اليمن:مظاهرات حاشدة لأنصار الحراك الجنوبينظَّم الآلاف من أنصار تجمع الحراك الجنوبي اليمني احتجاجات واعتصامات حاشدة في ثلاث محافظات أبين ولحج والضالع الواقعة جنوبي اليمن وطالبوا خلالها الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي يصل البلاد اليوم، بتأييد ودعم ما أسموه فك الإرتباط بين الجنوب والشمال.
شهد جنوب اليمن العديد من الاضطرابات خلال الأشهر الماضية
فقد ذكر شهود عيان أن أكثر من 10 آلاف متظاهر جابوا شوارع مدينة الضالع، بينما احتشد آلاف المتظاهرين الآخرين في مراكز متعددة في مدينتي لحج وأبين.أما منظمو المظاهرات، فقد قدروا عدد المشاركين في احتجاجات محافظتي الضالع ولحج لوحدهما بأكثر من 20 ألف متظاهر.
وأفادت الأنباء بأن السلطات الأمنية اعتقلت 22 ناشطا من أنصار الحراك الجنوبي بينمامحافظات أبين ولحج والضالع انتشارا أمنيا مكثفا لمحاصرة المسيرات.
وقد رفع المتظاهرون لافتات كُتبت عليها شعارات تطالب بانفصال الجنوب وبتدخل الجامعة العربية وتأييدها لقضية "فك الارتباط بين الشمال والجنوب".
كما رفع المحتجون أعلام ما كان يُعرف بـ "جمهورية اليمن الجنوبي" وأطلقوا هتافات جاء فيها: "يا موسى، ادعم تحرير الجنوب."
انفجار عنيف
من جهة أخرى، أفاد مراسلنا في اليمن بأن انفجارا عنيفا وقع فجر اليوم بجوار مقر اللواء 312 بمحافظة أبين، لكنه لم يسفر عن وقوع ضحايا.
هذا، ويسعى موسى، الذي يبحث فور وصوله إلى العاصمة صنعاء اليوم ملف محافظة صعدة مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، إلى تذليل العقبات التي تحول دون التوصل إلى حلحلة الأزمة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين في المحافظة.
وكان موسى قد صرَّح يوم السبت الماضي بأنه سوف يعقد محادثات مع صالح "لمناقشة أفكار تتعلق بتهدئة الوضع في شمالي اليمن على وجه الخصوص."
قلاقل واضطرابات
يُشار إلى أن جنوبي اليمن قد شهد المزيد من القلاقل خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ أن السكان هناك يشعرون بأنهم "مهمشين اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا."
وأطلقت دعوات عدة لانفصال الجنوب الذي كان، حتى توحيد البلاد عام 1990، دولة مستقلة.
وقد لقي العشرات حتفهم وأُلقي القبض على آخرين خلال الاشتباكات التي شهدتها البلاد بين القوات الحكومية من جهة والمطالبين بالانفصال من جهة ثانية، وذلك منذ اندلاع الاضطرابات في شهر نيسان/أبريل الماضي.
وكان المئات قد تظاهروا في مدينة الضالع يوم الأحد الماضي للمطالبة بالإفراج عن معتقلي "الحراك الجنوبي" الذين أُلقي القبض عليهم في مسيرة سابقة مؤيدة للانفصال.
يُذكر أن تجمع الحراك الجنوبي ينشط في جنوب اليمن وشرقه منذ أشهر ويخوض مواجهات دامية ضد قوات الأمن اليمنية.
خطوة "غير مسبوقة"
وفي آخر تطورات الوضع في صعدة، وفي خطوة غير مسبوقة، نشرت السلطات اليمنية "قائمة سوداء" تضم أسماء سبعة من تجار الأسلحة، وعلى رأسهم محافظ صعده ورئيس لجنة الوساطة بين الحكومة والحوثيين، فارس مناع.
وقال مسؤولون حكوميون إن نشر القائمة جاء بعد الحصول على معلومات تفيد بأن الحوثيين حصلوا على مضادات طيران حديثة عن طريق تجار الأسلحة الذين شملتهم القائمة، ومنهم مناع.
اجتماع البرلمان
في غضون ذلك، يناقش البرلمان اليمني غد الأربعاء قضية الوضع في صعده، إذ يستدعي وزير العدل لمساءلته حول حصانة النائب يحيى الحوثي، الزعيم السياسي لجماعة الحوثيين.
ميدانيا، قالت مصادر خاصة لبي بي سي إن مدينة صعدة تشهد اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم، إذ تم تبادل إطلاق النار عبر مدافع الهاون بين قوات الجيش والحوثيين، كما دمر الجيش ثلاثة منازل في قصف مدفعي وقتل خمسة من الحوثيين، بينما لقي جندي واحد مصرعه وأصيب أربعة آخرون بجروح.
وذكرت مصادر عسكرية أخرى أن فرق القنص المتخصصة قتلت 10 حوثيين، بينما أسفرت اشتباكات يوم أمس الاثنين في مدينة صعده القديمة عن مقتل 36 حوثيا وسبعة جنود، وقتل 24 حوثيا في مواجهات استمرت حتى فجر اليوم في منطقتي محضة والمقاش.