08-20-2009, 12:02 PM
|
#1
|
حال متالّق
|
هل رسائل الجوال قاتلة للمروءة أم داعمة لها
هل رسائل الجوال قاتلة للمروءة أم داعمة لها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله
وردتني عدة رسائل هاتفية عبر الجوال بمناسبة قدوم شهر رمضان
المبارك ، وهذه الرسائل تتم في الغالب بكتابتها ثم إرسالها بشكل
جماعي حسب الأسماء الموجودة في الجوال وليس حسب ما يربط
صاحب الجوال من ود واحترام مع من أرسل إليهم الرسائل ، فقد
يكون القصد منها شخص أو شخصين حسب رابطة الود والعلاقة
الحميمة ،اما بقية الأسماء فإن الراسائل تذهب إليهم بشكل تلقائي
وليس من القلب ، ومن هذا الموقف استوحيت هذا المقال
وقلت طالبا العون من الله :
ثورة الإتصالات احدثت تاثيرا كبيرا في كل شيء في حياتنا بل وفي كل
شيء فينا نحن ، فقد تدخلت هذه الثورة في طعامنا وملبسنا وفي صحتنا
وفي مرضنا أيضا ، فقد اصبحت هي وسيلة الصحة كما اصبحت هي سبب
الأمراض الجسمية والفكرية والنفسية بل وهي سبب المشاكل السياسية
إلى حد الحروب ، وهي وسيلة التعايش السلمي إلى حدود الحب والمودة
وما يعنينا هنا هو المروءة والأخلاق ، فهما ايضا تاثرا بهذه التقنية
سلبا إلى حد ضياعهما وانعدامهما بين الناس ، وإيجابا إلى حد السعادة
والمحبة بين الجيران الأقربين والأبعدين والإخوان والأقارب
كما ذكرت في المقدمة فإن الناس لم تتعامل مع رسائل الجوال بشكل
أخلاقي إلى درجة تشعر معها ان هذه الرسائل قتلت المروءة ، فإنك
عندما تصلك رسالة تهنئة بشهر رمضان أم بعيد الفطر أو بعيد الأضحى
أو بمناسبة زواج أو نجاح في الدراسة تشعر أن صاحب الرسالة لا يريد
ان يراك ، لا مهنئا ولا مواسيا ، بل وحتى لو الم بك عارض صحي
فإن اصحاب هذه الرسائل لا يزورونك في المستشفى ولا يسألون عنك
إن كنت بحاجة لمساندة أو واسطة تساعدك للحصول على عناية صحية
متميزة بل يكتفون برسالة الجوال الخالية من المروءة والمعاني الإنسانية
قبل أن تاتي الهواتف المحمولة وخدمات رسائلها الفارغة تعرض أحد
الأصحاب لحادث مروري انقلب هو وسيارته في مدينة تبعد عن مكان
إقامتنا 600 كيلو متر وكان هذا الشخص مسافرا إلى اليمن ، فما كاد ان
يصل خبر الحادث إلينا حتى احتشدنا أمام منزلنا استعدادا للذهاب إلى تلك
المدينة وبالفعل ذهبنا إلى هناك والتقينا بصاحبنا هناك واطمأنينا عليه
ورجعنا في اليوم الثاني
أما اليوم فإن كنت في فرحة زواج أو وليمة مولود أو في مأتم وفاة
فإن الناس من أصحاب الجوالات يكتفون برسالة الجوال التي هي في
الأساس مخزنة وجاهزة للتوزيع في وقت الحاجة
فهل هذه الجوالات بقدر ما خدمتنا هي ايضا اخذت منا مقابل خدماتها
هي بالفعل أخذت منا مقابل خدماتها ولكنها اخذت أشياء هي اغلى من
تلك الخدمات إنها المروءة والأخلاق ، صدقوني ، إن بعض الرسائل
التي وصلتني بمناسبة الشهر الكريم وصلتني من أشخاص منقطعين
عني أربع سنوات وأنا لا اريد منهم شيئا بل بالعكس انا على استعداد
أن أقوم باي واجب ولكننا امام مشكلة وهي ان المروءة قتلت يوم أن
اقتنينا هواتف الجوال ، وصدقوني أني مجرد ان اقرأ الرسالة اشعر
بأنها كاذبة لأنها في الغالب تاتي من الكلام المسجوع الجاهز أو ابيات
شعر يتم تخزينها في الجوال لقتل المروءة بها
فإذا نحن عرفنا هذه السلبيات المتعلقة برسائل الهاتف فما الحل إذن ؟
أنا اعتقد أنه يجب علينا ألا نتغير في أخلاقنا وفي معاملاتنا للناس عندما
ينعم الله علينا بوسائل الرخاء ، بل يجب علينا ان نوظف هذه الوسائل
في خدمة الأخلاق والمروءة
أسأل الله لكم التوفيق
مع خالص احترامي وتقديير لكم
.......أخوكم / المحمدي........
|
|
|
|
|