عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2009, 09:07 PM   #4
رهج السنابك
حال نشيط
 
الصورة الرمزية رهج السنابك

افتراضي



انفلونزا الفضلي وهمج الحراك يجب استئصالهما
بقلم/ فريد باعباد
الثلاثاء 06 أكتوبر-تشرين الأول 2009 06:18 ص
--------------------------------------------------------------------------------
مرض انفلونزا الخنازير بدأ ينتشر في مساحات كبيرة من العالم ومنها بلادنا لذلك قامت الأجهزة الصحية في وزارة الصحة بعمل ما يشبه حالة الطوارئ في بلادنا مثلنا كمثل بقية بلاد العالم عندما ينتشر وباء ما.وانتشار هذا المرض في مساحة اكبر في اليمن دليل على تفشي هذا المرض إذا لم تتحرك السلطات الصحية لمجابهته
وفي الحقيقة إن انتشار هذه الانفلونزا أثر على العملية التعليمية في بلادنا وفي أكثر من مرحلة واستنفرت وزارة التربية والتعليم لمجابهة طرق انتشاره مما استوجب تأجيل بداية العام الدراسي في منطقتين من الجمهورية وهما أمانة العاصمة ومديرية سيئون .
هذا الإجراء من قبل وزارة الصحة والتربية والتعليم اوجد تنسيقاً يفترض أن يكون وهذا هو حال الدول الشقيقة المجاورة والذين قاموا هم أيضا بتعديل تاريخ بداية العام الدراسي وهذا سوف ينعكس على المخطط الزمني للعام الدراسي في هذه الدول.
لا بد أن أشيد بهذا التنسيق الصادر من الدولة ممثلة بوزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم وكذلك وزارة التعليم العالي ولا أستغرب هذا التنسيق الحكومي بل أؤيده فالبلد أمام جائحة قد تفتك بالآلاف من أولادنا واتخاذ تلك الوزارات تلك القرارات والتي تمس الخطط العامة للدولة وتوجد بعض الإرباك في الأشهر القادمة وكذلك تفرض على الدولة ميزانية طارئة من المصروفات لمجابهة هذا المرض الفتاك لهو تصرف سليم لأنه لو لم تتصرف تلك الوزارات على هذا النحو فإنه قد يفتك بآلاف الضحايا إن لم تقم الدولة باحتياطات مركزية وكذلك احتياطات على مستوى المحافظات، أقول إنه تصرف صائب أوجبته الظروف الطارئة وكنت أتمنى أن تتصرف الدولة أمام أي حدث يمس المجتمع بسوء بتصرف طارئ كهذا وأتمنى أن تكون هذه البداية .
وحيث إن الدولة قد قامت بهذا التصرف وهذا العمل وفق ما يتوفر لديها من إمكانيات مادية وإعلامية فإنها تكون قد أنقذت المجتمع من تعاظم عدو سيكون السكوت على تعاظم ضرره وإهمال وجوده وانتشاره وعدم المبالاة لضحاياه نتائج كارثية .
وأنا هنا أشبه هذا العدو بالمتمردين الحوثيين في صعدة حيث إن الدولة لم تكتشف مبكرا حجم الضرر الذي خلفه الحوثي وعصابته من المتمردين بأهلنا وأرضنا في محافظة صعدة بل امتد الخطر والضرر والضحايا ووصل إلى محافظات غير محافظة صعدة أيضاً
وما كان أسلوب المهادنة وإعطاء سيل من الفرص لهذا المرض إلا اعتقادا من عصابات القتل من الحوثيين أن الدولة ضعيفة وبذلك تم التوسع في مساحة السيطرة الحوثية لمناطق أخرى وتم نقض كل العهود من بداية تنفيذها وتم تكثيف الجرائم وأنواعها لإصابة المجتمع بإحساس قوة المتمردين وسيطرتهم على الوضع وضعف النظام في مواجهته للخارجين على القانون وسلطة الدولة بل وتصرف الحوثي وعصابته من القتلة والمتمردين كمن أنشأ دولة داخل دولة حيث لا تقبل ذلك أية دولة تحترم نفسها في العالم .
ونتيجة لتلك الأنفلونزا الحوثية وانتشارها وسيطرتها على عقول كثير من البسطاء والجهلة وبسط نفوذها على الكثير من العقول الخاوية والمنحرفة أصلاً تضررت كل تلك المناطق وتوقفت عجلة التنمية وتوقفت وتعطلت مصالح المواطنين وبسط المجرمون سيطرتهم ونشروا أفكارهم في ظل غياب سلطة الدولة بل وتقلص مساحات السيطرة الحكومية هناك.
كل ذلك بسبب السكوت على كل تلك الجرائم والتي لو حصل واحد منها في أية دولة من الدول لقامت قيامة السلطة ولن تقعد حتى يتم التخلص نهائيا من تلك الشرذمة من العصابات والتي إن وصفت فلن توصف بأقل من وصف قتلة ومجرمين ومتمردين وقطاع طرق، وأقل عقوبة يستحقونها هي الإعدام دون النظر لأية قوانين أو حقوق إنسان وغير ذلك من مصطلحات ليس لها مكان هنا .
الدولة تتحمل كامل المسؤولية فيما حصل وان كانت دولتنا توصف بالتعامل الحسن مع معارضيها إلا أن تلك الأساليب لا تتناسب مع ممتهني جرائم مقاومة الدولة والتقطع وممارسة القتل والسلب وتدمير المنشآت وتلك سلوكيات بعض معارضي الدولة في اليمن.
ولا استطيع أن اقبل إطلاقا هذا السلوك من التعامل اللين مهما اوجد مؤيدوه المبررات لأن نتائجه وخيمة جدا على الوطن كافه بل وعلى سلطة الدولة وسمعتها وأيضاً على وضع الاستثمار في البلد ليس في تلك المناطق فقط ولكن في اليمن كافة .
ومن الطبيعي أن نتائج تلك السياسة سلبية على الدولة وعلى ميزانيتها وخططها المركزية وسمعتها في الخارج والأحداث تثبت ذلك.
وما تقوم به الدولة اليمنية الآن في مواجهة كل المتمردين على سلطتها في صعدة لهو قرار حكيم كان يفترض أن تقوم به منذ زمن وأن لا تتوقف عن ذلك مهما كلفها من رجال وعتاد حتى تقضي نهائيا على كل من يخرج عن طاعة الدولة في كل مكان، ومادامت الدولة ماضية ومستمرة في تطبيق سلطتها على الجميع فهم سواسية أمام القانون ، فإن سمعة الدولة وقوتها تعتمد على نتيجة مواجهتها لكل متمرد وخارج على القانون ونتائج حرب صعدة النهائية ستكون اختباراً حقيقياً لقوة الدولة وبسط سلطتها.
ومادامت الدولة (كما يبدو) قد استنفرت كل قواها واتخذت القرارات الصعبة والصحيحة في مواجهة المتمردين الحوثيين والذين اخذوا ما يكفي من الفرص ورموها خلفهم وذهبوا ينشئون ميليشيات ويرفعون السلاح لمقاومة الدولة وكبروا وكبر نفوذهم وتعاظم إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تعاظم المكائد والتي دخل في تعاظمها دول وحوزات مذهبية طائفية وانفصالية، والصورة أيضاً تتكرر في مكان آخر وهي في بداياتها في بعض مناطق محافظة أبين وفي بعض مناطق محافظة لحج، حيث بدأ مرض انفلونزا الفضلي وهمج الحراك أو ما يسمون بالحراك يأخذ أبعاداً اكبر وبدأ البعض منهم وقياداتهم في الداخل يخططون لجرائم قتل وسلب وتدمير وتخريب وفوضى يتقدم كل ذلك مقاومة الدولة والإضرار بمصالح المواطنين وأملاكهم، وان استمرت الدولة تفتح عيناً وتغمض عيناً لتلك العصابات من القتلة أياً كان تاريخهم فإن صورة الحوثيين ستتكرر في مناطق أخرى.
والغريب أن الدولة تتغاضى عنهم رغم تاريخهم الذي يوصف بالتطرف وارتكاب جرائم بحق الدولة والمواطنين، بينما على الدولة مثلما تصرفت بشكل طارئ أمام انفلونزا الخنازير أن تتصرف أيضاً وتستأصل من الجذور انفلونزا الفضلي وهمج الحراك.


التوقيع :



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة







  رد مع اقتباس