الموضوع
:
الأمريكان بين تفاقم الحراك الحوثي والجنوبي وأهمية استقرار اليمن
عرض مشاركة واحدة
10-25-2009, 04:16 PM
#
1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
رقم العضوية :
7709
تاريخ التسجيل :
Aug 2006
المشاركات :
75,497
لوني المفضل :
Tomato
التقييم :
10
مستوى التقيم :
الأمريكان بين تفاقم الحراك الحوثي والجنوبي وأهمية استقرار اليمن
الأمريكان بين تفاقم الحراك الحوثي والجنوبي وأهمية استقرار اليمن
د. زيد بن علي الفضيل الجمعة 2009/10/23 الساعة 07:35:35
في ثنايا الندوة السياسية التي نظمتها مؤسسة "كارنغي للسلام الدولي" حول تزايد نفوذ القاعدة في اليمن ، التي شارك فيها كلا من قريقوري جونسون من مؤسسة الفولبرايت الأمريكية في اليمن ، وشاري فيلاروسا نائب منسق الشؤن الإقليمية في مكتب منسق مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة الأمريكية ، كان واضحا أهمية تثبيت استقرار اليمن سياسيا وأمنيا ضمن إطار الذهنية السياسية الأمريكية ، حتى لا يستفيد تنظيم القاعدة ، وهو العدو الرئيسي للنظام العالمي ، من أي خلل أمني وسياسي يمكن أن يصيب المنطقة واليمن على وجه الخصوص ، التي تعمل قيادة القاعدة فيه على جعله منطقة استقرار آمن لهم ، ليكون قاعدة انطلاق مستقبلية لتحقيق مخططاتهم التوسعية ضمن إطار المنطقة الإقليمية بوجه خاص .
كان واضحا أيضا من خلال حيثيات الحوار في الندوة بحسب ما تم نشره في موقع التغيير الإلكتروني ، إدراك المشاركون لحقيقة استفادة القاعدة من تزايد الاضطرابات الأمنية جراء احتدام الصراع بين حركة الحوثيين في الشمال والحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية مع السلطة الحاكمة في صنعاء ، لزيادة تجنيد أكبر عدد ممكن من العناصر في اليمن وخارجه ، ومن إعادة ترتيب أوراقها بالشكل المناسب ، باعتبار ما توفره الصراعات الجانبية السالفة الإشارة إليه ، من فرصة جيدة لالتقاط الأنفاس وإعادة ضبط حركة التنظيم .
على أن أخطر ما ورد في الحوار هو ما جاء على لسان جونسون حين وصف مدى خيبة فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالصدمة الكبيرة ، حين أبلغه المسؤولون خبر تعليق الحكومة الأمريكية لمساعداتها التي تقدر بـ 20 مليون دولار وفق برنامج US AID حال زيارته للولايات المتحدة سنة 2005م ، في الوقت الذي كان فخامته ، بحسب قول جونسون ، ينتظر مكافأته على تعاون حكومته في الحرب على القاعدة ، "وتضاعف غضبه – والكلام لجونسون بحسب التقرير المنشور – في اليوم التالي عندما أخبره البنك الدولي أنه قام بخفض المساعدات إلى اليمن من 420 مليون دولار إلى 280 مليون دولار سنويا" ، وخطورة هذا القول كامن في المقطع التالي حين أشار مندوب مؤسسة الفولبرايت في اليمن إلى تغير الأحوال في اليمن بعد ذلك لصالح تنظيم القاعدة ، بهروب 23 من معتقلي القاعدة الخطرين من سجن يمني ، وكأنه بقوله هذا ، يشير إلى وجود علاقة خفية بين غضب فخامة الرئيس من قرارات البيت الأبيض والبنك الدولي ، وتسهيل هروب معتقلي القاعدة من السجن اليمني ، الذي يجيء هنا ، بحسب إشارته الخفية ، كردة فعل غير مباشرة من قبل السلطة على القرارات السالفة الذكر ، حيث وعوضا عن مكافأته نظير جهوده في حرب القاعدة ، قاما بتعليق وخفض المساعدات المالية لليمن ، مطبقين جوهر المثل القائل : "خيرا تعمل شرا تلقى" ، وهو أمر إن صح ستكون له دلالاته الخطيرة في هذا الإطار .
في مقابل ذلك فقد عمدت السلطة السياسية في اليمن على توسيع دائرة الخوف العالمي من تنامي ظاهرة الإرهاب لتشمل حركة الحوثيين في صعدة ، بمحاولاتها المتكررة إدراجهم ضمن القائمة الدولية للإرهاب ، لاسيما وأن الحركة قد جعلت من الموت لأمريكا والموت لإسرائيل والنصر للإسلام شعارا لها ، وهو ما تتفق فيه لفظا وجوهرا مع جمهورية إيران والتنظيمات التابعة لها بحسب توصيف الحكومة اليمنية ، وما تتفق فيه جوهرا مع تنظيم القاعدة أيضا ، غير أن كل جهودها في هذا الأمر قد فشلت سواء في الإطار الأمريكي أو الإطار الأوربي ، الذين تكرر رفضهم في العديد من المناسبات السياسية إدراج حركة الحوثيين ضمن قائمة الحركات الإرهابية ، كما لم يرد من قبل مسؤوليهم السياسيين أي نص صريح يدل على وجود أي علاقة حقيقية مع دولة إيران ، ومع تنظيم القاعدة ، والأمر كذلك لفصائل الحراك الجنوبي ، وهو ما يعني إدراك السياسي الأمريكي على وجه الخصوص لطبيعة الصراع في اليمن ، وخلفياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، الأمر الذي لا يزال العديد من كتاب أعمدة الرأي المحليين والإقليميين في غفلة عنه حتى هذه اللحظة .
وتأكيدا لما سلف فقد شدد أحد مسؤولي السفارة الأمريكية في صنعاء في مقابلة مع Global Post بتأريخ 8 أكتوبر 2009م ، بحسب ما نشرته جريدة المصدر في عددها 94 ، شدد على خوف بلاده من تشتيت الحكومة اليمنية نفسها ، ودخولها في صراعات جانبية مع مختلف القوى المحلية ، بل ومعارضة حكومته لاستخدام القصف الجوي لحسم خلافها العسكري مع المتمردين في محافظة صعدة بحسب توصيفها لهم ، مشددا بأن ذلك سيساهم في زعزعة جهود مكافحة الإرهاب في شبه الجزيرة العربية المرتبط حصريا بتنظيم القاعدة بحسب قوله . وأشار المصدر الأمريكي أيضا إلى "أن التنمية والحكم الذاتي الموسع كان من شأنهما أن يعملا على وضع حد للصراع ، أكثر من خيار استمرار القتال ، مشددا على أن ذلك هو الطريق إلى السلام في المنطقة وليس القصف الجوي".
وأشار التقرير في هذا الإطار إلى أنه وبينما تركز اليمن على قتال الحوثيين في الشمال والحراك الجنوبي ، فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يتفاخر بأن البلاد ستصبح مكانا مزدهرا للتنظيم ، وهو ما أكده غالب الزايدي أحد قيادات التنظيم ، الذي أبان بأن انعدام الأمن ، وعدم الاستقرار ، وزيادة الاضطرابات كما هو الحال بين الحكومة والحراك الجنوبي ، وكما هو الحال مع حركة الحوثيين في صعدة ، سيساعد على صحوة التنظيم ، بحسب ما نشرته صحيفة الغد ، وهو ما أورده ناصر البحري الحارس الشخصي لأسامة بن لادن الذي أبان عن أهمية افتقاد الحكومة اليمنية لسيطرتها بالنسبة لهم ، لإمكان إخفاء الأسلحة ، وذلك وفقا لما جاء في التقرير الأمريكي المنشور في صحيفة المصدر السالف الإشارة إليه .
إذا فالمسألة واضحة ومحددة في ذهن المنظر السياسي الأمريكي ، الذي وعلى الرغم من ضراوة القتال المحتدم حاليا ، وتأثيره الفعلي على طبيعة الحياة السياسية والأمنية في اليمن ، إلا أنه لم ينجرف إلى تبني سياسات السلطة السياسية اليمنية الحالية في التعامل مع الأزمة ، لكونه لا يرى في محرك الأزمة الحالية أي خطر حقيقي ، فالحراك الجنوبي وإن كان أبناءه يجأرون مطالبين بالانفصال ، لكن ذلك لا يمثل أي خطر جوهري على فكرة استقرار اليمن من وجهة نظره ، كما وفي المقابل فإن تأييدهم لخيار الحكم الذاتي الموسع منسجم مع مطالب الكثير من قيادات الحراك الجنوبي سواء في الداخل أو الخارج ، والأمر كذلك بالنسبة لطبيعة الصراع المسلح في صعدة ، حيث تبرز التنمية كعامل أساسي في تأجج وتيرة الصراع ، وبالتالي فلا إشكال حقيقي مع حركة الحوثيين على الرغم من رفعهم لشعار العداء لهم ، الذي ينظر إليه الساسة الأمريكيون من زاويتهم الديمقراطية بأنه جزء من حق التعبير عن الرأي لا أقل ولا أكثر .
وواقع الحال فإن ما سبق يدعوني إلى القول بأن من أكبر الأخطاء التي نرتكبها كسياسيين أو كتابا أو محللين حين التعاطي مع أزمة اليمن الحالية ، كامن في تبني وجهة النظر الرسمية لحيثيات الصراع ، دون تمحيص لها أو التفكير في مختلف الحسابات المؤدية إلى تأجج الصراع ، وهو ما يؤدي إلى ضبابية الرؤيا بشكل عام ، إن لم يكن انحرافها عن تحديد مكامن الخطر الحقيقية في كثير من الأحيان ، ولعل أكثر ما يصيب المرء بالغثيان ، حين يتلامس سمعه في الوقت الراهن ، مع خطاب مرحلة الستينات من القرن المنصرم ، ذلك الخطاب التخويني العامل على تقزيم جوهر أي صراع من جانب ، وتحميل شهوده وزر العمالة والارتزاق ، كما هو الحال حاليا حين التعاطي السياسي مع أزمة اليمن السياسية سواء في إطار محافظة صعدة أو المحافظات الجنوبية . ولاشك فإن ذلك لا يمكن أن يساهم في حل أي إشكال وطني ، حتى لو انتهى آنيا بتغلب سلطة الجيش وسلاح القوة ، فالحقوق الوطنية بركان مشتعل سرعان ما ينفث حممه الملتهبة مع أول فرصة ممكنة ، فهل يعقل الوطنيون ذلك ؟
التوقيع :
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
حد من الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حد من الوادي