التاريخ أمانة تورثها الأجيال الحاضرة للأجيال القادمة , ويفترض أن يعنى بكتابته أشخاص مختصون أمناء يقولون الحق ولا يخافون في الحق لومة لائم , ومع ذلك يضل التاريخ معرفة نسبية , وليست معرفة حقيقية مطلقة ,ومن أجل أن نقف على هذه المعرفة , نروي بعض لمحات عشناها نحن أبناء اليوم , وعرفنا معظم تفاصيلها , ومع ذلك نراها تكتب بطريقة مغايرة أمام أعيننا دون أدنى اعتراض منا , ويعد سكوتنا إقراراً ضمنياً بحقيقة ما يكتب , وسينتقل هذا الزيف الذي سكتنا عنه إلى أبناءنا وأحفادنا والأجيال القادمة كحقيقة لا غبار عليها .
- هناك مناطق يمنية عانت وطحنت من قبل النظام تماما كما عانوا وأكثر ,فالمناطق الوسطى مثلاً كانت منذ زمن التشطير وأثناء الوحدة وبعدها بين فكي رحى وتعد في نظري من أكثر المناطق اليمنية التي ساهمت بالنصيب الأوفر في دفع ثمن الوحدة اليمنية من خيرة رجالها وأموالها ومصالحها ولم تحظى في المقابل بنصيبها الذي تستحقه من خيرات الثورة والوحدة أسوةً بغيرها, ومع ذلك لا نسمع لهم شكوى أو تذمر لأنهم يرون أن الوطن يستحق منهم ذلك وأكثر.
فكانت تلك المناطق هي الخط الساخن للصراع بين الشطرين سابقاً وبين القيادتين السياسيتين بعد الفترة الانتقالية وما أتبعها من مما حكات ومكايدات واغتيالات واعتقالات وتصفيات سياسية إنتهاءاً بالحرب والاقتتال بين الأخوة ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك إذ استمرت بعض التصفيات السياسية وحتى الوقت القريب
(وللتأكد من ذلك أرجعوا إلى الأعداد السابقة من صحف المعارضة لتقفوا على كل حالة وما خفي كان أعظم ).
وبالرغم مما سبق وكل ما يحدث يجب أن نطرد هاجس التشطير والعنصرية والمناطقية من رؤوسنا لأنها من أسوأ الأمراض التي أبتليت بها الأمم على مر الزمن. , ويجب أن ندرك أن همنا ومعاناتنا واحدة ومطالبنا واحدة فلنسعى معاً كأبناء وطن واحد لتغيير أحوالنا السيئة نحو الأفضل وبالطرق المشروعة والحضارية .