى من أقداح
الدماء ..
صــمت الشـــــارع الشمــــالي :
على الجانب الأخرى من أحداث الجنوب كان صمت الشارع الشمالي حيال ما يحدث في الجنوب من
جرائم ... الا ان صمتهم لم يعد غريبا ولن نخوض في أبعاده كثيرا ..
وأتذكر هنا قول الشاعر عمرو بن معدي :
لقد أسمعت لو ناديت حيا .......... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت ...... ولكن أنت تنفخ في رمادي
مع كل ذلك الا إننا لن ننكر المواقف المشرفة لبعض الصحف والكتاب الشماليين ولبعضهم
الأخر والذين نكن لهم كل التقدير والاحترام , ولكن ما قصدت هو الشارع الشمالي ذلك الذي
هب ذات يوم وأحتشد في شوارع صنعاء وتعز منددا ومستنكرا لإراقة الدماء في فلسطين بينما
يقف اليوم موقف المتفرج عن ما يحدث في الجنوب ... فعجبا ..!! ورحم الله الثلايا ...
بيان التنديد المشترك بين كل من الرئيس علي ناصر محمد ودولة المهندس حيدر أبوبكر العطاس :
لقد واكبت جريمة زنجبار الجنوب ردود أفعال واسعة من عدة قيادات جنوبية كان أبرزها خطاب
الرئيس علي سالم البيض في ذات اليوم وفي اليوم الثاني كان البيان المشترك بين الرئيس
علي ناصر ودولة المهندس حيدر العطاس واللذان أوضحا في بيانهما المشترك أن تكريس القوة
ومواصلة استخدام السلاح من قبل السلطة ضد الحراك السلمي يسقط ما يحاول النظام تسويقه
محليا وإقليما ودوليا بإعلان الرئيس صالح فتح صفحة جديدة ودعوته إلى نبذ العنف والتصالح
والتسامح والحوار كما جاء في مقالة المنشور في صحيفة الثورة الذي لم يجف حبره بعد ..
الخ
كما ناشدا في البيان المنظمات الإقليمية والدولية والإنسانية والحقوقية والسياسية من
اجل ان تقوم بدور فاعل لوقف نزيف الدم وممارسة الضغوط الايجابية على السلطة للاعتراف
بالقضية الجنوبية وقرارات الشرعية الدولية ... الخ
ســـــــــــــــؤال :
يضل السؤال الأكثر أهمية والأعمق الم وهو :
ماذا عن صمت القيادات الجنوبية الذين لايزالون في السلطه .. ؟
ألم تهزهم بشاعة المذبحة .. وقساوة المنظر .. وهمجية الجريمة.. !!
علامة استفهام كبرى (؟) ستضل قابعة في مكانها .. الى ان تحدث الأيام ما نأمل به .. فلن
تخيب أمالنا بهم لانها الجنوب اولا .... وثانيا لاننا على ثقة بهم كجنوبيين عهدنا فيهم
مواقف الرجال .. والمعادن الاصيلة لا تتغير ...
وهناك أحدى الأقوال الشهيرة لمارتن لوثركنج وهو زعيم أمريكي من أصول أفريقية
قال : ( في النهاية نحن لانتذكر كلمات أعدائنا بل صمت أصدقائنا )
وقال : ( المصيبة ليست في ظلم الاشرار بل في صمت الأخيار )
وفي الأخيــــــــــــــــــــر :
أقتبس خاتمة هذا المقال من حسبة قديمة أوردها الكاتب الجميل محمد البيضاني في مقالته
الأخيرة ( مذبحة أبين ... والحجة فطوم ) وقال فيها ان هناك حسبة قديمة لأجدادنا الأولين
في عدن وتقول هذه الحسبة أن : " كل ظـــــــالم ينتهي في ساحل أبين " ..