الموضوع
:
مدينة تريم اليمنية عاصمة للثقافة الإسلامية العام القادم 2010
عرض مشاركة واحدة
07-31-2009, 10:33 AM
#
3
قائد المحمدي
حال متالّق
رقم العضوية :
8679
تاريخ التسجيل :
Dec 2006
المشاركات :
1,156
التقييم :
10
مستوى التقيم :
نبذة مختصرة عن مدينة تريم التاريخية
/ علي صبيح / المجلس المحلي ـ تريم
26/03/2009
ــــــــــــــــــــــــ
تقع تريم الغناء شمال شرق مدينة سيئون في وادي حضرموت في بداية وادي المسيلة. وقد اشتهرت في مطلع العصر الإسلامي كعاصمة لوادي حضرموت حين كان يقيم فيها العامل ( لبيد بن زياد الأباضي) عامل الخلفاء الراشدين، وكانت بين حين وآخر تتبادل مع شبام زعامة الوادي إلى عام (203هـ) عندما جاء الزياديون إلى حضرموت وأصبحت بذلك خاضعة لهم، قام الحسين بن سلامة ببناء الجوامع في تريم، وكذلك في شبام.
واشتهرت تريم بكثرة مساجدها حيث وصل عددها إلى ثلاثمائة وستون مسجداً ، وهذا العدد كبير نسبياً إذا ما قورن بحجمها وعدد سكانها ثم أخذ هذا العدد بالتناقص بسبب ظهور المساجد الكبيرة التي تستوعب أعداداً غفيرة من المصلين فتهدم بعضها وتوسع البعض الأخر مما أدى إلى تقلص العدد ليصل في الوقت الحاضر إلى مئة مسجد تقريباً لا تزال عامرة بالمصلين لقد كانت مساجد تريم الكثيرة في معظمها مصليات أو مساجد صغيرة ثم تداخلت ببعضها أو توسعت وتحولت إلى مساجد كبيرة أو جوامع تقام فيها صلاة الجمعة والجماعة وفي أثناء عملية التوسيع أو الترميم أدخلت على بعضها تحسينات وأعيد تصميمها على شكل هندسي بديع ومثال على ذلك المسجد الجامع المقام في قلب مدينة تريم والذي يرجع تاريخ بنائه إلى ما قبل ألف عام، أي ما بين (375 – 402هـ) ، إذ يروى أنه بني في عهد الحسين بن سلامة الذي ولي الحكم في اليمن عام (375هـ) وقد بني هذا المسجد ضمن مساجد أخرى بناها في أماكن أخرى، حيث عرف عنه أنه كان يبني مسجداً بين كل مرحلتين ، والحسين بن سلامة هو أحد موالي دولة بني زياد ، وكانت عمارة هذا المسجد قد تجددت عدة مرات منذ أنشأه ، إذ كان أول تجديد له عام (581هـ) ، أي بعد حوالي قرنين من بنائه، أما التجديد الثاني فكان في عام (585هـ) أي بعد أربع سنوات من التجديد الأول ، وجدد للمرة الثالثة في عام (960هـ) ، ثم تم توسيعه عدة مرات لاحقة ، حتى صار على ما هو عليه اليوم بعد توسيعه الأخير في عام (1392هـ) ، تـصـل مساحـة الـجـامع اليوم إلى ( 19110 قدماً مربعاً ) ، وتحمل سقفه ستون دعامة إسطوانية ، قطر الواحدة (16 بوصة) ، وللمسجد ثمانية أبواب ، وتزينه المنارة التي بنيت في منتصف الجدار الشرقي للمسجد ، ويبلغ ارتفاعها (115 قدماً) ، ويقع الجامع في الطابق الثاني ، أما الطابق الأول (الدور) الأرضي فقد أفتتح في ديسمبر من عام (1972م) كمكتبة تضم معظم المخطوطات ، وأطلق عليها اسم مكتبة الأحقاف.
وإلى جانب المسجد "الجامع" في تريم توجد مساجد أخرى لا تقل عنه جمالاً وسعة وحسن تصميم مثل مسجد بن علوي وهو من أشهر مساجد تريم وأكثرها زواراً بالمصليين وهو مسجد قديم أسسه الإمام علي بن علوي في حوالي عام (530هـ) ، بني من الطين والنورة على أجمل صورة ، أعيد ترميمه عدة مرات ثم بنيت له منارة في آخر بوابة ذات شكل جميل ، وطول المسجد من جهة المشرق إلى الغرب إثنان وثلاثون ذراعاً ونصف وربع الذراع ، وطول الرواق القبلي أربعة عشر ذراعاً ونصف ، وطول الصحن ثمانية عشر ذراعاً وربع ، وعرضه من جهة الشمال إلى الجنوب سبعة عشر ذراعاً وربع تقريباً .
ومن مساجد تريم الشهير مسجد المحضار الذي بناه عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف ، وهو مقصد زوار تريم لما يمتاز به من فن هندسي جميل في عمارته ، خاصة منارته الشامخة التي يبلغ ارتفاعها حوالي (175 قدماً) ، وهي مربعة الشكل وبداخلها درج للصعود إلى أعلاها ، وكان بناؤها في حوالي (1333هـ) ، والغريب فيها أو الشي المدهش أنها بالرغم من ارتفاعها الشاهق إلا أنها مبنية من اللبن ـ الطين ـ وجذوع النخيل ، وهذه المئذنة من تصميم الشاعر والأديب أبوبكر بن شهاب المتوفي في عام (1334هـ) ، وتنفيذ المعلم عوض سلمان عفيف التريمي الذي سبق له أن بنى قبة الحبشي بسيئون .
ونعود إلى مكتبة الأحقاف التي سبق أن ذكرنا بأنها تحتل الدور الأرضي من مبنى جامع تريم ، فهي مكتبة دعت الحاجة إلى إقامتها نظراً لكثرة المخطوطات في مدينة تريم والمدن المجاورة ، وذلك لكون تريم كانت تتمتع بمركز علمي مرموق في وادي حضرموت منذ القرن الرابع الهجري ، واشتهرت بوجود المكتبات والأربطة والمعاهد والزوايا العلمية ، وكثرة العلماء الإجلاء ، وكانت بها مجموعة من العائلات الشهيرة التي شغفت بجمع وشراء المخطوطات والكتب في مختلف ألوان المعرفة والعلوم ومن شتى المصادر من بقاع الأرض، كما توجد عائلات و شخصيات من العلماء في مدن أخرى بالوادي ملكت هي الأخرى مكتبات خاصة ولكنها جعلتها وقفاً على طلبة العلم والعلماء ، وبعد أن وضعت بعثة مصرية مختصة بالمخطوطات " عام 1970م " ، دراسة لتجميع مخطوطاً في مكتبة الأحقاف بتريم التي أنشئت في شهر ديسمبر من عام (1970م) ولكن هذه الدراسة لم تنشر ، وتضم المكتبة اليوم حوالي (5300) كتاباً مخطوطاً في شتى المعارف والعلوم ( التفـسير ، الفـقه ، الحديث، الصرف ، اللغـة ، الأدب ، التاريخ ، السيرة النبوية ، الطب ، الرياضيات ، الفلك ، وغيرها من المعارف والعلوم) ، ونتيجة لأن إنشاء مكتبة الأحقاف كان بطريقة جمع المكتبات الخاصة نجد أن هذه المكتبة تتكون من عدة مكتبات هي: مكتبة الكاف بتريم ، مكتبة آل بن يحي ، مكتبة الربـاط ، مكتبة بن سهل ، مكتـبـة الحسيني، آل الجنيد ، وغير ذلك ، وحملت كل مكتبة اسم صاحبها كتخليد لذكراه وكل مكتبة لها فهرست خاص بها ، إلا أنه مؤخراً تم فهرست المكتبة بطريقة حديثة وتحوي المكتبة تحفاً نادرة من المخطوطات القيمة إما لندرتها أو لقدم نسخها وجودته ، أو مخطوطات أصلية تعتبر النسخ الأم.
ــــــــــــــــــــــــ
التوقيع :
من مواضيعي المهمة
محافظات الجمهورية اليمنية ـ إضغط هنا
قائد المحمدي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها قائد المحمدي