الموضوع
:
في اليمن فقر وإنفلونزا وحرب ... تخلّلها عيد
عرض مشاركة واحدة
09-25-2009, 12:15 AM
#
2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
رقم العضوية :
7709
تاريخ التسجيل :
Aug 2006
المشاركات :
75,497
لوني المفضل :
Tomato
التقييم :
10
مستوى التقيم :
الأسعار المتصاعد يدفع بأعداد أخرى إلى شريحة المعدمين...
ارتفاع الاسعار يكدس المزيد من الفقراء في الأحياء الشعبية بالعاصمة
23/09/2009 الصحوة نت - ناجي قدام:
إذا كان الفقر يلحق الأذى بالفقراء والمعدمين فإنه يعري الميسورين من قيم إسلامية إن هم لم يقوموا بواجبهم المناط بهم تجاه الفقراء لأن الله يبتلي الأغنياء بالفقراء ولا إيمان لمن نام وجاره جائع، والخلق كلهم فقراء إلى الله.
إذا قدر الله لك أن تتجول في مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء فإنك تعود بانطباعات مختلفة وإن كانت متناقضة فإن الشيء يعرف بضده .. تجد مراكز التسوق التي فتحت أبوابها وهي كثيرة ومرتادوها كثر ويبتاعون من هذه المراكز أصنافاً وبمسميات شتى وفي ذات الوقت تجد أسراً شتى من شرائح أبناء المجتمع المختلفة لم تستطع أن تفارق منازلها – إن سميت كذلك - بسبب قلة ما في يدها، وبقليل من النظر والتأمل تجد أن الفقر بلغ ببغض الأسر مبلغه وألحق بها ضرراً بالغاً سواء في مأكلها أو مشربها، بل يهدد هذه الأسر بالفناء بعد انعدام أساسيات الحياة التي لم تعد متوفرة لعدد غير قليل من الأسر، خاصة وارتفاع الأسعار المتصاعد يدفع بأعداد أخرى إلى شريحة المعدمين.
ونحن نذكر نماذج لأسر بلغ بها الضر مبلغه إنما هو من قبيل الحث والتذكير بأسر كثيرة هي في أمس الحاجة إلى الطعام قد يكون فائضاً عند أسر ميسورة الحال، في حين أنها عند أخرى تدفع عنها الموت.
كشف المستور
يدفع الفقر بأسر كانت متعففة إلى الخروج وطلب المساعدة وإلحاق أسمائها بكشوفات المساعدة، ولم تعد قادرة على أن تخفي اسمها أو اسم عائلتها أمام الآخرين لأن الحاجة إلى كسرة الخبز أصبحت ماسة وإذا لم تبح بسرها سيتهددها الفناء والموت.
وخلال أيام رمضان الفائتة شاهدت نساء من مختلف الأعمار في طوابير طويلة تستلم الإفطار الرمضاني الذي يوزعه مركز الهدى الخيري في منطقة حزيز جنوب العاصمة صنعاء، ورغم أن المطر كان غزيراً إلا أن الصبر والتحمل كان سيد الموقف.
طوابير طويلة فيها المئات من النساء والرجال والأطفال وهناك في المنازل مئات الأسر تنتظر قدومهم وما يأتون به من هذه المراكز.
وهذه الطوابير ما يظهر للناس، ولو اقتربنا ودخلنا منازل هؤلاء المحتاجين لذهلنا من المأساة، يؤكد الأشموري، والباحثين الاجتماعيين في مركز الهدى الخيري أن بعض الأسر تعيش أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة وتفتقد إلى أبسط مقومات الحياة .. فهناك أسرة وعدد أفرادها 14 فرداً وهم أيتام يسكنون في دكان ليس لهم من مصدر رزق آخر إلا ما يأتيهم من المركز أو من بعض أهل الخير.
ويضيف كما أن أسرة أخرى ليس لها من زاد غير الكدم والماء في جميع الوجبات.
توجد أحياء شعبية في أمانة العاصمة يتكدس فيها الفقراء بشكل كبير خاصة في مناطق الأطراف، وتتضافر عدة عوامل منها أن إيجارات البيوت رخيصة أو لأن رب الأسرة عامل فيضطر للاستئجار لكي يجد عملاً وكثيرة هي الأسر التي تسكن الدكاكين فتتكوم المعاناة فترفع رب الأسرة إلى طريق آخر أما التخلص من نفسه أو الهروب من البيت، ومن هذه القصص المحزنة أن أسرة مكونة من ستة أفراد تعيش في دكان، ورب الأسرة عامل بسيط لم يستطع أن يوفر لأسرته أبسط مقومات الحياة فلم يطق أن يشاهد بناته بتلك الصورة المحزنة فشعر أن بقاءه بينهم وعدمه سواء فترك المنزل منذ شهور ولا يزال مفقوداً حتى اليوم..
اتصل بأسرته ذات مساء يخبرهم أنه لن يستطيع العودة إليهم لأن غيابه ومجيئه سواء وهو لن يتحمل المكوث بينهم ويشاهد أسرته بدون طعام فكان خياره الهروب من المنزل.
من حق الفقراء على الميسورين أن يلقوا التفاتة حانية وأن يدخلوا عليهم السرور في شهر الرحمة والغفران خاصة ورمضان مدرسة تعلمنا البذل والعطاء لإشباع الجوعى والمحتاجين .. يذكر عبدالفتاح الجرادي من مركز الهدى الخيري، أن المركز كان يكفل العام الماضي أكثر من 1200 أسرة يوزع لها العشاء الرمضاني، في حين تضاعف العدد هذا العام بشكل كبير حيث قد يصل العدد إلى 1700 أسرة، وأضاف أن أسراً كثيرة كانت تتعفف خلال الأعوام الماضية أصبحت هي الأخرى تأتي إلى المركز وسجلت أسماءها ضمن المحتاجين والمعوزين.
ويدعو عبدالفتاح الميسورين من أهل الخير إلى الإلتفات إلى المحتاجين في المراكز الخيرية، فالعاملون يتحملون عبئاً كبيراً بسبب تزايد الأعداد، ويسمعون من هؤلاء الناس وهم يتحدثون عن معاناتهم قصصاً تشيب من هولها الرؤوس.
وليس المأكل والمشرب هو ما يعانيه الفقراء، فالسكن مشكلة أخرى عند بعض الأسر المعدمة التي لا تستطيع أن تستأجر بيتاً أو شقة فتلجأ إلى استئجار دكان صغير وبدون حمام،بل لا تستطيع أن تفرش هذا الدكان، ومن هذه الأسر التي تكابد في هذا الجو أسرة الحاج صالح الذي يتكدس مع أفراد أسرته في دكان صغير يفتقد حتى دورة المياه فهو مكان الطبخ ومكان النوم أيضاً، الحاج صالح لا يقدر على العمل بسبب سنه الكبير كما أنه يعاني من أمراض منها الصداع النصفي في الرأس إضافة إلى أنه لا يستطيع الرؤية في الليل لأنه أعشى ويحاول أن يطعم أفراد أسرته المكونة من سبعة أفراد ما يعود عليه مما يبيعه على عريشه من قيمة (البلس) الحاج صالح يعيش مع أسرته في هذا الدكان الذي لم يفرش إلا بالكراتين على الأرض، أوضاع إنسانية مأساوية تتحدث دموعهم بالنيابة عن ألسنتهم، وإذا باحوا بأوجاعهم لمحدثهم كانت غصصاً بالحلق.
فقراء بسبب المرض
وإذا كان كثير من الناس ينعمون بالصحة والعافية فالفقير يدفعه المرض على أن يترك مسقط رأسه ويأتي إلى المدينة لعلاج مريضه ويتحمل كل الأعباء للبحث عن العافية..
الحاج سعد قدم إلى أمانة العاصمة قبل أيام من إحدى المدن الساحلية لعلاج زوجته ليصل إلى المدينة فتجتمع عليه آفاتها، قلة المال وغياب السكن وعدم القدرة على العمل ونتيجة لظروف الحاج سعد المادية فقد تكفل أحد الخيرين باستئجار بيت صغير له وأسرته في حين ينتظر من أهل الخير أن يمدوه بالطعام والشراب حتى يمن الله بالشفاء لهذه الزوجة التي تعاني من مرض عضال.
والمعاناة ليست مقتصرة على هذه الشرائح فقط فهناك أصوات مكبوتة أخرى وهم فئة العمال الذين جاءوا من الأرياف للبحث عن عمل في المدن، يؤكد عبدالرحمن محمد، شاب في الثلاثين من عمره، أن أفراد أسرته الثمانية في البلاد ينتظرون ما سيرسله لهم من فلوس لشراء الدقيق والرز والسكر، وهو لا يستطيع قضاء شهر رمضان مع أفراد أسرته لأنه لم يجمع فلوس السفر بسبب عدم حصوله على عمل..
ويضيف أن والده عاجز عن العمل في البلاد وهو يأتي كل يوم إلى حراج العمال في دار سلم ولا يجد عملاً وإذا عمل يوماً أو يومين فلا تكفيه إلا مصروف جيب، ويشير إلى أن الطفر هو ما يمنعه من السفر إلى بلاده لقضاء شهر رمضان بين أفراد أسرته.
التوقيع :
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
حد من الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حد من الوادي