الخيانة العظمى ( بقلم : علي فرج عوض العولقي )
التاريخ: الثلاثاء 11 أغسطس 2009
الموضوع: كتابات حرة
سويسرا – لندن " عدن برس " خاص : 11 – 8 – 2009
لا يوجد إنسان على الكرة الأرضية لا يحب وطنه ولا يهب للدفاع عنه في أوقات المحن والوقوف في وجه من يطمعون في خيرات الوطن وسرقة ثرواته وكثيراً ما يضحي الإنسان بحياته وكل ما يملك في سبيل الوطن ليكتب أسمه بأحرف من نور في صفحات التاريخ والخلود، يتذكره الأجيال جيلاً بعد جيل وكل غيور يتمنى أن يكون في مقدمة الصفوف من يسطرون بدمائهم الزكية ملاحم البطولة والفداء في سبيل الوطن واستقلاله وحريته وكرامته وللأسف الشديد وجدنا في هذا الوطن الغالي على قلوبنا ضمائر ميتة ارتضوا لأنفسهم خيانة وطنهم وشعبهم.
بالأمس استفزوا باجمال وخرج باجمال مخاطباً الشعب إننا سنسلح الشارع لمحاربة الانفصاليين
وعندما انتهى دور باجمال رموه رمية الكلاب وهو الآن على فراش الموت ولا احد يسأل عليه
نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور كم مره منعوه وأخر مره عندما منعوه من دخول القصر الجمهوري من دون حراسته بينما علي محسن دخل بعده مباشرة بكامل حراسته وبعدها خرج الى الوضيع ليجمع ابنا منطقته ليؤكد لهم ان الوحدة خط احمر وسنقطع كل يد تريد المساس بالوحدة
كذلك الحال رئيس الوزراء مجور عدة مرات استفزوه وأخرتها عندما منعوه من دخوله قاعة المؤتمرات هو وحراسته وخرج بعدها الى شبوة ليلقي مهرجانه الشهير بعيد الوحدة ولا ننسى التهديد والوعيد عندما قال من يحمل علم الجنوب سيعدم
كذلك الحال بأحمد مساعد حسين وعوض المحوط عندما منعوهما في نقطة نقيل يسلح من دخول صنعاء بعد فترة غادر بن مساعد الى دولة الإمارات العربية المتحدة ليلتقي بالجالية الجنوبية ويحثهم بأن الوحدة هي الصمام الأمان لأبناء اليمن وكم وكم احسب لكم من المسئولين الجنوبيين وآخرهم رويس مجور وما خفي كان أعظم
المشكلة أنهم عندما يشدوا الخناق عليهم يعودوا الينا ليشدوا الخناق على أهلهم وعلى أبناء شعبهم وخير دليل لم نسمع من اي مسئول شمالي قال سنعدم كل من يحمل علم الجنوب او نسلح الشارع لمحاربة الانفصاليين الا من الجنوبيين أنفسهم
نسوا من أوصلهم الا هذه المناصب نسوا دولتهم التي علمتهم وصرفت عليهم الغالي والنفيس نسوا الأرض الجنوبية التي نشئوا وترعرعوا عليها
للأسف ان من تبقى من المسئولين الجنوبيين في السلطة ما هم الا ناس أذلاء ولا احد يبالي بهم رضوا على أنفسهم ان يعيشوا حياة الذل والهوان
هدفهم ان يأكلوا ويشربوا ويتمتعوا في الحياة فموقعهم في السلطة صفر من الشمال لا يهشوا ولا ينشوا ولا يحركوا ساكناً والنظام يؤكد للعالم بان هؤلاء جنوبيين وشركائي في السلطة وهم محسوبين على أبناء الجنوب فشعب الجنوب براء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف فمثلما تخلوا وتبروا من شعبهم فنحن نتخلى ونتبرىء منهم بل سنرميهم في مزبلة التاريخ وستلعنهم الأجيال القادمة وان دماء شهدائنا الأبرار الذي سفكها المجرم علي عبدالله صالح ستلاحقهم في عقر ديارهم وسيصيبهم الذل والوبال في أنفسهم لأن دماء شهدائنا لها شأن عظيم عند الله
للأسف الشديد أقولها وبكل مرارة ان هؤلاء من حثالات الجنوب مات فيهم الحس الوجداني ووصلوا الى حالة من اليأس تمسحت جلودهم وماتت ضمائرهم حتى وصل بهم الأمر ان يجعلوا أعداء أهلهم وشعبهم أصدقائهم وأحب الناس اليهم منا
أن مصير الخونة إلى زوال وثمن الخيانة كبيرة يجب أن يتحملها كل من باع ضميره ووجدانه وأدار ظهره لوطنه وشعبه
فكل من خان وطنه وتعاون مع الاحتلال سينال الذل والعار وستلعنه الأجيال القادمة جيل بعد جيل
وأقولها وللمرة الأخيرة فمن اراد منكم يا أذناب النظام ان يلحق بأهله الذل والهوان فعليه بأن يمجد الشاويش علي ويظل عبداً وخادماً له فشعب الجنوب كفيل بنفسه