10-04-2009, 04:01 PM
|
#1
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
فاشيو اليمن وحملات التهريج والخراب الكبير؟( بقلم: داود البصري )
فاشيو اليمن وحملات التهريج والخراب الكبير؟( بقلم: داود البصري )
التاريخ: الأحد 04 أكتوبر 2009
الموضوع: كتابات حرة
الكويت – لندن " عدن برس " : 4 – 10 – 2009
لم أكن أعلم أن الروح الفاشية قد تمكنت من الشعوب المستلبة بدرجة مرضية و مزعجة حتى تجمعت لدي حصيلة مهمة للغاية من ردود الأفعال النزقة التي وصلت لبريدي و بعضها حافل بكل صيغ و أساليب الشتم الساقط و المعيب بعد سلسلة مقالاتي التي تدعو أساسا لتحكيم العقل و لجم السلاح و اللجوء للمعالجات و المقاربات السلمية في حل المعضلة اليمنية ، و الطريف أن الكثير من التعليقات و رسائل الشتم المعيب كانت تصمني بصفات غريبة و بعيدة عني بالمطلق مثل ( الصفوي ) ( العميل الأمريكي )!! و ( الخائن لأهله و شعبه )!!
و أوصاف أخرى لا تسمح الصحيفة بنشرها بطبيعة الحال لابتذالها التام و لابتعادها عن الموضوعية و الحدود الدنيا من الأدب و الأخلاق و المنطق ، ولا أدري إن كان المعلقون يعلمون بأنني من أشد خصوم النظام الإيراني و أتباعه في العراق و العالم العربي ، كما أنني بالقطع لا أحمل أية توجهات دينية أو طائفية بل أنني أعربت و في عشرات المقالات عن رأيي في فشل و فاشية الأحزاب الدينية في العالم العربي بدءا من الأخوان المسلمين ووصولا لحزب الدعوة و حزب الله ! و مع ذلك الكم الهائل من المقالات فإن بعض الفاشيين الجدد من الذين يطربون على أصوات المدافع و يتذوقون طعم الدماء و يفرحون لأشلاء القتلى من النساء و الأطفال و الشيوخ و المحرومين يصرون على توزيع الإتهامات الرخيصة و المجافية لأبسط ذرة من الإنسانية المفترضة ، قلت سابقا و أقول اليوم أن الحلول القهرية للمشاكل في عالمنا العربي لا تزيد الموقف إلا إحتداما ، و إن مجتمع عشائري و قبلي كالمجتمع اليمني لا يمكن لقوة السلاح وحدها أن تحسم الموقف ؟
قد ينجح النظام العسكري اليمني مؤقتا في تسكين الأمور و لكنه لن يفلح أبدا في مرحلة البناء و تعزيز المؤسسات الدستورية و القانونية أو الإصلاح الإقتصادي أو العدل في توزيع الثروات و الفرص ، لقد نجح نظام اليمن في طرد شركائه في دولة الوحدة وهم الحزب الإشتراكي اليمني و الرئيس السابق علي سالم البيض ، و تمكن من قهر الإرادة اليمنية الجنوبية عسكريا بقوة الدعم العسكري العراقي و سكوت المجتمع الدولي و الموافقات الإقليمية ، و لكن ذلك الأسلوب أي فرض الوحدة عسكريا لا يمكن أن يكون الصورة المثلى لجمهورية يمنية موحدة بل تحولت الوحدة لكابوس و لما هو أسوأ من الإحتلال خصوصا و إن النظام السياسي اليمني لا يمتلك آليات التجديد و الإبداع بل ينهج نهجا عائليا وراثيا ممنهجا في تسيير ألأمور ، كما أنه يتشابه في الكثير من الدقائق و التفاصيل مع نظام صدام حسين البائد في العراق و حيث الحلقات العائلية و العشائرية المقربة هي التي توجه الأمور و تتحكم بالأحداث مع التركيز المفرط على القمع بأقصى درجاته و اللجوء للغة السلاح و لأحذية العسكر في حسم الخلافات مع تفاصيل ديموغرافية معروفة عن الأنظمة الفاشية كأن تلجأ لتجييش عناصر الجنوب ضد متمردي أو ثوار الشمال!! بقدر إحداث أكبر قدر ممكن من الحقد و العداء العشائري وهي لعبة معروفة و بايخة و مكشوفة بالكامل و لم تعد تجدي نفعا في خلاص الأنظمة الفاشية من ورطاتها و خيباتها الثقيلة ، و لا أدري حقيقة لماذا يرفض البعث و بإصرار عدائي شديد رفضنا لسياسة الإستئصال و البتر و العنف المطلق ؟
و لا أعلم لماذا يتم شتمنا على قارعة الطريق و خلق الإتهامات المفبركة لنا لمجرد أننا ندعو لإعلاء السلام و لحق الشعوب في تقرير مصيرها و نرفض سياسة الإستئصال و الإلغاء و القهر ، الحوثيون شأنهم شأن أبناء الجنوب اليمني الأحرار لا يمكن أن يتم إستئصالهم بقرار جمهوري! و أسلحة الدمار و الفناء و الطائرات الحربية لن تنفع أبدا في قتل إرادة الشعوب الحرة فستفنى كل أدوات الموت و التخريب و لن تفنى إرادة الشعوب خصوصا و أن العوامل التي تغذي الصراع في اليمن باتت تتزايد بدلا من أن تتناقص ، و المشكلة الرئيسية في العالم العربي هي أنه لا أحد يتعظ أو يأخذ العبرة ممن سبقوه و شربوا من كؤوس السم و العلقم و الهزيمة وورطوا شعوبهم في مغامرات مهلكة لم تورث سوى الموت و الخراب ، ونعتقد إن الأوان لم يفت بعد لمراجعة الموقف و لجم الآلة العسكرية خصوصا و أن الفشل العسكري هو اليوم قد أضحى النتيجة الواضحة و المتجسدة كما أن خطر الإنقلابات العسكرية أو تشجيع التيارات الأصولية أو القبائلية يعني أساسا إلغاء الدولة اليمنية بعد أن تحولت القبائل لتكون هي العنصر الرئيسي في توازن القوى ، اليمن يتجه اليوم بقوة نحو نزاعات قبائلية مهلكة و نحو ( حرب أهلية حقيقية )!!.. وذلك بالضبط هو الحصيلة النهائية للأنظمة الفاشية التي لا تبرع إلا في إنتهاك شعوبها و تعبيد الطريق للخراب الوطني الكبير... فهل نحن مخطئون..؟.
[email protected]
|
|
|
|
|