عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2009, 04:47 PM   #9
رهج السنابك
حال نشيط
 
الصورة الرمزية رهج السنابك

افتراضي


سياسة المبالغة.. من اليهود إلى الحراك

بقلم/ أنور نعمان راجح
السبت 11 يوليو-تموز 2009 01:12 ص
--------------------------------------------------------------------------------
بالغ اليهود كثيراً في وصف معاناتهم في أوروبا ومناطق أخرى من العالم وصوروا من أنفسهم ضحايا لأوضاع كانت سائدة وبكوا وانتحبوا وصولاً إلى حديثهم عن المحرقة التي جعلوا منها برهاناً قاطعاً على حجم ماتعرضوا له من مآسٍ واضطهاد، وكل شيء إلا إنكار المحرقة ـ هكذا يقولون.
كل هذا الأمر من المبالغة واستعطاف العالم مارسه اليهود قصداً ووعياً لإقناع العالم بضرورة أن يكون لهم وطن قومي يضمهم ويكفيهم شر المعاناة والبؤس والظلم الذي لحق بهم واستخدموا لهذا الغرض كل الأساليب، زيفوا كل حقائق التاريخ والحاضر الذي سبق احتلال أرض فلسطين ومازالوا يفعلون ذات الشيء.
كل هذا الكم من الكذب والخداع والزيف والمبالغة في تصوير المعاناة كان سياسة يهودية خالصة أسفرت عن وعد بلفور وماجاء بعده إلى اليوم وما سيأتي مستقبلاً.
والحقيقة، لقد استفاد الكثير من الناس من هكذا سياسة وزيف وتزييف لأغراض لاتختلف عن غرض اليهود الأول من المبالغة في وصف معاناتهم وربما اختلاق المعاناة من العدم.. فالوطن القومي كان الهدف ولن يتحقق ذلك إلا باقتناع العالم بمعاناتهم ففعلوا كل شيء لتحقيق هذه الغاية.
ورغم كل هذا أسس اليهود لسياسة استعطاف العالم على النحو الذي سبق، فلا غرابة إن سمعنا أو رأينا من يفعل ذات الشيء لذات الغرض، وبوضوح هذا مايفعله ويقوله أصحاب مايسمى بالحراك، حيث عمد هؤلاء إلى المبالغة في وصف الحال والاحوال والمشكلات وكل القضايا التي يتحدثون عنها كأسباب للحراك والعراك والفوضى.. إنهم يتحدثون بنفس اللغة التي تحدث بها يهود أوروبا وآسيا في الفترة التي سبقت وعد بلفور ومازالوا يفعلون، رغم الفروق الشاسعة في أمور شتى، إلا أن مايحدث اليوم من قبل أصحاب الحراك يفتح باباً واسعاً لمقارنة طريقة تعاطيهم ووصفهم للاوضاع بالطريقة التي انتهجها اليهود، لنجد في نهاية المقارنة تطابقاً تاماً بين السياستين.. سياسة تصوير الاوضاع بالمأساة وتعظيم المعاناة والظلم والاضطهاد واختلاق كل ذلك من العدم لإقناع الرأي العام في الداخل والخارج بعدالة القضية، حيث لا قضية في حال أصحاب الحراك ولا أقل من ذلك ولا أكثر.
وهذا يؤكد أن وراء الحراك ما وراءه من أهداف قذرة للغاية يستخدم فيها الكثير ممن لا علم لهم بخفايا الأهداف التي تستند في الظاهر على السلبيات القائمة في الواقع مضاف إليها الكم الهائل من التزييف والتضليل والمبالغة بلغة عنصرية وطائفية لم تحترم الواقع الاجتماعي والاخلاقي الذي يحكم علاقات اليمانيين ببعضهم على امتداد الساحة اليمنية طولاً وعرضاً.
كل مانسمعه ونقرأه في خطاب الذين يسمون أنفسهم بالحراك هو في الأساس يصب نحو هدف واحد وهو خلق ثقافة صراع واختلاف كمقدمة للوصول إلى «وطن قومي لأصحاب الحراك» وهذا لن يتحقق لأسباب تتعلق بالواقع اليمني فكراً وثقافة وروابط وقواسم وواقعاً من الصعب فك عراه بعدما تحققت الوحدة، وخلال الفترة الماضية من عمر الوحدة تداخلت الأمور بأكثر مما كان متوقعاً ومحسوباً، ولهذا فإن سياسة اليهود التي يمارسها أصحاب العراك لن تثمر والمطلوب ليس أكثر من وعي الناس بسياسة هؤلاء وأهدافهم وسوف تذهب سياستهم وأهدافهم أدراج الانكسار.

التوقيع :



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة







  رد مع اقتباس