حال نشيط
|
فشل الحراك بحشد أنصاره !!
بعد فشل جماعة الحراك في حشد أنصارها ..مجموعة مسلحة تقتحم ثانوية لبوزة بردفان لإجبار الطلاب على التظاهر
السبت , 24 أكتوبر 2009 م
أخبار اليوم/ خاص:
اقتحمت مجموعة مسلحة تضع على وجهها اللثام أمس الأول الخميس ـ ثانوية الشهيد لبوزة بمديرية ردفان وقامت بتهديد المدير بضرورة إخراج الطلاب للتظاهر.
وأكد شهود عيان لـ "أخبار اليوم" أن تلك المجاميع المسلحة اقتحمت الثانوية أثناء سير الدراسة وطلبوا من مدير الثانوية تحت تهديد السلاح إخراج الطلاب من الفصول الدراسية للشارع للمشاركة في التظاهرة إلا أن مدير الثانوية رفض تلك التهديدات وألزم الطلاب بالبقاء في المدرسة لمواصلة الدراسة.
ويأتي اقتحام المسلحين للمدرسة بعد أن فشلت جماعة ما يسمى بالحراك في حشد الجماهير إلى الشارع وخاصة في مسيرة يوم الأربعاء الماضي التي لم يتجاوز عدد المتظاهرين فيها العشرات مما اضطرهم إلى محاولات عدة لإخراج الطلاب من المدارس وزجهم بالمظاهرات كونه من السهل توجيههم وتعبئتهم بهذه الشعارات التي أدرك الكبار من خلالها أبعاد مخططاتهم الاستعمارية.
لكنهم لم يتمكنوا من ذلك فقاموا بتهديد مدير الثانوية وأعطوا له مهلة أسبوع لإخراج الطلاب من الصفوف إلى المظاهرات مالم فانه سيكون لهم تصرف آخر معه ـ حسب كلامهم.
هذا وتتعرض ثانوية الشهيد لبوزة بشكل مستمر لاعتداءات من قبل مجهولين بالسرقة والنهب والتخريب والاقتحام ويوجد هناك أشخاص غير معروفين يتخذون من الثانوية سكنا لهم ويقومون بعقد اجتماعاتهم وقت العصر والليل وتخزين القات وحتى النوم ينامون داخل المدرسة وأصبحت كأنها لوكندة وقد استنكر وأدان الأهالي وأولياء أمور الطلاب والمعلمون والمشائخ وشخصيات اجتماعية هذه التصرفات الغير مسئولة التي تهدف إلى جر الطلاب للعنف وغرس الكراهية والحقد ونشر الثقافات المعادية للوحدة والوطن وتهديد مستقبل الطلاب التعليمي الذي أصبح مهدداً بالخطر بعد ظهور هذه الجماعات التي تسعى إلى إخراج الطلاب من الصفوف الدراسية وبالقوة.
وطالبوا الجهات المختصة القيام بدورها واتخاذ الإجراءات اللازمة حفاظاً على المصلحة العامة وهيبة المدرسة والمعلمين والتعليم وحفاظاً على مستقبل أبنائهم التعليمي وأكدوا أنهم قد ناشدوا المسؤولين عدة مرات ولكنهم لم يحركوا ساكناً وحملوهم مسئولية كل ما يجري من وأد للعملية التعليمية ولأبنائهم وللمعلمين من تهديدات.

محور الشر الثلاثي: القاعدي الانفصالي الحوثي- المؤامرة الأكبر.. (قراءة تحليلية)
السبت, 24-أكتوبر-2009
نبأ نيوز- خاص/ باريس: سامي شرف الاهدل*
* باحث أكاديمي - باريس
لقد أيقن الجميع بان هناك مؤامرة كبيرة على الوطن, وان ما يتكبده هذا الوطن الغالي نتيجةً لتلك المؤامرة ليس بالشيء الهين, وكلنا في الداخل والخارج يعيش ما يعيشه الوطن ويعاني ما يعانيه. ولكن ما لا يعرفه الكثير منا هو حجم تلك المؤامرة, وأبعادها الجيوسياسية وانعكاساتها ليس فقط على اليمن بمفرده وإنما على المنظومة العربية ككتلة واحدة !
إن حجم المؤامرة الخطيرة على اليمن والمنطقة بأسرها تتجاوز التوقعات والتصورات، فالموقع الاستراتيجي والجغرافي الهام الذي يتمتع به البلاد المجاور لمنابع النفط من الجهة الشمالية والشرقية والمطل على المنافذ البحرية الهامة للتجارة العالمية من الجهة الجنوبية والغربية, يجعل من اليمن الذي يربط قارة أسيا بأفريقيا عن طريق باب المندب, منطقة حساسة وجوهرية, ويدفع ذلك بعض القوى الخارجية إلى جعل المنطقة بؤرةً لتوتر مستعر تلبية لإطماع تلك القوى.
لقد غفلت مع الأسف الكثير من البلدان العربية عن أهمية اليمن وموقعه الاستراتيجي, بل والبعض يكرر ويقول " ما هي اليمن؟ وما هي مقوماته وأهميته؟ انه بلد فقير", و يقول اخر " ان اليمن بلدٌ ليس له ثُقلاً سياسياُ او اقتصادياً على الخارطة العربية", وما إلى ذلك من عبارات. إن تلك هي النظرة القاصرة بعينها. فما لم تدركه الرؤية العربية, أدركته الرؤية الصهيونية والفارسية. فتلك النظرة لم تمنع الكيان الصهيوني كما هو الحال ذاته للجانب الفارسي من التفكير الجدي في اليمن وأهميته, بل وإدراجه في ملف حساباتهم المستقبلية التي تلبي مأربهم التوسعية. إن التفكير في اليمن واستخدامه في زعزعة أمن المنطقة لم يكون وليد الساعة أو الصدفة, بل إن هناك مُخُطط مدروس اعد له منذ ما يزيد عن النصف قرن.
نعم إن المؤامرة اليوم اكبر بكثير مما يراها و يستقرؤها البعض منا, فهي اكبر مما يتوقعها الحوثيين, ومما يتوقعها انفصاليو الداخل والخارج, بل ومما يتوقعها أعضاء القاعدة أنفسهم. إن التوسع الجيوستراتيجي الصهيوني والتوسع الجيوستراتيجي – الأيدلوجي الفارسي يعرفان جيداً أهمية اليمن بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام وللجزيرة العربية والخليج بشكل خاص, فهي المفتاح السحري الذي لم يستخدم بعد. وبعيداً عن الشعارات الجوفاء التي يتبادلها الجانبان "الصهيوني والفارسي" حيث يقول الأول أن الثاني هو الخطر الأكبر في العالم, وينادي الثاني بمحو الأول من الخارطة, فشخصياً لا استبعد أبداً عقد اتفاقات صهيونية مجوسية من تحت الطاولات لزعزعة الأمن العربي واستغلال الأرضية اليمنية كأرضية مشتركة لصياغة سيناريوهات جديدة كما هو الحال في العراق.
التوصيف الحقيقي لمحور الشر الثلاثي
يُخطى من يقول أن الحرب في اليمن هي حرب مع انفصاليين في الجنوب أو مُتمردين في الشمال. فهذا المفهوم الخاطئ بحاجة إلى تصحيح عاجل. بل إن على النظام أن يُعدل من تصريحاته تلك ويوضحها أكثر وبأسلوب معاصر وحديث كي يفهما المواطن العربي جيداً ويستوعبها المهتم الغربي. فما أُريد أن أقوله هنا هو أن هذا المفهوم لا يخدم القضية تماما, فما وصل اليوم إلى الكثير من المتتبعين وبالذات هنا في الغرب, ولقد لمست ذلك بنفسي أثناء تحاوري مع بعض الأصدقاء, هو أن اليمن يعاني من حوثيين "متمردين" في الشمال, وانفصاليين في الجنوب.
فالمتمرد أو المتمردين بحسب مفهوم الغربيين, قد يكون إنسان أو اُناس على حق, يتمردون على السلطة لأنها قد تكون ظالمة, وقد تكون فاشلة, وقد تكون فاسدة ,وقد تكون وتكون ...الخ. فالكثير من الغربيين يلتمسون لهذا التمرد أو ذاك الكثير من الأعذار. أما مصطلح الانفصال, فبعض الغربيين ولا القول الدول الغربية يتعاطفون أحياناً مع من ينادون به, ومع مصطلحات حقوق الإنسان وحق تقرير المصير وما إلى ذلك من شعارات, وليس ذلك حباً منهم, بل حباً في تشطير وتجزئة وتفتيت الأمة العربية والإسلامية.
ولتصحيح ذلك المفهوم نضع الأسئلة التالية : هل حينما تقوم جماعة الحوثين في قطع الطريق العام...يُسمي ذلك "تمرداً"؟ وحينما تنتهك تلك العصابات أعراض الناس وتقتل الأطفال...هل يُطلق على ذلك "تمرداً"؟ وحينما تُهدم بيوت الله على روس عُبادها...هل يعني ذلك "تمرداً"؟ كلا...إن ذلك هو " الإرهاب". وحينما يقوم بعض أعضاء الحراك في الجنوب بتوجيه أسلحتهم إلى صدور أبناء القوات المسلحة...هل نسمي ذلك "بالانفصال"؟ وحينما يقتلون الناس على الهوية...أيُطلق على ذلك "بالانفصال"؟ وحينما يُدمرون ويُكسرون ويخربون الممتلكات الخاصة والعامة...هل يُدعى ذلك "بالانفصال"؟ بالتأكيد لا, أن ذلك هو "الإرهاب" دون أدنى شك.
فمفهوم الحرب في اليمن وبأسلوب معاصر ودقيق هي حرب "ضد الإرهاب". أن من يتقطعون للبشر, ويخطفون الأجانب, ويقتلون الأبرياء في صعدة... إنهم "إرهابيون". وان من يقتلون أصحاب المحلات التجارية, ويقومون بترويع الفقراء والبائعين في الطرقات, وينهبون أموالهم في بعض محافظات الجنوب... إنهم "إرهابيون". إذاً جميعهم "إرهابيين", وعلى الدولة تعديل الخطاب السياسي لكسب التأييد العالمي وليس فقط التأييد المحلي والعربي واستخدام كلمات : "إرهابيين الشمال" و"إرهابيين الجنوب" و"إرهابيين القاعدة" كي تستطيع الدولة بذلك توضيح طبيعة الحرب الدائرة في اليمن.
فقد توافق بعض الدول وبطرق مباشرة أو غير مباشرة على دعم جماعات متمردة أو انفصالية ولكن لا يمكنها بحسب المواثيق الدولية دعم جماعات وفصائل إرهابية. فاليمن إذاً لا يعاني من متمردين ولا يوجد فيه إنفصاليين, وإنما هي دولة كبقية دول العالم تعاني من آفة الإرهاب. وهنا يأتي دور الأعلام الوطني الشريف في توضيح هذه الفكرة.
إن التقارب الغريب والعجيب الذي يجمع في طياته اديولوجيات وأفكار متناقضة كالأصولي الراديكالي القاعدي بالماركسي الشيوعي الانفصالي مع الشيعي الرافضي الحوثي يُعد من المفارقات العجيبة. فلا يمكن أن نتوقع أن يقبل عضو في القاعدة أن يقرءا ملزمة للحوثي لأنها تتناقض كلياً مع فكره, ولا نظن أن يقبل احد الحوثيين ان يترضى عن الخلفاء لان ذلك يتناقض مع عقيدته, أما الماركسيين فهم أساساً يعتبرون أن الدين هو سبب شقاء الإنسان. حقاً أن التركيبات هنا مُختلفة تماماً, نهجا وفكراً وعقيدةً وتطبيقاً وسلوكاً, وهذا يؤكد لنا صحة الفكرة بأن ما جمع هؤلاء هو "الإرهاب", وبعبارة أدق يمكننا القول أن هذه الفئات الثلاث "فرقها الفكر وجمعها الإرهاب".
إرهابيو القاعــــــدة
يجد تنظيم القاعدة في اليمن حالياً مكاناً مناسباً له, وأرضية خصبة, يرى فيها الملاذ الأكثر أمانً لإعادة ترتيب أوراقه لاسيما المتناثر منها في أفغانستان وباكستان والعراق. فالكثير من كبار قادة هذا التنظيم يرون أن انهيار الدولة اليمنية سيساعدهم بالحصول على بلد جديد, يُناسب في ظروفه وتضاريسه عما يبحثون عنه. ويحاول تنظيم القاعدة في الوقت الراهن إرسال جماعاته إلى اليمن, وبالذات إلى المناطق الجنوبية ليتم تشكيل "حركة طالبان اليمن" لأن القاعدة تعتقد أن جيش المدد سُيخرج من هناك, أي من منطقة ارض الجنوب.
إن اتساع رقعة هذا التنظيم سيجعل من اليمن نقطة انطلاق نشطة لضرب المصالح الأمريكية والأوربية في منطقة الخليج ودول المحيط الإقليمي. ولا يُخفى على احد بان هناك صفقات وتنسيق استخباراتي بين التنظيم وبعض وجهاء الحراك في الجنوب, وما كان لذلك التنسيق أن يتم لولا أن سبقه تنسيق لقيادة الطرفين- فرع أوربا. وما اقصده هنا تواصل تنظيم القاعدة في أوربا مع شخصيات كبيرة متواجدة ايضاً هناك كالبيض وغيره. ومن هنا تمت مباركة وتزكية التنظيم للفضلي لدى البيض ووافق البيض على أن يقود الفضلي, عدو الأمس الذود, الجناح العسكري "للحراك الحربي" والمتستر باسم "الحراك السلمي", وما يدل على انه حربي, هي تصريحات البيض التي لوحَ فيها بتحول الحراك السلمي إلى حراك مُسلح أذا تطلب الأمر, بحسب تعبيره. ولذلك أعلنت القاعدة في مايو الماضي تأييدها التام والمطلق للحراك ودعت للالتفاف حول قيادته التي هي في الأصل أعضاء في التنظيم.
وبذلك يتلقى تنظيم القاعدة في اليمن توجيهاته من فرع اوربا وليس من كهوف كابل, والحال نفسه لأعضاء الحراك حيث يتلقون توجيهاتهم من فرع أوربا, وكلما تقاربت وجهات نظر الفرعين في الخارج, تقاربت في الداخل, ولاشك في ذلك لان الهدف صار مشترك بين التنظيم والحراك وهو "تدمير البلد" وإيجاد مناخ ملائم يخدمهم مصالحهم المشتركة.
ما ما يكرره بعض المحللين عن نشاطات التنظيم في اليمن ويصفونه بأنه هادئ نسبيا في هذه الأيام, فذلك ليس صحيحا, لان التنظيم لديه حالياً مهام يقوم بها في البلاد. ويُرجح وجدوه في المناطق الجنوبية أكثر منها في الشمالية وذلك للأسباب ألأنفة الذكر, فمسانده التنظيم لأحد الأبناء المخلصين والمجاهدين "كطارق الفضلي" وقربهم من منطقة أبين–عدن يُشعرهم بأنهم جيش أبين عدن المنتظر. إلا أن ما يجب معرفته أيضا هو أن تنظيم القاعدة ليس هادئ كما يُقال, بل انه يعد لما هو أمر وأدهى ليس فقط على مستوى اليمن بل على مستوى المنطقة برمتها.
إرهابيو الجنـــــوب
لا يشك أحد منا أن السواد الأعظم من أبناء الجنوب هم وحدويون ووطنيون وشرفاء ويعشقون الوحدة كعشقهم للحرية. أما ما يعرف بحراك الجنوب, المنحدر أصلاً من مرتزقة الخارج وعملاء الداخل بالإضافة إلى أعداد لا باس بها من الصوماليين اللذين ينخرطون في هذه الحراك بين الحين والأخر مقابل القليل من المال, فقد نحى اليوم منحى مغايراً لما كان عليه بالأمس. لقد تحولت مطالب الحراك الوطنية والتي كان يتعاطف معها معظم أبناء الشعب من مطالب حقوقية وقانونية وتسوية أوضاع إلى حراك عنصري طائفي هزيل يُنادي بتمزيق وحدة الأمة. ونجده "إي الحراك" يفتقد للرؤية السياسية الصادقة, وينظر للمستقبل من منظور المصالح الشخصية الفردية الضيقة, ومغلباً بذلك مصلحة الفرد على مصلحة المجتمع. فماذا يعني أن يطلب احد زعماء هذا الحراك إلى حوار ولكن تحت سقف " فك الارتباط" أهذا منطق يقبلهُ عاقل؟ أهذا كلام يستحق الرد؟ والأغرب من ذلك هو أن يتكرر نفس الكلام من شخصيات سياسية وأكاديمية مثقفة والبعض منهم من حملة الدكتوراه أو عضو في مجلس النواب لدى الدولة التي يعلن الحرب عليها, ومنهم من ينتمي لأحزاب تدعي الوطنية والقومية.
إن هذا الحراك العقيم هو دائما حراك مُتوقع, ولا يُستبعد أن يكون هناك حراكاً ولو بعد مئة عام, لان أصحاب النفوس المريضة, موجودين في كل زمان ومكان, وخير دليل على ذلك ما يحدث اليوم في صعدة ممن ينادون بعودة الإمامة التي مر على انقراضها ما يقارب ال 47 عاماً. ولكن ما يستبعد تماما هو العودة إلى الخلف, فالشعب قد قال كلمته في ال 22 من مايو وقرر أن لا يعود إلى الوراء. فما دامت هناك نبضات في القلوب ودماء تسيل في العروق, وأُناس وحدويين وطنيين يستنشقون عبق الحرية والديمقراطية من هذه الوحدة المباركة فلا خوف على الوطن.
يتبادر إلى ذهني سؤال وأظنه أيضاً يتبادر إلى ذهن القارئ, وهو لماذا يسعى "إرهابيون الجنوب" دائماً وبالذات عند كل "مناسبة وطنية" لنزع الابتسامة من المواطنين؟ لماذا يستكثرون عليهم الأفراح الوطنية والتي تزورهم مرة كل عام؟
ألا تلاحظون بان عند كل عيد وطني يخرج المسعورون ويُحولون الاحتفالات الوطنية إلى مواجهات دامية! ومن أفراح إلى أحزان! هل قدر الوطن أن يكون مبلي بمثل هكذا أُناسٌ وهكذا عقليات؟ وهل ستظل السلطات ترافقهم وتزفهم في مظاهراتهم وهم ينددون بالوطن ويسبون وحدته, ويمزقون أعلامه؟ وتقول الدولة في نهاية المطاف لقد مرت المظاهرة "بسلام".
تخيل معي أيها القارئ الكريم أن يُحرق العلم المصري في مصر؟ أو تُهدد الوحدة الوطنية في السعودية؟ أو تمزق صور الرئيس السوري في سوريا؟ ماذا سيكون رد السلطات هناك؟؟؟
وما يثير مشاعر الحزن حينما نرى بعض أهالي الجنوب يزجون بأبنائهم في مظاهرات يائسة, سرعان ما تتحول تلك المظاهرات إلى أعمال شغب ومعارك, فيُقتل البعض منهم. وبالمقابل يستلم ثمن تلك الدماء الزكية, شخصيات ومنظمات انفصالية في الخارج, ويتحججون للمنظمات الداعمة بأنهم يقدمون قوافل الشهداء. وبينما هم يستلمون الأموال ويتمتعون بها هم وأبنائهم والي القربى, يذهب الموتى الأبرياء ويتركون ورائهم أباء وأمهات محروقون بنار الحزن وألم الفراق.
اختصر وأقول بأننا لا ندعي للعنف والفوضى لأننا نعلم بان العنف لا يُولد العنف إلا العنف المضاد. فجميعنا في الشمال والجنوب والشرق والغرب مع الحراك, ولكن الحراك الوحدوي الوطني الشريف والعادل. الحراك الذي يتكلم باسم الشعب كل الشعب ويدافع عن اليمن كل اليمن. الحراك الذي يترفع عن العنصرية الجاهلية المقيتة, والذي يسعى لقلع الفساد والمفسدين ويعيد لليمن هيبتها ومكانتها وسمعتها بين الأمم. انه ذلك الحراك الذي يستمد قوته من قوة الله والوطن والوحدة والثورة والشعب ويؤمن بالحوار كطريقة عصرية وديمقراطية لحل الخلافات.
إرهابيو الشمـــــــال
أما ما يتعلق في حرب صعدة, فلقد صار التمويل ألتسليحي واللوجستي الخارجي في هذه الحرب جلياً وواضح للعيان. فمن خلال الحرب السادسة تبين لنا بما لا يدع مجال للشك بان هناك دعما سخياً من "الأشقاء" الإيرانيين, وان هناك تدخلاً سافرا من هؤلاء "الأشقاء" بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة. ولا يستبعد البتة أن يتعدى ذلك الدعم المادي إلى مشاركات عناصر ومنظمات سرية وبالات ومعدات إيرانية. إلا أن ما يستبعد "وهذه وجهة نظر شخصية" هو أن يكون كما تردد في بعض المواقع ألالكترونية, من إشراك عناصر ومجموعات من فيلق "القدس الإيراني", كون إيران حذرة في هذا الجانب, فهي تحاول دائما وأن كان دون جدوى من رفع بصماتها في مواقع الأحداث.
نضيف أيضاً عاملاً ثانوياً أخرا يجعلنا نستبعد وجود مجموعات من هذا الفيلق, وهو عامل " اللغة ". مما يعجل فرضية أُخرى هي الأصح وهو أشراك عناصر من حزب الله ذو "اللسان العربي والفكر الفارسي" في هذه الحرب. فهذا الحزب يمكنه أن يؤدي الغرض الذي قد تؤديه مجموعات من فيلق القدس, وينفذ باقتدار المهمة الملقاة على عاتقه. فجنود حزب الله ليسوا اقل قدرة قتالية وكفاءة عسكرية من ذاك الفيلق أو غيره من المنظمات التابعة لإيران.
وهذه الفرضية هي الأقرب للصواب كون جماعة الحوثيين لا يُمكنها إطلاقا استخدام التقنية التسليحية الحديثة وتنفيذ التكتيكات القتالية وباقتدار كما هو عليه الحال في هذه الحرب, كون ذلك يتطلب مهارة عسكرية عالية ومدربة, ويتطلب الأمر أيضا إلى مسانده قوى أخرى تلعب دور الموجهة والمدرب والمرشد. وإن صحت هذه الفرضية فان ذلك يُعد أمراً خطيرا ودورا سلبيا يعلبه هذا الحزب في المنطقة، بل ويقحم نفسه في معادلات سياسية هو أصلاً في غنىً عنها, فهو بذلك سيكون "ضيف شرف جديد" يدخل في حَلبة الصراع, إلا أن ذلك الدور سينعكس سلبا على الكثير من الملفات، بما في ذلك ملف حزب الله نفسه, المصنف عالميا في "قائمة الإرهاب". فضلاً عن ذلك سيفقد الحزب الكثير من الدعم لمواقفه القومية على مستوى الساحة العربية ككل.
قد أدركت السلطات اليمنية مبكراً حقيقة الدور الإيراني في الحرب القائمة, إلا أن السياسية الخارجية المتزنة لليمن فضلت ومازالت تفضل عدم الاتهام المباشر للحكومة الإيرانية في هذه المؤامرة, وتمر العلاقات حالياً بين البلدين بحالة من الصعود والهبوط انعكاساً لطبيعة السياسة القائمة بينها.
من حق الحكومة اليمنية إذاً أن تنتقد هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية لليمن, احتراماً لمبادئ عدم التدخل في شؤون الغير. ولكن ما يثير بعض الاستغراب هو انتقاد الحكومة اليمنية وبشدة للإعلام الإيراني وبعض مواقعه الالكترونية. بينما هناك بعض المواقع الالكترونية اليمنية تقول ما هو أكثر مما يقوله ذلك الإعلام المُنتقد. بل وتجردت بعض مواقعنا ومع الأسف من الوطنية ونسيت أن البلد في حالة حرب, والإعلام يلعب فيها دوراً هاماً بل ومناصفةً مع الدور العسكري. وهنا نتسأل ماذا تعمل الحكومة اليمنية مع مواقع وصحف وأخبار الداخل؟ إليكم فقط بعض الأمثلة على سبيل الذكر لا الحصر. احد المواقع الالكترونية وهو بالتحديد "موقع الحزب الاشتراكي اليمني", وهو واضح من اسمه انه ينتمي لليمن, ويقول في بعض عنوانه "فيما يخص حرب صعدة", وأنا أقول "حرب" واكرر أي أن الوطن " في حالة حرب", ويطل الموقع ببعض العناوين منها : "وثائق مصورة وتسجيلية للحوثيين ترجح اسقاطهم طائرة ميج للجيش", " الحوثيون يعلنون اندلاع حرائق هائلة جراء قصفهم مخازن سلاح الجيش في حرف سفيان", "الحوثيون يعلنون اسقاط مديرية منبه الحدودية ...", "...الحوثيون يعرضون اسرى من لواء العمالقة"؟
إذا كانت هذه العنوانين تحبطنا نحن أبناء اليمن في الخارج فما بال أبناء الداخل؟ وبالذات أهالي أبناء القوات المسلحة والجيش المرابطين في جبهات القتال؟ وكيف يكون شعورهم وهم يتابعون ويقرؤون مثل تلك الأخبار التي تصدر من صحف ومواقع الداخل؟ فمن خلال متابعة القارئ لمحتوى بعض العناوين يتبين له و للوهلة الأولى بان الموقع ينطق بلسان الخصم. وهنا نوجه سؤل للسلطة ونقول : أليس بالأحرى أن يُصلح النجار بابه قبل أن ينادي بإصلاح أبواب الأخريين؟
أعود إذاً للموضوع ذاته وأقول بان إيران تحاول أن تلعب بورقة الحوثيين وأن تجعل من الحوثي نفسه "ملك من ورق" لما فيه مصالحها المستقبلية في المنطقة. فإيران اليوم ترى في نفسها قوة جبارة, وتسعى لفرض سيطرتها على المحيط الإقليمي, وهي بدون شك بحاجة إلى مد نفوذها أكثر وأكثر. ويخطى من يتوقع أن هذا المد سيتوقف في صعدة, لان إيران تُخطط لما هو ابعد من ذلك بكثير, وهو الوصول إلى البحر العربي والبحر الأحمر, أي إحكام سيطرتها من شمال إيران ومروراً بدول الخليج ووصولاً إلى جنوب اليمن وغربه منفذها إلى البحرين "العربي والأحمر" وذلك هو حلمها "القديم- الحديث". بل وستجبر إيران دول المنطقة بالقبول بمبدأ التعامل مع الواقع السياسي الإيراني الراهن حينها. فتصبح إيران مركز السيطرة الأقوى، وسيسهل لها بذلك إعادة ترتيب موقعها في منظومة الأمن الخليجي والإقليمي. فهذا الحلم لن يثني إيران عن مواصلة مشروعها الطموح والا محدود, مهما كلفها الثمن. فإيران البلد ذو الموارد المالية الضخمة, يفتح شهية العملاء والخونة والمنظمات الأجيرة. إلا أن هذا الطموح سيكون له انعكاس مستقبلي سلبي وخطير في التوازن الإقليمي, وسيُعرض المنطقة إلى دائرة التوتر والصراعات المزمنة وينتزع منها أمنها واستقرارها.
إن التكهنات في الحرب مع الحوثيين ليست بذلك الغموض الذي يدعيه بعض المحللين والنقاد, بل يمكننا القول بان الجيش قادر على أنهاء الحرب في ظرف أيام معدودات. إلا أن السؤال الذي يُطرح هنا, هو: كيف يمكننا أن نتوقع بان المعركة صارت وشيكة الانتهاء, بينما الخصم تأتيه في كل يوم المساعدات والإمدادات والأسلحة الحديثة والمتطورة ومن أكثر من طريق و منفذ..!؟ وإذا تم القبض على الشحنة الأولى أو الثانية فمن المؤكد أن تصلهم الثالثة أو الرابعة أو حتى العاشرة وبذلك تستمر الحرب دون نهاية واضحة المعالم. فمادام هناك عملاء ومرتزقة في الداخل يبيعون ويشترون في دماء الأبرياء, ويرون في هذه الحرب صفقة العمر التي لا تُعوض, ونسو أو تناسوا بأن هناك أرواح تُزهق في كل يوم, فلن تضع الحرب أوزارها بسهولة إذا لم تبث الدولة أمرها في أمثال هكذا بشر.
وأخيرا نقول, انه كما أصبح الدور الإيراني مُنكشف وواضح في هذه الحرب, ألا أننا لا نستبعد في الوقت ذاته بأن هناك جهة داعمة أخرى "كالكيان الصهيوني", وأن هناك أموال تتدفق بطريقة أو بأخرى من هذا الكيان لتغذية حرب صعدة ودعم الأماميين الجُدد كما عملت في دعمهم ضد الثوار أبان ثورة 1962 الخالدة. فشعار "الموت لإسرائيل" ما هو إلا شعار "يُقتل من اجله الأبرياء ويسترزق به الأقوياء".
|