عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2009, 10:37 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


( معركة ) زنجبار ,,, علي الكثيري

الثلاثاء , 28 يوليو 2009

مشاهد صادمة وراعبة تلك التي توالت دفاقة بالدم والفجيعة والالم ، نهار الخميس الفارط في مدينة زنجبار حاضرة أبين المسكونة بالود والوداعة ، عندما تفجرت المواجهات والمصادمات العنيفة والدامية ، بين أنصار قوى الحراك الجنوبي وقوات الأمن ، عقب قيام تلك القوات بمحاولة منع مهرجان دعت قوى الحراك لتنظيمه في المدينة صباح ذلك اليوم ، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة فعاليات سابقة ، حيث تحولت هذه المدينة المسالمة ، إلى ساحة احتراب ومواجهات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ، أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين وقوات الأمن وإصابة العشرات بجروح مختلفة ..

هي مشاهد مؤلمة ومخيفة ، تختزل حالة وطن يشرف على مهالك التفجر الكارثي ، وتكشف حقيقة أن الأمور قد بلغت حدودا لا تترك أي مجال لعبثية التلكؤ والمناورة ، بل تستدعي إرادة جسورة ومبادرات شجاعة ، لنزع فتيل تفجرات لن تبقي ولن تذر ، بل أنها تفصح وعلى نحو جلي ،عن أن تصعيد المواجهات الأمنية ، وإطلاق العنان لفوهات الأسلحة النارية ، ولأدوات القمع والتنكيل الضاربة ، ليست إلا السبيل الافتك لتأجيج الأزمات ، وتنمية الضغائن ، وإدماء الجراح ، وإذكاء الكراهية والأحقاد والانقسامات ، ودفع الأغلبية الصامتة في المحافظات الجنوبية ، لفقدان الأمل في ممكنات الإصلاح والتغيير تحت ( سقف الوحدة ) ، والانخراط في مواكب ( الحراك ) المتبنية لدعوات ( فك الارتباط ) ، وذاك كله سيتجه بالبلاد والعباد والوحدة ، إلى منزلقات مدمرة يصعب تطويقها والسيطرة عليها ، ولن تقود إلا إلى مهاوي التمزق ومحارق العنف والصراعات غير المتناهية .

نجزم – والحال كذلك – أن الاون قد آن لكي يكف المكابرون عن مكابرتهم وعنادهم ، وان ينسلخ الصامتون والمتفرجون عن صمتهم ولامبالاتهم ، ليحتشدوا في مضامير تفعيل مبادرة وطنية ناضجة ، حدد من خلالها حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) ، مسارات صائبة وآمنة تخرج باليمن ووحدته من كل أزماته ومآزقه ،وتجنبه وعلى نحو أكيد دوامات العنف والصراع وحمامات الدم ، وترسي صرح وحدته على أسس المواطنة السوية المرتكزة على الشراكة الفاعلة والتوازن الشامل والتنمية المستدامة ،

وبما لا يترك مجالا لأي غبن أو تمييز أو انتقاص آو تنافر آو تباغض ، فتجارب السنين والعقود المستندة على مفاعيل المركزية وما سوغته من ممارسات استحواذية اقصائية تمييزية ، انساقت بالوطن ووحدته إلى شفير الهاوية ، وستهوي به إن أصر المتعنتون على تكريسها ، إلى مجاهل ( الصوملة ) ، وهي النتيجة نفسها التي ستترتب على فاعليات ( فك الارتباط ) والعودة إلى التشظي والتفكيك ، أما التجاوب مع محددات المبادرة الوطنية لحزب ( رأي ) ، واعتماد نظام الدولة المركبة ( النظام الاتحادي الفدرالي ) ، فهو الأمثل والمأمون لمشروع ( يمن موحد مستقر ناهض ومزدهر ) ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
موقع إخباري مستقل صادر من محافظة حضرموت
  رد مع اقتباس