عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2009, 04:38 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


إذا القضاءُ فَسُدَ!

محمد سعيد الشرعبي الإثنين 2009/08/03 الساعة 04:10:15


حركة قضائية جديدة.. وعُقبى الأخرى!
في حركتهم الأخيرة ظلت معظم الأسماء – كالعادة – قداسات لا تُمس، وثوابت لا تُتزحزح للضرورة أو بالتقادم، وإن تغيرت الرتب وطبائع المهام.

حركات قضائية لنظام مهترئ ولدت قناعة لدى يمنيي الداخل والخارج بعدم جدوى حركاتهم ما دامت النتائج كما هي..

"يا قضاة الأمة يا ملح البلد.. من يصلح الطعام إذا الملح فسد" بهذا البيت رد علي أحد المسنين أمام محكمة في أمانة العاصمة حين بشرته بحل لقضيته قد يأتي من قبل حاكم جديد.

قالها ساخرا بلسان الغارق بوحل (الشرائع) والضائع في دهاليز المحاكم.. فتبين لي بعد حين عمق رأيه.

هذا المسن وغيره أنموذجا لأناس يعانون من دوامات المحاكمات التي تحسم دوما لصالح الأثرى والأقوى على حساب الفقراء والمستضعفين في الأرض.

كثير من اليمنيين يعدون دخولهم معمعة (الشرائع) كارثة و(خراب بيوت) بسبب (الغرائم) والرشاوى التي تقصم الظهور وتعجل بالجنون.

تخيلوا في بلد الحكمة يدار القضاء بعقلية (العكف) بشتى تفاصيله المملة، ولا تسأل عن مبانيها فـ(90%) آيلة للسقوط، وأعود بالله من سجونها المعفنة..

يقيس خبراء الإدارة تقدم الدول بمدى استقلالية ونزاهة قضائها كونه العمود الفقري لأي نهوض أو تقدم حضاري، وخير دليل قريب من أرواحنا (تركيا وماليزيا) اللتان حققتا تقدما حضاريا وتطورا صناعيا في فترة وجيزة مقارنة بأخواتها في العالم الثالث.

ويعزو إداريون مشهود لهم بالكفاءة بأن اختلال البنى وفساد القضاء يعني تفشي وباء الفساد في إدارات الدولة اليمنية ومؤسساتها بالكامل تلك الدولة التي وصفها الدكتور سعد الدين بن طالب بـ(الاستئثار المفسد) في تعليق له في إحدى ندوات التشاور الوطني. إذاً لماذا ندعو للاستثمار في اليمن وقضاؤنا يدار (بالجوال)؟ تدعو وكأن المدعوين من رجال الأعمال (هبل) ليغامروا بأموالهم لتبتلعها عصابات النظام وعتاولة الفساد.

وما ينفك البعض في دعوتنا لأخذ حقوقنا عبر القضاء، وكأنه –أي القضاء- عادل ونزيه لتحتكم إليه وتذعن لأحكامه.

أنا لا أتهجم على أحد فزيارة خاطفة إلى أقرب محكمة تكفيك للإتيان بحقائق تعزز رأيِّ.
  رد مع اقتباس