آمال مفقودة وحرب مستعرة
محمد الحذيفي الخميس 2009/09/24 الساعة 08:37:02
كلما انتعشت أمال الناس في قرب وقف القتال وانتهاء العمليات العسكرية في صعده سرعان ما تنتهي تلك الآمال وتتضاءل وسرعان ما ينهار إعلان وقف إطلاق النار ويتبادل الطرفان الاتهامات المتبادلة وتستعر المعركة أكثر فأكثر حتى يصاب الناس بالدهشة والحيرة وتتكاثر الأسئلة ما سر انهيار الهدن المعلنة ومن المتعنت في ذلك السلطة أم الحوثيون ؟ وما سبب ذلك الانهيار وما دوافعه ومن يقف خلفه ولمصلحة من انهيار أي هدنة تعلن واستمرار الحرب ؟
ومن يقف خلف هذا الانهيار أهي أطراف خارجية أم داخلية ؟ إنها بكل تأكيد أطراف خارجية هي من يغذي هذا القتال وهذا الصراع وهي من تطيل أمده باستخدام أدواتها في الداخل أي ( داخل النظام وداخل جماعة الحوثي ) ونحن من ندفع الثمن والمطلوب من السلطة حسم هذا الملف بكل السبل والوسائل بما في ذلك الوسائل السلمية و الطرق الدبلوماسية وليس من العيب أن تمد السلطة يدها لإيران , والحوزة العلمية , وحزب الله , ولكل من له تأثير على هذه الجماعة المتمردة أومن تربطه بهم علاقة مذهبية أو قبلية أو شخصية أو غير ذلك للضغط عليها والتأثير على قادتها بغرض الوصول إلى إنهاء هذا الملف المفتوح على كل الاحتمالات بما يحفظ ما تبقى من هيبة الدولة وبسط سيطرتها على كل شبر في صعده وبما يضمن حقن دماء اليمنيين ,
فقد تُحقق الدبلوماسية مكاسب لم يحققها الحسم العسكري وليس صحيحا التمحور والتخندق في محور معين وخاصة إذا كان هذا المحور لا يجلب لنا سوى العار والخراب والدمار وليس من العيب كذلك أن تقدم السلطة تنازلات في سبيل هذا الوطن والحفاظ على وحدته وسلامة أراضية كما أنه ليس من العيب أن تكون السلطة هي المبادرة في ذلك وهذا ليس علامة ضعف وإنما علامة قوة ونعتقد أن السلطة لا تمانع في ذلك بالاستناد إلى مناشدة السيد حسن نصر الله وترحيبها بذلك وليس من الصحيح أن نغبطها حقها في الجوانب الإيجابية كما أنه مطلوب من الحوثيين العودة إلى رشدهم وإلى جادة صوابهم وأن يغلبوا منطق العقل ومنطق مصلحة الوطن أولا على مصالحهم الشخصية وأهدافهم الفكرية والسياسية , وان يجنبوا هذا الوطن ويلات التفكك والتجزئة لا سمح الله وأن يعيدوا قليلا من رصيدهم الأخلاقي والاجتماعي والسياسي الذي افتقدوه في هذه الحرب التي جعلتهم في الحضيض وفي نفس الوقت زادت من شعبية النظام وجعلت الناس يلتفون حوله رغم كرههم له في ممارسته الفساد بكل أشكاله وجعلت الناس يتغاضون عن ذلك .
وعلى دول الجوار العربي وكلها حبَاها الله بثروات كبيرة وأغناها الله من فضلة أن تقلع عن صمتها وتفرجها على الأوضاع الملتهبة والمأساوية وأن تمد يد العون والمساعدة للنازحين الذين حرمتهم هذه الحرب فرحة العيد أن لم يكن من ناحية دينية فرضها عليهم ديننا الإسلامي الحنيف فمن ناحية إنسانية بحتة فرضتها عليهم كل القيم الإنسانية ونحن لا نستجديهم بغرض إغداق الأموال فلا حاجة لنا بأموالهم وإنما نستغيث بهم كإخوة لنا في الدين والعروبة إن كانوا يعترفون بها للمساعدة في إيجاد الحلول وإخماد نار الحرب بدلا من دعم طرف على آخر وإشعال مزيدا من الفتن والحروب وجعلنا ساحة لتصفية الحسابات فيما بينهم
ما لم فنحن نسير بالاتجاه نحوا الهاوية إذا لم يتدخل العقلاء من الجيران والأشقاء والأصدقاء وإذا ما حلت الكارثة لا قدر الله فلن ينجو منها احد لا في الداخل ولا في الخارج ولا في دول الجوار ولا من يغذي هذه الفتن والحروب والتي تسير بنا حتما نحو الفشل ونحو الانهيار والذي لن يرضاه أي يمني أو عربي مسلم حر غيور على وطنه وإخوانه , ولن يرضى به سوى العملاء والخونة للأوطان . نسأل الله أن يحفظ يمننا ووحدتنا واستقرارنا إنه على ما يشاء قدير