يا عرب: ساطع الحصري مع فك الارتباط
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الخميس 22-10-2009 06:51 مساء
شبكة الطيف – بقلم : عاشق الجنوب
يعرف المطلع على كتابات ساطع الحصري، الذي يوصف بفيلسوف العروبة -نظراً لمواقفه التي لا تتزحزح من القومية العربية، ودعواته المتواصلة للوحدة العربية من المحيط إلى الخليج منذ عشرينيات القرن الماضي و حتى وفاته عام 1967 عن عمر تخطى الـ 85 سنة، إنه وبعد انفصال سوريا عن مصر (الجمهورية العربية المتحدة) وفي معرض تحليله للأسباب الداعية لذلك، أورد سببين جوهريين من بين أسباب أخرى، هما كما يلي :
• استحواذ المصريين على معظم، إن لم نقل على كل الوظائف التي كانت بيد السوريين من الطبقة الوسطى (محامين، مدرسين، أطباء، موظفين عموميين...) بل وشريحة المزارعين والصيادين بحكم كثرة المصريين حينها مقارنة بأعداد السكان السوري القليلة، استحواذ واستيلاء على مقدرات السوريين بعد رفع نقاط الحدود مباشرة!
• انتشار كثيف للمخابرات المصرية داخل سوريا...لمراقبة السوريين في سرهم ونجواهم وعلنهم!
ما أورده الحصري قليل جداً جداً من كثير كثير جداً جداً مورس ويمارس على الجنوب وأهله في ما يسمى "وحدة الجمهورية اليمنية" التي فات على من أعلنها إضافة لفظ "المتحدة"، اعتقاداً منهم بأنها لن تلفظ أنفاسها ولن تقبر كمشروع جميل سابق لأوانه، مثل الجمهورية العربية المتحدة.
إن وجه الشبه لصغير وكبير في ما يعتمل منذ 19 سنة حتى اليوم في الجمهورية اليمنية المنفصلة عقلاً وروحاً! أللهم في واحدة, هي إن الزعيم جمال عبد الناصر بثاقب بصره، أدرك بعد ثلاث سنوات فقط من الوحدة، طالما زواج مصر بسوريا تم بمعروف، فيجب - طالما هذه رغبة السوريين - التسريح بإحسان!! بعدما شاف بأم بصره إن المصريين زودوها حبتين على السوريين...فكيف به لو يشوف فعايل ومناكر أشقائنا اليمنيين الجيران! ولا مجال لذكر التفاصيل لضيق المساحة و نفس القراء!
لم نرَ عبد الناصر يخوض حرباً ضد سوريا في عز المد القومي العربي، علماً بأنه لن يلومه أحد حينها، كما لم يقل بعد الحرب لو شنها افتراضاً ضد السوريين: اسمعوا يا سوريين، اقبلوا بالوحدة أو مصيركم الموت، ومن لا يعجبه ليشرب من مياه البحر المتوسط، باعتبار السوريين تطل بلادهم على الحوض الشرقي لهذا البحر...! عبد الناصر فهمها عالطائر وفك الزواج بسلام مع شقيقته سوريا وبدون قطرة دم.
لكن...
"زعيمنا الجنرال الفرد...." لا يتعظ في ظل عصر انحطاط المـُثـُل والأفكار القومية العربية والوحدة العربية منذ غزوة السادات المباركة للقدس، وغزوة صدام للكويت--- ، قائدنا ونبراسنا الفرد الفصيح ونظامه الكسيح يصر على أن تشرب الجمهورية الجنوبية العربية (تجاوباً مع تسمية الأستاذ الكبير محمد أحمد البيضاني) هي وأهلها من بحر العرب وبحر القلزم (الأحمر) علماً بأن ماء البحر الأبيض يمكن (ينشرب) لأنه أقل ملوحة، أما نظيره البحر الأحمر فملحة كثيف يا ساتر...وقد شربنا منه فخامة الجنرال علي فعلاً في عدن المحاصرة عام 1994 بعد قصف جيشه (ومعظم قياداته المجربة جنوبيون) لآبار المياه في لحج وأبين بصواريخهم العابرة للمحافظات الجنوبية الست.
لأجل هذا فأن فيلسوف العروبة ساطع الحصري و عبد الناصر حقاً كانا أول وعربيين عاقلين، بالغين، فاهمين، غير مكابرين ومحترمين بامتياز! ولو أحياهما الله سبحانه من جديد لتزعما الحراك الجنوبي حتى الاستقلال. إلا إذا أقنعنا أحد من العرب بأن قائدنا العجوز ونظامه (صاحب السوابق) قومي عربي وحدوي أصيل أكثر من الحصري وعبد الناصر!
عاشق الجنوب - عدن
أكتوبر 2009

