07-28-2009, 09:28 PM
|
#4
|
حال نشيط
|
في الحقيقة يا أخ عامر
موضوعك هذه المرة فيه كثير مما اتفق معه، وخصوصاً في الجزء الأول، وأختلف معك في بعض ما ورد في الجزء الثاني، وأتفق معك في معظم بقية ما ورد، لهذا سأكتفي بالتعقيب على نقطتين اثنتين:
الأولى: أعتقد أن ثورة (سلمية طبعاً) بدون برنامج سياسي هي فوضى سياسية سوف تلحق بالبلاد الكثير من الخراب، ولها الكثير من المخاطر، فتغيير النظام سيخلق فراغ لا يمكن ملؤه بسهولة وفي ظل بيئة تتعدد فيها مراكز القوى الاجتماعية والسياسية، فإن الفوضى هي التي ستسود ... وبالتالي فالحل الأقرب للمنطق هو الدخول في عملية حوار جدي وحقيقي لضمان انتخابات سليمة يقبلها الجميع، ومن ثم ينبغي على الكل بعد ذلك الإلتزام بنتائجها أياً كانت، والالتزام بالثوابت الوطنية التي تخضع حالياً للمزايدة بها من قبل طرفي العملية السياسية السلطة والمعارضة على السواء من أجل مصالح سياسية لكل منهم على حساب مصلحة عامة الشعب.
هذه القناعة لن يصل إليها الطرفين السلطة والمعارضة، إلا إذا أدرك الجميع بأن غالبية الشعب اليمني تعي ألاعيبهم وسوف تحاسبهم عليها، أما أن يضل غالبية الناس محتشدين خلف هذا أو ذاك بالحق وبالباطل، فكل طرف منهم سوف يستمر باستقطاب الجماهير وتجنيدهم خلف مشروعه وهكذا إلى أن يقضي الله أمراً كان مغعولا.
النقطة الثانية: أنك ذكرت أن النظام ينبغي أن يكون فيدرالي، ....... يا سيدي الكريم ليست المشكلة لدينا في اليمن في شكل النظام الحاكم، فقد كان لدينا في الجنوب على سبيل المثال نظام يعتنق الفكر الاشتراكي وفي الأخير وجدنا قادة هذه النظرية يقتتلون بينهم ويصفون بعضهم البعض على أسس قبلية ومناطقية تتنافى كلياً مع مقاصد الاشتراكية والأممية!!! وفي الشمال قامت الثورة وكان من ضمن أهدافها إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، لكن في حقيقة الأمر ظهرت هناك طبقات وفئات جديدة وإن كانت أخف حدة من سابقاتها....
نحن الآن لدينا مؤسسات راقية، ولدينا قوانين ممتازة، ونظام حكم محلي ومركزي جيد، وما نحتاجه فقط هو تفعيل هذه المؤسسات بشكل سليم........... باختصار نحتاج لتفعيل القوانين والمؤسسات الراهنة وسنكون في أحسن حال، وسوف تتحقق العدالة والمساواه والتنمية، وكل محافظة سوف تدير نفسها في معظم شؤونها الإدارية والمالية وكل حاجة سوف تمضي بشكل جيد لو تم هذا الأمر.
متى يمكن أن يتم هذا الأمر؟؟؟
الجواب من وجهة نظري: عندما يتم تفعيل إرادة الجماهير، ويعرف كل طرف في العملية السياسية أن هذا المواطن لا يمكن شراء ولاءه ولا يمكن تمرير الكذب والخداع عليه وتضليله، وعندما يوقنون بأن إرادته ومن خلال صوته، هو الذي سيبقيهم أو يزيلهم من السلطة، سيجدون أنفسهم مُجبرين للنزول عند رغبة الجمهور، وتلبية تتطلعاته.
ما العمل وما السبيل للوصول إلى هذا الهدف؟؟
الجواب ببساطة هو: نشر الوعي بين الناس، وتوعيتهم بالسلوك الوطني الجيد وإعلاء ثقافة التسامح بين الناس، وحثهم على التعاون والمشاركة الفاعلة في بناء يمن خالي من الفساد، وخالي من الظلم والجهل، ووتوعيتهم بنقد السياسات الخاطئة للنظام والضغط عليه لتغييرها وكيفية ممارسة هذا الضغط، وتشجيعهم على الإشادة بالسياسات الجيدة حتى يعملوا على إنجاحها وعدم عرقلة سير تنفيذها، وهكذا...
هل تستطيع أنت وأنا ومن حولنا هنا وفي أي منبر القيام بهذا الدور؟؟
الجواب: نعم وعلينا أن نفكر بعقلية وطن بحجم 22 مايو، ونعمل سوياً على تخليص مجتمعنا من القيم المتخلفة التي تشجع على الصراعات المناطقية والمذهبية والمصالح الضيقة، فالوطن أغلى من الجميع، ومن يحب خدمة وطنه أياً كان هذا الوطن في العالم، فإن أقل ما يمكن تقديمه لهذا الوطن هو المساهمة في هذا الجهد قدر الإمكان..
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة هدير الرعد ; 07-28-2009 الساعة 11:58 PM
|
|
|