تداعيات الحرب السادسة!
بقلم/ دكتور/عبد الله الفقيه
الثلاثاء 08 سبتمبر-أيلول 2009 02:02 ص
--------------------------------------------------------------------------------
ما زالت السلطة في اليمن قادرة حتى اليوم وبمفردها على اتخاذ قرار بدء الحرب في صعدة وقرار الإيقاف كذلك.
والقلق الكبير هو ان تتطور الأمور حتى تصل البلاد الى وضع تفقد معه السلطة القدرة على اتخاذ قرار ايقاف الحرب. وسيحدث هذا في عدة حالات: اكتساب المتمردين المزيد من القوة؛ حدوث انقسام داخل السلطة حول طرق التعاطي مع ملف صعدة؛ تنامي دور الأطراف الأخرى المشاركة او غير المشاركة في الحرب كالسلفية والقبائل والقاعدة؛ وخروج قرارات بدء الحرب وايقافها من ايدي اليمنيين. وصحيح ان الدعم السعودي للسلطة في اليمن، ان تحقق، سيمنع سقوطها بفعل تداعيات الحرب الإ ان ذلك الدعم ذاته لن يكون قادرا على جعل السلطة تحسم الصراع عسكريا. بل سيكون له اثر عكسي. فتنامي الدعم السعودي سيقابله تنام لدعم مقابل عربي واسلامي وربما دولي. وهناك احتمال بان ينقسم العالم العربي، ان لم يكن قد انقسم بالفعل، الى ثلاثة معسكرات على الأقل فيما يتصل بموضوع حرب صعدة: معسكر مع التمردين، وآخر مع الحكومة، وثالث محايد.
وفي حال وجود دعم خارجي للطرفين ستقل تماما فرص انهاء الحرب خلال المستقبل المنظور وستتحول الحرب في حد ذاتها الى مورد اقتصادي تحل به اليمن مشكلة البطالة والزيادة السكانية ونضوب النفط والقبائل التي تعيق بناء الدولة، والقاعدة التي لوحظ انها تبدأ هدنة مع الدولة مع اندلاع كل جولة من جولات الحرب وتعاود نشاطها بقوة مع كل هدنة، والسلفية التي يتنامى دورها بفعل الدعم الداخلي والخارجي الذي تحظى به، وغير ذلك من المشاكل. وسيصعب في ظل وضع كهذا على المجتمع الدولي وضع الصراع على اجندة مجلس الأمن رغم وجود مؤشرات قوية في الوقت الحاضر على توجه للتدويل يرتكز على: التلكلفة الإنسانية للحرب، تزايد المخاوف من ارتكاب السلطات اليمنية والحوثي جرائم حرب، وتنامي المخاوف من انعكاسات الحرب على الأمنين الإقليمي والدولي. وحتى اذا تم نقل الصراع الى مجلس الأمن الدولي في ظل الإنقسام الإقليمي حوله، فان فرص ايقاف الحرب والحسم السلمي قد لا تتحسن كثيرا.
ومع ان الوطنيين اليمنيين يحاولون تعريف الصراع على انه حرب بين جماعة متمردة والسلطة وانه ذو طابع سياسي وذلك بهدف تقليل فرص التدخل الخارجي، ومنع الصراع من التحول الى حرب مذهبية بين الشيعة والسنة أو اهلية الا ان السلطة الحاكمة ومن يؤيدها خوفا على مكاسبهم غير المشروعة يدفعون في الإتجاه المعاكس تماما من خلال الزج بالسلفية والقبائل والسعودية وايران وبالتالي اضفاء صبغة مذهبية واهلية على الصراع.
ويمثل استمرار الحرب في صعدة اكبر تهديد لإستمرار الوحدة اليمنية التي قامت في ال22 من مايو 1990 ان لم يكن عن طريق التداعيات الداخلية للحرب فعن طريق ضرب التحالف الإقليمي والدولي الذي ما زال حتى اللحظة يرى في الوحدة اليمنية عامل استقرار في المنطقة.
المصدر : العاصمة
--------------------------------------------------
رجال اليمن الأقوياء! ?
بقلم/ دكتور/عبد الله الفقيه
الجمعة 21 مارس - آذار 2008 07:31 م
--------------------------------------------------------------------------------
تعاني اليمن ومثلها الكثير من دول العالم الثالث من ضعف المؤسسات العامة ومن شخصنة السلطة ومن تفتت البنية الاجتماعية. وفي بيئة تتصف بهذه الخصائص يصبح استقرار البلاد وقدرتها على الاستمرار مرهونا بقدرات وسلطات ونفوذ وممتلكات بعض الأشخاص. وحيث أن اليمن اليوم يمر بمرحلة اهتزاز كبير مع احتمال تفاقم هذه الحالة السلبية بشكل أكبر خلال المستقبل القريب، فإنه لا مفر، وفي ظل المخاطر التي تهدد مستقبل النظام السياسي من التساؤل عن مدى وجود شخصيات قادرة بسبب عوامل كثيرة على أن تعمل كصمام أمان للمستقبل!؟ وفي هذا المقال يتناول الكاتب بالتحليل والنقد خمس شخصيات تعتبر هي الأكثر قوة ونفوذا في الحياة السياسية اليمنية وتنتمي جميعها إلى قبيلة حاشد، وتنتمي أربع منها إلى «سنحان» وهي قبيلة الرئيس والى أسرة الرئيس بالتحديد. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن الحديث يدور حول الشخصيات الأكثر قوة وليس حول القبائل أو الأحزاب أو غير ذلك.
علي عبد الله صالح (الأحمر)
ما زال الرئيس علي عبد الله صالح دون شك هو الرجل الأكثر قوة في اليمن قياسا بكل الشخصيات الأخرى. وتعتمد قوة الرئيس على مصادر أهمها بقاؤه الطويل في السلطة وتحالفه مع المشايخ والبيروقراط وسيطرته على القوات المسلحة والأمن والموارد العامة. لقد ارتبط بقاء صالح في السلطة بقدرته على الاحتفاظ عن طريق توزيع الموارد بطرق مختلفة بتحالف قوي شكل ضمانة لبقاء النظام السياسي خلال المراحل المختلفة.. وقد أدت أحداث وتطورات عديدة أبرزها ظهور «أزمة انتقال السلطة» وظهور مشروع التوريث وتفاقم الفساد والتكالب على المصالح الشخصية إلى ضعضعة التحالف الذي يقوده صالح وظهور الصراعات في قطاعاته ومستوياته المختلفة.
ولم يتوقف التضعضع عند التحالفات الواسعة لصالح على المستوى الوطني والتي يتم تأطيرها في المؤتمر الشعبي العام، بل امتد إلى قاعدته الأهم وهي قبيلة حاشد وإلى قبيلة سنحان ذاتها والى أسرة الرئيس. فعلى مستوى حاشد فإن محاولات الرئيس تصفية دور ونفوذ الشيخ الأحمر وأبنائه وتركيز السلطة في سنحان كبديل لحاشد قد قسم القبيلة القائدة إلى قسمين رئيسيين على الأقل. أما على مستوى سنحان فإن تركيز السلطة في آل الأحمر قد أحدث شرخا كبيرا في الصفوف. وما خلافات الظنين والنائب محمد عبد اللاه القاضي من جهة والرئيس من جهة أخرى إلا إحدى ملامح ذلك الانقسام. ولم تتوقف الانقسامات داخل النظام عند حدود سنحان، فقد أدت محاولة الرئيس تركيز السلطة في أبنائه وأبناء شقيقه الراحل محمد عبد الله صالح وعلى حساب إخوانه الآخرين وأبنائهم إلى قيام صراع صامت داخل ما يسمى مجازا بـ»الأسرة الحاكمة» تشبيها لها بالأسر الحاكمة في الجزيرة العربية وفي اليمن عبر التاريخ.
وقد مثلت حرب صعدة في مراحلها المختلفة سببا ونتيجة لتصدع تحالفات الرئيس وللصراعات التي اندلعت في صفوف النخبة الحاكمة، وأدت الحرب بدورها إلى ضعضعة تحالف الرئيس مع الهاشميين ومع الزيدية، وأدت مقتضيات تجديد التحالفات بالإضافة إلى «أزمة انتقال السلطة» إلى ضرب القاعدة البيروقراطية التي اعتمد عليها الرئيس في إدارة الدولة وإلى شلّ «الجهاز الدبلوماسي» وإضعاف السياسية الخارجية. ومع تزايد المشاكل والتحديات على كافة الصعد سيكون من الصعب على الرئيس العودة بوضع تحالفاته إلى ما كانت عليه في السابق أو تكوين تحالفات جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة، والأقرب إلى الحدوث هو المزيد من تآكل الشرعية بالنسبة للنظام القائم.
علي محسن الأحمر
برغم أن بعض المصادر تنفي أن يكون اللواء علي محسن الأحمر أخاً غير شقيق للرئيس إلإ أن أغلب المصادر تؤكد تلك العلاقة. وبغض النظر عن طبيعة العلاقة بين الرجلين فإن الشيء الأكيد هو أن علي محسن قد مثل حجر زاوية في بنية النظام القائم، فقد كان علي محسن وخلال مختلف المراحل المتلاحقة الرجل الأكثر قوة في الجيش ومهندس تحالفات الرئيس في العديد من القطاعات المدنية والقبلية بما في ذلك حركة الإخوان المسلمين. ويستمد علي محسن قوته من الكوادر المحسوبة عليه في مختلف الوحدات المدنية والعسكرية ومن الثروة التي كونها ومن علاقاته المتينة مع الأحزاب والقبائل المؤثرة ومن قدرة غير عادية على بناء التحالفات على المستوى الوطني وعلى تبني مواقف وسياسات أكسبته ولاء واحترام القوى القبلية وغير القبلية على مستوى الساحة اليمنية كلها.
وقد أدت مقتضيات التوريث إلى جهود كبيرة لتصفية نفوذ علي محسن وأتباعه في الأجهزة العسكرية والمدنية. وهناك من يعتقد أن تكليفه بملف الحرب في صعدة، وإبقاء ملف الحرب مفتوحا، قد كان يهدف بشكل أساسي إلى إضعافه وتصفية الوحدات التابعة له، لكن علي محسن ورغم كل محاولات التحجيم، ما زال الرجل الأقوى، والذي لا يمكن الاستغناء عنه في الأزمات كما برهنت على ذلك أحداث صعدة واضطرابات الجنوب. وفي الوقت الذي تعاني فيه تحالفات الرئيس من التضعضع والتمزق، فإن الملاحظ أن علي محسن، ورغم محاولات الإضعاف ما زال الرجل الوحيد بعد الرئيس-وربما الأوفر حظا مقارنة بالرئيس-في امتلاك شعبية وتأييد على كل المستويات وبين مختلف القوى في السلطة والمعارضة. وقد يكون الاستثناء لهذا التعميم هو مكانته في أوساط «السادة» وإلى حد أقل «الزيدية» وذلك بسبب حرب صعدة والمواقف المتشددة التي اتخذها. وبرغم التحفظات التي يمكن أن تظهر لدى الأمريكيين على شخصية علي محسن إلا أن الحكومة الأمريكية إذا ما وجدت نفسها مرغمة على الاختيار بين «الفوضى» في اليمن وبين «تولي علي محسن» فإنها ستتبنى الخيار الأخير بالتأكيد.
حميد عبد الله الأحمر
ينتمي الشيخ حميد عبد الله الأحمر إلى أسرة آل «الأحمر» في حاشد، والتي تختلف عن أسرة آل «الأحمر» في سنحان. وقد برز حميد خلال السنوات القليلة الماضية كأهم قيادات الجيل الثاني داخل حاشد متجاوزا بذلك الكثير من المنافسين إن لم يكن كلهم. ويبدو أن النظام القائم ينظر إلى حميد على أنه أخطر منافس على كرسي الرئاسة وذلك بالرغم من أن حميد لا يحظى حتى بنصف نفوذ وتحالفات اللواء علي محسن. وقد يكون السبب في ذلك هو أن حميد يرتكز في طموحه السياسي على المعارضة التي تتسع يوما بعد آخر وعلى العكس من علي محسن الذي يعمل من داخل دائرة السلطة.
ويستمد حميد قوته السياسية من مكانة والده داخل حاشد ومن انتمائه إلى أسرة «مشيخية» ظلت ولقرون عديدة الأكثر تأثيرا في الشئون السياسية اليمنية سواء في عهد الأئمة أو في عهد الرؤساء الجمهوريين. كما يستمد قوته أيضا من «الثروة» التي كونها ومن العقلية الاستثمارية التي يمتلكها ومن انتمائه إلى التجمع اليمني للإصلاح وقربه، ربما أكثر من أبيه الراحل، من الجناح العقائدي داخل الإصلاح.
وهناك دلائل على أن حميد ليس فقط الداعم الرئيس للقاء المشترك ولكنه أيضا أحد مهندسيه وأكثر المتحمسين له. ويعد حميد بعقليته الاقتصادية أكثر المتحمسين لمشروع بناء الدولة الحديثة والأكثر قدرة على إدراك أهمية بناء التحالفات الواسعة العابرة للقبائل والمناطق والمذاهب. ورغم انتمائه إلى حركة الإخوان المسلمين إلا أنه الأكثر مرونة والشخص الأقدر على التوفيق بين تشدد اليمين في حزبه واليسار في الأحزاب الأخرى. ورغم أن تحالف أسرته التاريخي مع الرئيس وانتمائه إلى نفس قبيلة الرئيس يشكلان إحدى نقاط الضعف التي يركز عليها خصومه في السلطة إلا أن طرحه القوي والواضح قد جذب قطاعات واسعة من الشباب. ورغم الاستهداف المنتظم الذي يتعرض له حميد إلا أن مثل ذلك الاستهداف وخصوصا بالنسبة لاستثماراته سيزيده شعبية بين الناس ولن يحد من دوره السياسي لأن حميد لا يستطيع شراء الولاءات مثل غيره. وكل ما يستطيع فعله هو تقديم مشروع للشراكة السياسية. ولعل أكبر التحديات التي يواجهها حميد، ومثله في ذلك مثل جميع المنتمين إلى الجيل الثاني في حاشد، هو مراكز القوى التقليدية داخل الحزب الحاكم وداخل أحزاب المعارضة وفي المجتمع بشكل عام.
يحيى محمد عبد الله صالح (الأحمر)
يتولى العقيد يحيى محمد عبد الله صالح-النجل الأكبر للراحل محمد عبد الله صالح (الأخ الشقيق للرئيس) والمتزوج بإحدى بنات الرئيس-حاليا موقع أركان حرب الأمن المركزي وإن كانت بعض المصادر تؤكد أنه القائد الفعلي للأمن المركزي والوزير الفعلي للداخلية. ويظهر يحيى في أحيان قليلة، وبالتحديد في المناسبات المرتبطة بموقعه الأمني، بزيه العسكري. كما يظهر في أحيان كثيرة وفي المناسبات المرتبطة بأدواره الأخرى بالزي المدني. ويستمد يحيى قوته من قربه من الرئيس ومن مكانة والده الراحل بين مختلف القوى على الساحة. كما يستمد قوته من العديد من الشركات الناجحة التي يملكها ومن نزعة مدنية تنحاز إلى النظام ومن عقلية تبدو منفتحة على العصر. ويحيط يحيى نفسه بنخبة من المستشارين القادرين من أساتذة الجامعات اليمنية. ولعل سيطرة يحيى على الأمن المركزي والذي برز في الآونة الأخيرة كذراع أمنية للنظام تشكل بدورها مصدر قوة وإن كانت سيفاً ذا حدين ويمكن أن تعمل على إضعاف يحيى سياسياً. ومع أن نجل الرئيس هو المرشح للرئاسة الإ ان هدوء يحيى وشعبيته التي تتسع يوما بعد آخر وقدراته الشخصية والتنافس بين نجل الرئيس ونجل الأحمر وغير ذلك من العوامل قد تفتح الطريق واسعا أمام يحيى ليكون الشخصية الأكثر حظا في لعب دور محوري مستقبلا..
أحمد علي عبد الله صالح (الأحمر)
يتولى نجل الرئيس العقيد الركن أحمد علي عبدالله صالح، والذي درس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بواشنطن، قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة. ويتم ومنذ سنوات إعادة بناء الجيش اليمني ليكون ولاؤه خالصا لأحمد. وتحظى القوات التي يقودها أحمد بأفضل التدريب وأعلى المرتبات والمزايا. ولم ترتبط تلك القوات حتى الآن بأي حرب داخلية يمكن أن تؤثر على نظرة الناس لها أو لقائدها. كما يترأس أحمد جمعية الصالح التي سميت بذلك نسبة لأبيه والتي تهدف كما يبدو إلى إكساب احمد قاعدة مدنية أو على الأقل انتخابية. وبرغم أن أحمد يتربع على قمة قوة عسكرية ضاربة ويرأس جمعية خيرية توشك على التحول إلى دولة داخل الدولة إلا أن فرصه في وراثة كرسي أبيه تبدو ضعيفة مقارنة بمن سبق الحديث عنهم في ظل المعطيات السياسية القائمة وفي ظل الكثير من الأخطاء التي ارتكبت. ولعل السبب في ذلك ليس أحمد ذاته وإن كان لا يُعفى تماما من المسئولية، ولكن طبيعة النظام والتحديات القائمة.
كان أحمد وبغض النظر عن أي اعتبار آخر قد وضع قدمه على الطريق الصحيح عندما ترشح لعضوية مجلس النواب في عام 1997. وكان يمكن له وخلال العشر سنوات الماضية أن يبني قاعدة مدنية تغنيه عن أقوى جيوش العالم، لكن قرار «عسكرة» خريج العلوم السياسية كان قد اتخذ. وقد ذهب أحمد إلى كلية الأركان البريطانية التي يدرس فيها أبناء الملوك والرؤساء. لكنه لم يمكث هناك سوى بضعة أشهر ثم ترك الدراسة وعاد إلى اليمن في ظروف غامضة. والتحق أحمد بعدها بكلية الأركان الأردنية ليعود قائدا للحرس الجمهوري مطيحا بأحد أعمامه الذي أصبح فيما بعد مديرا لمكتب القائد الأعلى.
ويبدو أن أحمد متأثر بشكل كبير بالاستراتيجية العسكرية الأردنية رغم تناقضها مع الطبيعة الجمهورية للنظام اليمني والتي تجعل الوصول إلى السلطة مرهوناً إما بآلية توافقية أو بآلية انتخابية، ففي ظل النظام الأردني يتم بناء جيش محترف وبمواصفات عالية وبقيادات ذات خصائص معينة تجعله أداة للتحديث والفاعلية السياسية. لكن الجيش في الأردن لا يمثل أداة للوصول إلى السلطة بقدر ما يمثل ضمانة للحفاظ على النظام الملكي.
ويمثل الاعتماد على الجيش كآلية للوصول إلى السلطة آلية غريبة عن المجتمع اليمني. فالأئمة المتعاقبون على اليمن استمدوا شرعيتهم من أمر مختلف تماما عن شرعية القوة العسكرية. وهنا ينبغي التفريق بين توظيف الجيش كأداة للحفاظ على السلطة وبين توظيفه كأداة للوصول إلى السلطة، وبين توظيف الجيش في ظل نظام استبدادي وتوظيفه في ظل نظام تنافسي انتخابي يرتكز على الديمقراطية ولو شكليا.
وعلى أحمد في هذا الجانب الاستفادة من تجربة أبيه مع استيعاب التطورات السريعة التي تشهدها اليمن. فلم يصعد صالح إلى السلطة بقوة الجيش، ولم يبق فيها بقوة الجيش، بل ارتبط بقاؤه في السلطة بالعمل على نزع «اللباس العسكري» وتقمص دور الشخصية المدنية. وقد أضر الرئيس بالجيش كثيرا وأفقده طابعه الوطني عندما بدأ في توظيفه كأداة للوصول إلى السلطة أيضا. ومهما كان عدد الجيش الذي يقوده أحمد ونوع التدريب الذي يتلقاه فإنه سيكون من الصعب وفي بيئة تقليدية وتعددية مثل البيئة اليمنية استخدام الجيش كعربة للوصول إلى قصر الرئاسة.
ولعل البنية القبلية للمجتمع اليمني ونزعة القبائل إلى الحفاظ على استقلالها في مواجهة الدولة المركزية يحول القوة العسكرية من عامل قوة إلى عامل إضعاف لصاحبها. ومع أن دمج القبيلة اليمنية في المجتمع المدني هو مطلب قائم وشرط ضروري لقيام الدولة الحديثة الإ أن مثل ذلك الدمج لا يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها ولا يمكن أن يقوم به نظام يفتقر إلى صبغة التمثيل الوطني وتنظر إليه القبائل على أنه معادٍ لها..
وإذا كان الارتكاز على الجيش كآلية للوصول إلى السلطة هو أمر معقد ويعمل كعائق وليس كمسهل لبلوغ الهدف فإن هذا ليس العائق الوحيد في طريق وصول أحمد إلى السلطة، بل إن هناك عوائق أخرى. فالإثارة المبكرة للتوريث قد خلقت الكثير من التعقيدات أهمها الصراع الدائر الآن بين أجنحة النخبة الحاكمة، وإذا كانت العملية قد هدفت إلى خلق الكثير من الأصدقاء فإنها في الحالة اليمنية قد خلقت الكثير من الأعداء والقليل من الأصدقاء. وتشكل الفجوة القائمة بين النخبة الحاكمة في عهد الأب وبين الوريث المحتمل لوظيفة الرئيس عائقا كبيرا أمام التوريث، فالنخبة الحاكمة في عهد الأب ومهما اختلفت فيما بينها فإنها ستصطف في مواجهة التوريث على اعتبار أنه يجردها من المصالح والنفوذ ويعمل على إدخال نخبة جديدة لتحل محلها.
ويمكن القول إجمالا إن فرص أحمد في وراثة موقع والده ستعتمد بشكل أساسي على السياسات التي سيتبناها الأب والنجاحات التي سيحققها في المستقبل القريب، فكل شيء يفعله أبوه سيحسب له أو عليه، كما ستعتمد أيضا على مهارات أحمد وقدراته السياسية وليس العسكرية، وسيكون على أحمد إذا ما أراد تحسين فرصه أن يغلب صورة «المدني» على صورة «العسكري» وصورة «اليمني» على صورة «السنحاني» وصورة «ابن الفلاح» على صورة «المارينز».
نهاية التاريخ
سيكون من الخطأ أن يفهم التحليل السابق على أنه إعلان بأن أرحام اليمنيات قد عقمت عن الإنجاب وأن الخمسة الذين تم الحديث عنهم هم الوحيدون المؤهلون لتولي السلطة أو أن واحدا من هؤلاء وليس غيره هو الذي سيتولى السلطة في اليمن في المستقبل. هؤلاء باختصار أبرز الشخصيات التي يمكن أن تلعب أدواراً جوهرية في المستقبل القريب على افتراض بقاء الحال على ما هو عليه، لكن الحال يتغير بسرعة وهو ما يفتح الباب أمام الكثير من الاحتمالات، فالحراك القائم اليوم على الساحة اليمنية كفيل بأن يدفع إلى الواجهة بالكثير من القيادات الجديدة، والشيء الأكيد هو أن الرهان على الأشخاص وحدهم وبغض النظر عن أسمائهم وانتماءاتهم وقدراتهم لن يكون مجديا في المستقبل.
* أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء * إشارة: يتلقى الكاتب الملاحظات على بريده الإلكتروني
[email protected]
* نقلا عن ألأهالي
تعليقات:
1)
العنوان: هؤلاء مطلوبيين
الاسم: هؤلاء مطلوبيين
هؤلاء مطلوبيين لدى العداله مجرمي حرب في صعده والحنوب ناهبيين لثروه الدوله ياكلون وينامون وعين الله لم تنامي
كرهت والله كوني يمني لانه لاحق لي في العيش ولهم الحق في العيش يبنون القصور ويتطاولون في البنيان وانا لا اجد وظيفه لهم سيارات مختلفه الالوان والاشكال ولا املك انا حتى حمار خلفلك سيكل .........!!! لا اشكوى اليكم يا مأرب برس همومي او للمرتادين سوى كانوا محبيين لظلمه او مبغضين ولكن اشكي همي وحزني لله الواحد القهار
لا تظلمنا اذا ماكنت مقتدرا
فظلم يأتيه عقباه بندمي
تنام عيناك والمظلوم ساهرتا
يدعووووووووووا عليك وعين الله لم تنامي
كونوا محايدين يا مأرب برس ونشروووووا
2008-03-21
2)
العنوان: مشكلتكم تحولون اللصوص الى اقوياء
الاسم: الجنوبي الغاضب
هذه مشكلتكم في اليمن..تمجدون اللصوص..الأوطان تريد زعامات قوية تقودهالتصبح أوطانا قوية عزيزة يفخر بها أبناؤها ويهابها أعداؤها..أما أقويائك الذين سردت بطولاتهم فليسوا اكثر من لصوص وحرامية ..حولوا سكان الشمال الى شحاتين في كل دول الجوار..يبيعون الجوازات حتى للصومال..والشحات يصرفون له جواز رجل أعمال..من شان يتقاسمون معه محصول الشحاته..هؤلاء هم أقوياؤك.أقوياء على المستضعفين من بني جلدتهم ولا قيمة لهم في اي مكان على وجه البسيطة..وحلل أنت بس حلل بلكي تحصل لك حق القات من الأقوياء بتوعك..
2008-03-21
3)
العنوان: ظهر ولائك الحقيقي
الاسم: محمد
الدكتور عبدالله الفقيه كان واضحا في إظهار ولائه الحقيقي لحميد الأحمر وتصويره على انه الشخص الوحيد صاحب الرؤية النافذة والمنقذ لليمن وانه الاقتصادي المحنك دون التطرق الى ان مصدر هذه الثروة هي خيرات الشعب. فهنيئا لك هذا الولاء الذي قد يعوضك نقص المعاش في الجامعة.
2008-03-21
4)
العنوان: ايا" يكن
الاسم: ابو عمرو
ايا يكن الرجل القادم لن يتغير شى لان مااصاب اليمن كمرض سرطان الدماغ يندر من يبرءمنه فشرا الذمم هوا اخطر مايعانيه اليمن فالمنح والسيارات والوظايف والترقيات كلها تصرف حسب الولا.
الااذا اراداحدهم اوغيره ان يقوم بثوره تشبه ثورتي 14و26 وسالت الدما بغزاره عندهانقول استاصلناالدا ويبدا العلاج.
فوالله الاقدرهواالرءيس وحده لعله يكفر عن ما اقترفه اواقترف باسمه.
طبعاالدمااقصدهادما الفاسدين والظالمين
2008-03-21
5)
العنوان: أقوياء بسبب ضعفنا وتمجيدنا لهم
الاسم: القلم الحر
أولا أقول في كلمة حفظتها من استاذي في جامعة صنعاء الدكتور عبدالله الفقيه هؤلاء أقوياء بسبب طغيانهم واستبدادهم ولكن نقول الطغاة لا يستمرون الا بسلبية المجتمع وجهله وسكوته على القمع والظلم والاستبداد
لذا نقول لقد ولى زمن القهر والظلم والاستبداد ولن يتربع على العرش احد من هؤلاء الاقوياء الذين ذكرتهم بل سوف يصبحون على المدى القريب القادم محكوم عليهم بالاعدام بارتكاب جرائم حرب ولن يغفر لهم الشعب اليمني جرائهم التي ارتكبوها من النهب والفيد واستباحة اموال الناس بالباطل
ولكن نأمل منك يا دكتور ان لا تتخلى عن مبادئك وتكون مطبل لمثل هؤلاء ولكن يجب ان يعرفوا ان ارادة الشعوب أقوى من أي شيء ومن يتحدى ارادة الشعوب فانما يتحدى القدر
2008-03-21
6)
العنوان: اصحاب العقول الفارغه
الاسم: سام الصماط
للأسف الشديد ما يزال هناك من أصحاب النفوس المريضة والعقول الفارغة والمدمنة كل الإدمان على عادة سيئة تدفع بهم إلى الاختلاف مع الآخرين بالحق والباطل إما بدافع الخصومة السياسية أو لرغبة جامحة لديهم في إثارة الفتن والتقليل والانتقاص من نجاحات الآخرين والسعي دائماً وراء إحداث الإرباك في صفوف المواطنين بغية إعاقة سير العمل نحو التنمية ومن المؤسف أيضاًأن أصحاب النفوس المريضة والقدرات المحدودة لم يجدوا من طريقة تضعهم في دائرة الضوء والشهرة غير الإساءة والتذمر وتدليس الحقائق وترويج الافتراءات وتسويق المعلومات المغلوطة بصورة تغلب عليها روح الانتقامية والتضخيم والمبالغة والإثارةالمدفوعة بداءالكيد والمناكفةالسياسية ضاربين بمصلحة الوطن عرض الحائط دون إدراك أنهم بتلك التصرفات الهوجاء لا يستهدفون شخصية بعينهاأو مجموعةأشخاص وإنما يستهدفون الوطن وتنميته وتطوره وطموحاته وتطلعات أبنائه في التقدم والنماء .
2008-03-21
7)
العنوان: تابع اصحاب القول الفارغه
الاسم: سام الصماط
لم يعد من المُجدي أن نسأل عن الأسباب التي جعلت أصحاب النفوس المريضة وأعداء التنمية يقدمون على ترويج الافتراءات وتسويق المعلومات المغلوطة ونكران كل منجزفقد اصبح هذا سلوكهم ومنهاجهم فالطبع غلب التطبع
2008-03-21
8)
العنوان: اهوين على الدكتره!!
الاسم: ابو نوافّّّ
(شخصيات تعمل كصمام امان للمستقبل)هذه العباره تكفي يادكتور0 الله المستعان اختزلت اليمن في خمسه اشخاص عاثو بالبلاد والعباد خرابا وتنكيلا0 تاكد ياتختور ان الحال لن يستمر طويلا فقد بدائت نجوم اولئك الجاثمين على صدر بلادنا بالوفول وتاكد ان الشعب سيحاكمهم قريبا على ماقترفوه من جرائم بحق الشعب0 وانصحك ان تنظر الى المستقبل وتترك التنجيم000
2008-03-22
9)
الاسم: شكرا يا دكتور
لأول مره اقرأ مقال تحليلي أستراتيجي من كاتب يمني ... أكثر كتاب اليمن يكتبون صحافة(تيك أواااي) أو السفري... اتمنى أنا نقرأ دائماً مثل هذه الأستشرافات المذهله والمفقوده في صحافة القات والبحشام .. تحياتي لك يا دكتور وارفع لك القبعة احتراما واجلالاً
تحياتي
2008-03-22
10)
العنوان: رائع ياعزيزي، عقليتك تبرهن ان اليمن بخير
الاسم: عبدالله فارس
كتابة رائعة وتحليل مدهش - نتطلع الى المزيد يااستاذ عبدالله، ونود مسح بعض الشخصيات المغمورة التي عادة ما تطفو إلى السطح عند المتغيرات. الواضح ان عجلات الشخصيات النافذة عند الجدية تكبحها عوامل متعدده وكثيرة "تزرجن بالتعبير الشعبي" أثناء دورات او حركات التغيير التاريخية ليظهر شخص لم يكن في الحسبان ويميل الميزان لصالحه. ارجع الى التاريخ وسوف تجد ان كلامي هذا فيه نوع من المنطقية ونسبة عالية من الصحة. - وفقك الله.
2008-03-22
11)
العنوان: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانقسهم
الاسم: القباطي النجار
بارك الله فيك دكتور. لقد وضعت اصبعك على الجرح وحددت مكمن الداء "القوة مالا وجاها فسادا وافسادا". لقد طغى "الاحمر" على مشهد الاقوياء في اليمن. وعلينا ان ناخذ الامر على محمل الجد فاما ان نغير في المعادلة ونمنح رجالا (بيض الوجوه من بين صفوفنا) قوة تجعلهم ملئ السمع والبصر. ينقذون البلد من كل احمر فسادا ورعبا. او نترك زمام المبادرة لمن تراهم -مع موافقتك الرأي- الاقوياء ونصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار. واخيرا ومع علمنا ان القوة لله جميعا فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانقسهم...
2008-03-22
12)
العنوان: الحرية او الموت
الاسم: احفاد حمير
سبحان اللة يتنافسون داخل الاسرة على الحكم وكانها ملكية خاصة او كان اليمن ملك ابوهم,,,,,, يستاهل الشعب اليمني هو الذي رضي على نفسة الذلة والمهانة والعيش بدون كرامة منذ عقود (( شعب اذا ضرب ال.... بوجهة صاح ال.... باي ذنب اضرب ))...اين الرجال؟؟؟؟ اين الثوار؟؟؟؟ اللة يصبركم علي الاستبداد ياابناء الشمال>..........اما نحن في الجنوب فقد عزمنا على نيل الحرية.(( الحرية او الموت )) وان الموت لااشرف لنا من حياة الذل والمهانة مثلكم على يد هذة الاسرة التي اكلت الاخضر واليابس .
2008-03-22
13)
العنوان: قليلا من الحيا يامآرب برس
الاسم: الحسين بن محمدالكبسي
مع احترامي الكبير لما ذهب اليه العزيز الدكتور عبدالله من استشرافات وتنظير وطرح للواقع المأساوي للبلاد والعباد فأنا اختلف مع بعض ما كتبه دكتورناالعزيز?ولا استطيع التداخل بصورة واضحة وجلية حول بعض الحقائق التي غابت او غيبت او تجاهلها الدكتور وهي حقائق مهمة يعرفها كبار العسكريين المغيبين او الذين على راس العمل من قادة القطاعات والمحاور والمناطق العسكرية المختلفة?وسبب عدم تداخلي عن تلك الحقائق هو ان موقع مأرب برس -مع الاسف- يخضع لضغظ رقابي صارم من ادارته حول بعض المواضع الحساسة ومن الطبيعي ان يتغاضى الموقع عن السب والشتم واللعن ولا غضاضة لدى الموقع بنشر ذلك ولكن نشر الامور التي تغيب عن اغلب الناس او الكلام عن ما يحدث في صعدة والخلافات الشديدة التي بدأت تظهر على السطح بين اقطاب السلطة وكبار العسكريين وبعض حركات التمرد والعصيان العسكري لأوامر علي محسن في صعدة فهذا لاينشر؟؟
[email protected]
2008-03-24
14)
العنوان: أقوى الأقوياء في اليمن
الاسم: ضياء الحق اليماني
أسجل تقديري لجهد الدكتور الفقيه في تصوير الأقوياء الخمسة في بيت قبيلةالاحمر وأتمنى ان يقول لنا من هم أقوياء الاطراف الاخرى في اليمن فالمذكورين هم في الاخير أقوياء سلطة يوليو 1978وحتى 7 يوليو 1994 وليسوا أقوياء اليمن بدليل التفريط بعسير وجيزان ونجران وحنيش وبيع مرافق الدولة ممتلكات الشعب والأـستيلاء على مافوق وتحت الأرض بالبلطجة السلطوية والقبلية السؤآل أين بقية رجال اليمن الأقوياء هل فقط في المقابر والمعتقلات والمنافئ ولماذا لايخرج الفقيه من زريبة الأصلاح كي يشرف نفسه ويبرئ ضميره من مدتهنة أقوياء الفساد والأرهاب والبلطجة في اليمن
2008-03-24
15)
العنوان: قطر الحديد
الاسم: أحمد النقيب
ما شاء الله كلهم حمر .. طيب مافيش خضر ولا زرق ..... بصراحة هؤلاء الحمر جعلوا الشعب أصفر من الفجيعة فهل له بشربة من قطر الحديد تعيد طعم حياته من جديد !!
2008-03-24