عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2009, 08:40 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت :ياعلمائنا البيانات وحدها لاتكفي؟؟ المكلا اليوم / الدكتور : عبدالرحمن بلخير


ياعلمائنا البيانات وحدها لاتكفي؟؟

المكلا اليوم / الدكتور : عبدالرحمن بلخير

2009/7/30

الأفضل إقحام العلماء في مسائل السياسة وأمور إدارة الحكم.. تكريما لمكانتهم وتنزيها لهم من الاشتغال بأمور هناك من يشتغل بها.. ممن لايملكون مكانتهم العالية.. ووفقا لهذا التصور فانه يحز في نفسي سماع ماينتقص من مكانتهم.. ويحز في النفس أكثر أن يخوض في تمزيق سمعتهم العامي قبل المتعلم، والصغير قبل الكبير.. مع قناعتي الكاملة أن العالم هو نقطة الفصل بين ماهو دين وماهو دنيا

وقناعتي اليقينية بقدرته على التفريق بين مايخدم الدين ومايخدم السياسة.. مع تحفظي الكامل على عدم تحميل العلماء مالا يحتملون من منطلق أنهم بشر، يتعرضون لما نتعرض له.. لكن طالما ارتضوا أن يخوضوا في أمور السياسة والحكم.. بالانضمام لأحزاب تعمل في إطار الحكم أو المعارضة، فعليهم أما أن يكونوا علماء.. دعاة حق، وشعاع هداية وتنوير.. أو أن يلزموا الصمت.. فان الصمت أبلغ من الكلام وأثمن من الذهب.. وأتكلم عن علماء.. وليس وعاظ وخطباء مساجد، وطلبة علم، ممن يوقعون على البيانات الدينية ولا أسميها فتاوى

قيمة العالم يستمدها من قيمة التأثير في قضايا مجتمعه.. انه صاحب مشروع دائما.. لاتابع ذليل.. تحركه أصابع السياسيين وفق أهواءهم ومصالحهم..انه رمانة الميزان حين تختل الموازين.. وملجأ من لاظهر لهم.. مايحصل في اليمن انه بين الحين والآخر تطل علينا مايسمى بالفتاوى أو البيانات الصادرة عن علماء اليمن..

التي يتنصل عنها بعد أن تصدر عدد من الموقعين عليها بحجج وأعذار مختلفة.. كلها نحترمها.. ولكن عليها قبلاً أن تحترمنا تلك البيانات تصر على حماية الوحدة والتنديد بالانفصال والدعوة إلى الاعتصام بحبل الله.. تؤيد ماهو قائم على الأرض وترفض الدعوة إلى التغيير.. خوفاً من مستقبل مجهول.. وتظل تكرر تلك الأطروحات كلما ألم بالنظام ملم، وضاقت عليه الأرض بما رحبت.. ان علماءنا اليوم، يدينون مثلما تدين الأحزاب السياسية خصومها.. وينددون مثلما تندد الأحزاب السياسية بمعارضيها.. ولا تفعل شيئاً غير ذلك

ان ماينتظره الشعب من علمائه.. أن يتقدموا خطوة إلى الأمام أكثر من التنديد والشجب.. والتمنيات والتغني بالانجازات.. ان ماننتظره منهم وهم يدعون إلى حماية الوحدة بوصفها مطلبا شرعياً، ويصدروا في ذلك البيانات والفتاوى.. أن يدعوا إلى حماية أرواح المسلمين؟؟ وحين يقتلون لانسمع لهم صوتاً ولا بياناً واحداً.. فهل حماية الوحدة أهم من حماية أرواح المسلمين؟؟ هل كبر عليكم إصدار بيان واحد يطلب التحقيق فيمن يسفك دماء المسلمين؟؟

إن ماننتظره من علمائنا أن يكون لديهم مشروعهم الخاص.. وأن يجبروا الآخرين أن يحتكموا إليهم.. ستكونون قادة وعلماء حقيقيين نفخر بكم ونضعكم فوق رؤوسنا إن استطعتم مع المخلصين في هذا الوطن، إيجاد آليات تنفيذ ومتابعة للمخارج التي ترونها.. وتفرضونها على الجميع.. أما أن تكونوا مجرد مصدري بيانات.. فذلك ما لانرضاه لكم ولا أظنكم ترضونه لأنفسكم.. ان الناس تتمنى أن تكونوا في أول الصف لا في آخره.. فكونوا كما أراد رسوله أن تكونوا.. ورثة الأنبياء وكفى
  رد مع اقتباس