عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2009, 01:16 PM   #10
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحمدي [ مشاهدة المشاركة ]
اشكرك اخي الكريم (( الخليفي الهلالي ))
اشكرك على هذا الموضوع الجميل والمهم

النفس هي أحد جوانب الشخصية الإنسانية
البعض يقول ان النفس هي العقل والعقل هو النفس
لكن الذي اميل إليه ان العقل هو جانب مكتمل من جوانب الشخصية
الإنسانية ، بمعنى ان العقل ليس هو النفس ، وما يهمنا هنا هو النفس

وكما ارى فإن النفس لها مستويات مختلفة من العمق الإنساني
وكلما كانت إحساساتها بالمؤثرات الخارجية التي تاتي من
الحواس أكثر كان عمقها أكثر ، والمؤثرات النفسية ليس بالضرورة
أن تكون خارجية بواسطة الحواس كالسمع والبصر والذوق والشم
فقد تكون باطنية كالشعور بالتكريم والإهانة ، أو الشعور باختلاف التركيب
الكيميائي أو الهورموني في الجسم كارتفاع أو انخفاض الأملاح والسكر
وهورمونات الغدد المختلفة ، وهذه المؤثرات كلها تستجيب لها النفس وتتفاعل
معها كلها لكن ليس بالضرورة أن يدرك العقل كل ذلك وهنا يكون الإحساس
والإستجابات النفسية على نوعين : فما ادركه العقل فالإحساس به يكون
إحساسا أراديا ، وما لم يدركه العقل فلإحساس به يكون إحساسا لا إراديا

تجد نفسك في يوم من الأيام فرحا ومسرورا ومنشرح الصدر لكنك لا تعلم
ما سبب هذا السرور وكذلك الحزن ، وهذا معناه انك سمعت كلمة طيبة أو قمت
بعمل طيب لكنك لم تنتبه له فلإحساس بالفرح والحزن في هذه الحالة يكون
إحساسا لا إراديا ، وقد جاء في الحديث الشريف ما معناه أن الإثم هو ما حاك
في الصدر وكرهت ان يطلع عليه الناس

وقد تمر في شارع أو طريق وترى اشياء كثيرة من المنبهات العقلية لكنك لم تدركها
رغم انها تبقى محفوظة في النفس ، فيسالك احد الناس عما شاهده في الشارع فتقول
( والله ما كان على بالي ) وهذا معناه انك رأيته وسمعته واحست النفس بذلك ولكن
العقل لا يدرك كل المؤثرات

من هنا نبدا في الغوص والتحليق والسباحة في عالم النفس فتستطيع أن تعرف نفسك
من مصدرين : المصدر الأول ملاحظة النفس حين وقوع مشكلة معينة كيف ستتعامل معها
المصدر الثاني هو مدى تعامل الناس معك لأنهم يتعاملون معك حسب انطباعهم عنك
فتستطيع من خلالهم أن ترى نفسك إن كانت طيبة أو مسرورة أو حزينة

ولا نذهب بعيدا فقد نقرا هنا مقالا أو نتابع حوارا بين كاتبين فندرك أن الكاتب فرحا
أو غضبان دون ان يكون الكلام حول الفرح او الغضب كيف عرفنا ذلك ؟
الجواب على هذا السؤال هو ان الحروف المكتوبة دائما توظف لخدمة المعاني التي
يكتب حولها الكاتب لكن هذه الحروف في نفس الوقت تنقل إلينا عواطف الكاتب
دون ان يصرح بها فنعرف ان الكاتب فرحا أو مسرورا او حزينا أو غضبان

أسال الله لكم التوفيق
مع خالص احترامي وتقديري لكم

...........أخوكم / المحمدي.............


كل عام وانته بخير ..الفاضل المحمدي ..


بارك الله فيك شرحت وبيّنت الكثير جزاك الله خير ومع هذا وذلك هناك خفايا بكل الأطياف في تلك النفس ..
  رد مع اقتباس