عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2009, 12:35 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ما لهم الا علي ( بقلم : صادق أمين )

التاريخ: الأحد 13 سبتمبر 2009
الموضوع: كتابات حرة

صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 13 – 9 – 2009

من نفحات شهر القرآن علينا استخلاص العبر والعظات من القصص القرآني المليئة بالعبر والدروس، وفي هذا السياق مرت عليَ في هذا الشهر قصة فرعون الحاكم الطاغية المستبد مع شعبه الغلبان المسكين.
مشكلة فرعون ان نفسه كبرت في عيون نفسه فرأى نفسه ليس فقط الحاكم الضرورة الذي لا يستطيع الشعب العيش بدونه وليس فقط الشخص الوحيد القادر على حكم شعبه ولكنه رأى نفسه الإله الوحيد المستحق للعبادة من الشعب المصري فقال لهم (ما علمت لكم من إله غيري). الى هنا والأمر لا يبدو مستغرباً فهذا هو ديدن كل الطغاة فصدام حسين في العصر الحديث ابتدع لنفسه تسعة وتسعون إسماً والرئيس الفاشل أضحى الرئيس الصالح، كما يخبرنا التاريخ بأن طغاة حكام المسلمين ربطوا حكمهم بالمولى عز وجل فهذا الحاكم بأمر الله وذاك المعتصم بالله الى ما هنالك.


المستغرب من قصة فرعون وغيره من الفراعنة ليس تأليه الذات ففرعون ربما كان أكثرهم جرأة وأعلنها صريحة بأنه رب شعبه الا علي ، المستغرب في قصص الطغاة هذه هو سكوت شعوبهم عليهم بل وتسليمهم أمرهم لهم يفعلون بهم ما يشاؤن وهم مستسلمون راضون طائعون، فالقرآن الكريم يخبرنا عن فرعون بأنه (استخف قومه فأطاعوه) بمعنى انه عامل شعبه بمنتهى الاستخفاف وعدم الاحترام وقلة التقدير فأطاعوه وأعانوه على غيه وإستخفافه بهم. سبحان الله، كأن الله سبحانه وتعالى يخبرنا بأن السكوت على طغاة مثل هؤلاء انما هو طاعة لهم وإعانة لهم على غيهم.


ذكرتني هذه العبارات القرآنية بالحاكم الصالح الذي استخف قومه فأطاعوه، الحاكم الذي أدعى الصلاح وبنى لقومه مسجداً يخلد ذكراه في عاصمة بلاده المتهاوية التي تحتضر، مسجداً لا تنطفئ كهرباؤه أبداً رغم انطفائها بالبيوت المجاورة اثنا عشرة ساعة باليوم، هذا الرئيس الذي شبه شعبه يوماً بالثعابين التي يرقص هو على رؤوسها وقاموا هم أنفسهم بالتصفيق له على هذا التشبيه البليغ فهو الههم الذي لم يعرفوا غيره إله.


تخيلت في هذا السياق أن مصر القديمة لو كانت فيها ديمقراطية شبيهة بديمقراطية الرئيس الصالح ودعى فيها فرعون الى انتخابات فرعونية لانتخاب فرعون جديد، ثم أعلن قبلها في مسرحية سخيفة تنحيته عن انتخابات الفرعنة، لخرجت الجماهير التي جعل فرعون نفسه الهاً عليهم تصرخ بصوت واحد "مالنا الا فرعون"، فهي حقاً وبشهادة القرآن جماهير خفيفة، طبعاً الجماهير الخفيفة ستخرج حرصاً منها على بقاء فرعون على سدة الفرعنة وعلى تواصل مسيرة الدفع بعجلة التنمية الفرعونية الشاملة.


إذن فليهنأ الرئيس الفاشل بجماهيره الخفيفة التي تدعو عليه ليلاً ونهاراً وتسبح بحمده أيضاً ليلاً ونهاراً، فليهنأ بالثعابين وليرقصوا معاً على أشلاء بعضهم البعض. أما نحن ومن معنا من الشرفاء فماضون في طريق الحرية والمساواة، ماضون بإذن الله بعد أن تحررنا من عبودية العباد الى عبودية رب العباد، ماضون بدون فرعون ولا رئيس صالح، ماضون ولن يستخف بنا أحد بإذن الله.


فعلاً الشعوب الخفيفة "مالهم الا علي".


[email protected]
  رد مع اقتباس