09-21-2009, 03:17 AM
|
#23
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
الخليج واستقرار اليمن .. واحتلال الجنوب ..وحرب الزيود في مخلاف صنعاء
--------------------------------------------------------------------------------
الخليج واستقرار اليمن .. د. شملان يوسف العيسى
الأحد , 20 سبتمبر 2009
منذ خمس سنوات واليمن يشهد مواجهات عسكرية بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين المتمركزين في المحافظات الشمالية من البلاد، مما يهدد أمن واستقرار اليمن ووحدته. ويأتي تجدد القتال بين الطرفين هذه الأيام ليزيد من مخاوف دول الخليج والمنطقة ككل، خصوصاً بعد تزايد الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها النظام اليمني، ومن ذلك تجدد المطالبات الانفصالية، وتجدد العنف في الجنوب، والتهديدات التي تطلقها الجماعة الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "القاعدة".
ماذا يعني استمرار القتال وحالة عدم الاستقرار في اليمن لدول الخليج العربية؟ تنبع أهمية اليمن لدول الخليج من حقيقة موقعه الاستراتيجي في جنوب الجزيرة العربية، فهو علاوة على كونه يقع جنوب السعودية وغرب عمان، فهو يطل على مضيق باب المندب المطل على البحر الأحمر، إضافة إلى موقعه المقابل للقرن الإفريقي المضطرب.
استمرار القتال في صعدة، منذ عام 2004، حيث ظل يتوقف أحياناً ويعود أحياناً أخرى، يهدد بتمزيق اليمن، خصوصاً وأن هنالك تحركات في المناطق الجنوبية ذات طبيعة سلمية الآن وتتمحور حول المطالبة بتطوير تلك المناطق وتنميتها وتحسين اقتصادها وإيجاد وظائف لشبابها... هذه المطالب المشروعة قد تتطور من نضال سلمي الآن إلى تمرد وثورة مسلحة مستقبلاً.
لكن ما هي طبيعة المشاكل الحالية في اليمن؟ المشكلة برأينا تتلخص في الطبيعة القبلية للمجتمع والدولة، فطوال تاريخ اليمن القديم لم تحظَ السلطة المركزية في صنعاء بقوة ونفوذ خارج العاصمة. وما فتئ نفوذ الدولة يضعف ويزداد نفوذ القبائل التي تبدو أحياناً كما لو أنها دويلات قبلية لها أنظمتها وقواتها الخاصة وحكامها.
فقد شهدت اليمن، بمختلف مناطقها، العديد من الاحتجاجات والتظاهرات ضد الحكومة المركزية بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار الخدمات. فالأحداث الدموية التي تدور في صعدة اليوم ليست جديدة، فقد بدأت في عام 2004 عندما تحرك الحوثيون في مظاهرات ضد الحكومة بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة، وكان يقود المظاهرات حسين الحوثي الذي اعتقل وقتل بعد ذلك. لكن المواجهات الدموية بين الجيش والحوثيين استمرت. وتدخلت دول خليجية، منها قطر، لحل الخلاف بين الفرقاء سلمياً في فبراير 2008، واستطاعت الدوحة إبرام هدنة مؤقتة بين الطرفين، لكن القتال عاد مرة أخرى.
ما هو الموقف المطلوب من دول الخليج العربية؟
من الخطأ أن تتخذ دول الخليج موقفاً مؤيداً لطرف ضد الطرف الآخر؛ فالحكومة اليمنية تحاول إقناع دول الخليج وأميركا والغرب، بأن الحوثيين شيعة تدعمهم إيران. لكن سياسات صنعاء خلال الأعوام الماضية اتسمت بالتقلب، فقد عرفت تحالفاً مع الإسلاميين تارة وتارة أخرى مع القبائل، واستغلت العامل القبلي لصالحها، مما جعل القبلية خارج القانون، وتغاضت السلطة عن الاعتداءات المتواصلة من القبائل على المواطنين. ثم إنها تحالفت مع "الإخوان المسلمين" بزعامة الزنداني ضد الحوثيين، وفي السابق تغاضت عن تنظيم "القاعدة" الذي ينشط في المنطقة الشرقية (مأرب، الجوف، وشبوة) الغنية بالنفط والتي تحميها القبائل... قبل أن تدخل في صراع مع "القاعدة" بسبب ضغوط الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب الدولي.
ما هو المطلوب من دول الخليج العربية إذن؟ مطلوب منها اتخاذ موقف محايد من الصراع، ودعوة كل الأطراف المتصارعة إلى نبذ العنف والقتال، والجلوس على طاولة المفاوضات للتحاور من أجل حل كل مشاكل اليمن المعقدة.
لكن هذا لن يحصل ما دامت كل قبيلة في اليمن تعتقد بأن من حقها وحدها إدارة شؤون اليمن... لذلك فالحل يكمن في تعهد دولي وخليجي بمساعدة اليمن وتطويره، إذا اتفق اليمنيون على أنه لا توجد فئة أو قبيلة أفضل من الأخرى، وأن مصلحة القبيلة تكمن في مصلحة كل القبائل والطوائف في اليمن. وأخيراً مطلوب من حكومة اليمن إعادة النظر في تحالفاتها بحيث لا تقصي أحداً من أبناء اليمن.
جريدة الاتحاد
موقع إخباري مستقل صادر من محافظة حضرموت
|
|
|
|
|