عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2009, 08:52 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

أول من ارسل برقية للسلطان غالب وهو في عرض البحر بطلب من ثوار الجبهة القومية


الشيخ صالح سعيد عرم
أول من ارسل برقية للسلطان غالب وهو في عرض البحر بطلب من ثوار الجبهة القومية


2009/10/24 المكلا اليوم / فهيم باخريبة


مكتبة نادي الأحرار كانت تحتوي على كتب دينية تحولت بعد استيلاء القومية إلى كتب اشتراكية وكتب الرئيس الصيني ماو

أرسلت برقيات عبر اللاسلكي للمناطق بحضرموت فحواها بأن الوضع السياسي قد تغير وان المكلا تحكمها الجبهة القومية




الشيخ صالح سعيد عرم من مواليد مدينة المكلا للعام 1936 ينتمي لأسره تعمل في صباغة الملابس هو الأول من بين أخوته الثلاثة , متزوج وأب لأربعه أولاد وأربع بنات وهو أول من عمل على جهاز اللاسلكي بالمكلا , موقع المكلا اليوم زار الشيخ صالح في بيته بحي السلام بالمكلا واستمعنا لحكاية من الزمن الجميل .

البداية

أولا أتوجه بالشكر الجزيل إلى موقع المكلا اليوم لإتاحة لي الفرصة بالحديث عبر هذا النافذة الإعلامية الرائعة والحقيقة أن موقع المكلا اليوم هو الرابط الوحيد بين كل المتابعين عبر فضائيات الانترنت وخصوصا الأخوة المغتربين في متابعة أخبار الوطن .

وحقيقة أنني احد أبناء برع السدة وتحديدا حافة مسجد عمر بمعنى أننا كنا مستأجرين منزل شمال مسجد عمر وعشت في هذه المدينة منذ الصغر إلى هذه اللحظة



مرحلة الدراسة

أنا احد طلاب مدرسه آل شيخان الأهلية وقد درست فيها حتى مرحلة الصف الرابع الابتدائي وكانت مدرسة آل شيخان هي المدرسة الأهلية الوحيدة في مدينة المكلا وتعتبر من المدارس الرائدة وكان يديرها الأخوين محمد علوي شيخان السقاف وأخيه محسن .

وأتذكر أن من الطلبة الذين درسوا معي في هذا المدرسة المهندس حيدر أبو بكر العطاس رئيس مجلس وزراء اليمن سابقا والدكتور الفنان عبد الرب إدريس والأخ محمد عمر خنبري وقد عمل هذا الأخير بعد مرحلة الدراسة سابقا في رئاسة الجمهورية سابقا .


المواهب أثناء الدراسة

أنا من الذين يعشقون فن التمثيل وفي فترة الدراسة كانت لدينا فرقه للمسرح وكنت امثل في الاحتفالات المدرسية وأول مسرحية مثلتها اسمها ( الحريم ) وكنت إلى جانب المرحوم عمر بن ثعلب والأستاذ وحيد الرباكي وهذه المسرحية هي السبب في انضمامي إلى نادي الأحرار لأنه عندما شاهدني بعض الأخوان في نادي الأحرار امثل على المسرح المدرسي طلبوني لتمثيل مسرحية في احد المناسبات التي يقيمها النادي ومن المسرحيات التي مثلتها مسرحية تحمل اسم شهامة العرب ومسرحية أخرى عنتر بن شداد ومسرحية الملك الضليل .



العمل على جهاز اللاسلكي

بعد التخرج من مدرسة آل شيخان بالمكلا تقدمت برسالة إلى الشيخ هادي محمد العزاني وكان يعمل مديرا للبرق والهاتف وذلك في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي في العام 1954 وقد اخذ مني رسالة طلب التوظيف ولم يأت الرد على رسالتي هذه إلا بعد شهرين وكان الرد بأنني قد قبلت بالعمل في البرق والهاتف كعامل لاسلكي تحت التدريب لمدة عام كاملا وكانت أدارة البرق الهاتف خلف مدرسة الوحدة بالمكلا وهو مبنى صندوق النظافة بالمكلا حاليا وعملت براتب 90 شلن وبعد أن أكملت عاما كاملا تحت التدريب أخضعوني لاختبار اخر وعليّ أن اجتاز هذا الاختبار حتى أصبح موظف رسمي , والحمد لله فقد نجحت في الاختبار وتم قبولي كموظف رسمي وحين تم صدور قرار التوظيف صدر قرار أخر بان يتم نقلي إلى مديرية دوعن لكي استلم العمل هناك من الأخ يسر مرجان بن سنكر واستمريت في مديريه دوعن عاما وأربعة أشهر بعدها تم عودتي إلى مدينة المكلا وفي فترة وجودي في دوعن ربطتني علاقة قوية جدا مع أسره كريمة من إل بن زقر وكان لهم فضل بعد الله في فترة وجودي في دوعن .

واستمريت في اللاسلكي في مدينة المكلا فترة 37 عاما بعدها تم إحالتي للمعاش التقاعدي عام 1991م .

وأتذكر أن الأجهزة التي نعمل عليها هي أجهزة بريطانية الصنع وتسمى ( كولنس ) تعمل على بطاريات.



مراحل أتذكرها

قبل الاستقلال كنت احد أعضاء نادي الأحرار بمدينة المكلا وكنت اعمل مديرا للإعمال الخاصة بالنادي واشرف على مكتبة النادي الثقافية وما فيها من كتب دينية قيمة , وفي هذه الفترة كان رئيس النادي المهندس حيدر أبو بكر العطاس والأخ محمد محفوظ باحشوان والأخ عوض باصالح والأخ صالح سعيد بازغيفان والغريب في الأمر أنني كنت عضوا في النادي ولا ادري بما يدور خلف الكواليس في النادي وأنني لم يكن لدي ميول سياسية وذات مرة اتصل على الأخ عبد القادر بارحيم الله يرحمه وكان يعمل نائب المدير للبرق والهاتف واتصل على في المساء وكنت موجودا في النادي واخبرني علي أكون الساعة السادسة صباحا في مقر عملي والمعروف أن الدوام يبدأ الساعة 7:30 صباحا عموما تواجدت الساعة السادسة صباحا في مقر عملي بعدها وصل الأخ عبد القادر بارحيم وقبل أن أصل إلى مقر علمي لفت انتباهي أن علم الدولة القعيطية قد تغير إلى علم أخر وهو علم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية .

وحين وصول الأخ بارحيم سلمني رسالة وقال لي بالحرف الواحد أرسل هذا بأسرع وقت إلى عدن وكرر هذا البرقية إلى الباخرة القادمة في عرض البحر وعلى متنها السلطان غالب وفحوى البرقية اشعار السلطان غالب بالرجوع إلى من حيث أتى ولكن البرقية تأخرت نوعا ما أي بمعنى أن الباخرة المسماه ( مريم ب ) والتي كان على متنها السلطان غالب رست في ميناء المكلا قبل إرسال البرقية .

وحين وصول الباخرة إلى الميناء توجه عدد من القوميين بما فيهم الأخ سالم الكندي واشعروا السلطان بالمغادرة والرجوع من حيث أتى بعدها تم إعلان حالة الطوارئ في المكلا وحينها ألزموني بان لا أغادر موقع عملي حتى أشعار أخر وكلفت بإشعار جميع مديريات المحافظة عبر اللاسلكي بان الوضع السياسي قد تغير وان المكلا تحكمها الآن الجبهة القومية .

وبعد أن نفذت هذه المهمة عدت إلى مقر نادي الأحرار في المساء وحين وصولي إلى مقر النادي قابلني احد الإخوان وقال لي بأنه لازم علينا أن نتسلح برشاش آلي ولما سألته عن السبب قال لي نحن مستهدفين من قبل أعداء الجبهة القومية ولكنني رفضت هذه الفكرة وقلت له أنني لا انتمي لأي حزب سياسي ومنذ ذلك الحين عرفت أن نادي الأحرار هو المركز الرئيسي للقوميين داخل محافظة حضرموت .

واستمريت في عملي بالنادي مسؤل عن المكتبة الثقافية بالنادي وكما أسلفت سابقا بان جميع الكتب الموجودة بالمكتبة كلها كتب دينية .

وحين استقر الوضع في البلاد نوعا ما تم إرسالي أنا وثلاثة أخوان إلى محافظة عدن لدورة في شركة اتصالات الشرق الأوسط وللعلم أن هذه الشركة الوحيدة التي لم يتم تأميمها والأخوان الذين كانوا مع في الدورة الأخ إبراهيم الصبان والأخ هاشم مول الدويله والأخ محمد الجفري وأنا وكانت الدورة ستة أشهر بعدها عدنا إلى المكلا بعد أن استلمنا شهادة إنهاء الدورة من قبل الأخ المهندس حيدر العطاس ووقتها كان وزير للإشغال والمواصلات .

وحين وصولي إلى المكلا عدت مرة أخرى لأمارس مهام عملي بالنادي في المكتبة الثقافية ولكنني فوجئت بان جميع الكتب التي كانت موجودة بالمكتبة تم استبدالها بكتب أخرى وهي كتب اشتراكية وكتب المناضل ( ماو ) , وحينها قدمت استقالتي من النادي وأتذكر أن عندما زار الأخ الرئيس قحطان الشعبي حضرموت تم إلزامنا بان نكون ضمن الوفد الذي سيستقبل الرئيس قحطان الشعبي في مطار الريان بالمكلا .



الإمامة في مسجد السلطان عمر

بحكم أن منزل والدي كان يقع في الناحية الشمالية لمسجد عمر وبالتحديد خلف منزل باسنبل كنت احضر الدروس التي تعقد في المسجد تحت إشراف العلامة محمد باجنيد والعلامة سعيد جان والعلامة صالح العامري والشيخ عبدالله الناخبي وكذلك كنت ادرس علوم الفقه تحت إشراف الشيخ سعيد عمر باوزير يرحمه الله .

وذات مرة تم تشكيل لجنة لمتابعة زيادة رواقين في المسجد والسبب أن المصلين لكثرتهم أصبحوا يصلون في الشمس وفعلا تم تشكيل لجنه يرأسها المرحوم السيد عبدالله محفوظ الحداد والمرحوم محمد سعيد باوزير وعبود سالم بوعسكر ومحسن الحقبي والعلامة حفيظ المقدي والأخ فهيم باوزير وأنا كنت من ضمن اللجنة وخلال مشاركتي في هذا اللجنة خلقت علاقة في ما بيني وبين أمام المسجد العلامة حفيظ المقدي والعلامة المقدي كان يعاني من إمراض كثيرة وحين غيابه عن المسجد أوكل إلي المهمة لأقوم مقامه واستمريت على ذلك حتى استلم العلامة حسن بن علي الحاج أمامه مسجد السلطان عمر وذلك بعد وفاة العلامة المقدي وأيضا خلال فترة تولي بن علي الحاج أمامه المسجد أوكل إلي النيابة عنه في غيابه وحين توفي العلامة بن علي الحاج اتصل علي الأخ سعد باشكيل وكان يومها يشغل مديرا لمكتب الأوقاف والإرشاد بالمكلا واخبرني انه قد تم تعييني أماما رسميا لمسجد عمر والحقيقة أنني رفضت ولكن تحت الحاح عقال المسجد قبلت بتلك المهمة واستمريت في إمامة المسجد لمدة ثمانية أعوام .

وبعدها ابتلاني الله بمرض وهو أنني أصبت بجلطة أقعدتني عن ممارسة مهامي للإمامة في المسجد ووقتها تغيبت عن أمامة المسجد فترة 4 أشهر وكنت مسافراً خارج الوطن وخلال هذه الفترة تقدم الأخ عبد الرحمن الجفري للإمامة خلال فترة غيابي وحقيقة أنا اشكره على هذا الجهد وحين عودتي من السفر عدت لاستلام مهامي في أمامة المسجد واستمريت فترة لا باس بها ولكنني شعرت أن صحتي لا تساعدني على الاستمرار في تلك المهمة فتركت المهمة لغيري وهنا أحب أن أتوجه بالشكر الجزيل للوالد صالح بابعير أطال الله في عمره لأنه كان يساعدني كثيرا خلال قيامي بمهمة الإمامة في المسجد واسأل الله أن يغفر للسيد العلامة عبدالله محفوظ الحداد لأنه كان السند والداعم لي الله يرحمه .



لنا كلمة

الشيخ صالح سعيد عرم أطال الله في عمره رجل بسيط جدا عاش حياته بكل بساطة وهو من الرعيل الأول الذي افنوا حياتهم لخدمة هذا الوطن زرته في منزله المتواضع بحي السلام بالمكلا وحين بدأت أحاور عاد بذاكرتي إلى أعوام طوال وقد مضت من عمري وكنت قبل حواري مع الشيخ صالح كنت أفكر انه رجل دين ولكنني اكتشفت أن الشيخ صالح جمع بين الدنيا والدين بما يرضى المولى عز وجل .

له مني كل الحب والتقدير وأسال الله أن يديم عليه وعلينا ثوب الصحة والعافية أمين , هنا انتهت حكاية الشيخ صالح حتى الملتقى لكم مني ألف تحية .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس