10-26-2009, 11:57 PM
|
#33
|
حال متالّق
|
أؤكد كل كلمة أدلى بها الشاعر نحن نواجه مشكلة فهم الأغنية، و لعل من نافلة القول أن الأدب و الفن وسيلـة من وسـائل التعبـير و مرآة تعكس الحالة العامة للمجتمعات و واقع الشعوب وأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بحياته العامة. لذا فعندما نرصد و نعتني بظاهرة كالأغنية، فإنها ليست كونها أغنية لا غير.فهي عبــارة عن تراكمات من نتاجات فكرية تبلورت نزعاتهــا و تشكل طابعهـا المميز عبر السنين، فهي إذن محصلة للعديد من التجارب و التأثيرات و الممارسات الجادة التي واكبت مـراحــل تفريخها، بما يـلبي احتياجـات معينـة النــاس فــي أمس الحاجـة إليها، تفتقت عنهـا تلك الإبــداعـات. لذا فهي في واقع الأمر ظاهرة ثقافية لها معطياتها التاريخية والثقافية و الوجدانية و الروحية، و أنها إرث ثقافي و اجتماعي تتوارثه الأجيال عن طريق التعلّم و الأخذ والاستيعاب و التثقيف الجماعي و الفردي و التأثير و التأثر، وبالتالي منظور إليها- كتراث ـ يندرج ضمن صيرورة التنشئة الاجتماعية و الثقافية (السوسيوثقافية). من حيث تشكيل الوجدان وإثراء المتخيل الفردي والجماعي، هذا فضــلاً عن عنصر المشاركة و تبادل الخبرات، مما يعني أنها ظاهرة حضارية مزدوجة . الوجه الأول فيها يتمثل في التعبير الموسيقي و الغنائي الشعبي والتقليدي، لحنا و شعراً وغناءًَ أو أداءً، و يمثل الوجه الثاني إطاره أو غلافه الاجتماعي. لذا فهي إحدى المعايير التي تقاس بها حضارة الشعوب، و مصدر غير تقليدي في تدوين التاريخ.
و بالتالي فهي إحدى الصروح الضخمة جدا أنجزتها قرائح الأجداد توارثها الجميع ، و لكل عصر متطلباته و مستوياته فهما و إدراكا و حسا فنيا و التاريخ لا يعود إلى الوراء و لا يمكن إيقاف دوران عجلاته مهما وضعت من عصي في دواليبها و بحاجة إلى تضافر الجهود و تعدد في الكفاءات ، و التخصصات، و دَعْمٍ تقني ومادي و معنوي من لَدُنِ الجِهَات المسئولة على قطاعِ الثَّقافة و وسائل الإعلام المختلفة. و إن جهودا مبعثرة تبذل هنا و هناك كل على حدة تنفق من أجلها الأوقات و الأموال لا يمكن أن تعطي إلا نتائج\مبعثرة لا ترقى إلى مستوى أهمية الهدف المنشود و النتائج المتوخاة ،فما أحوجنا إلى تفكير جدي في مشروعٍ عِلْمي شامل لإعادة الاعتبار للأغنية الشعبية و التقليدية اليمنية عموما000¤ و أعذروني على الإطالة و التطاول نأمل أن تصل رسائلنا جميعا و تعيها دوائر الإختصاص ...... و شكرا جزيلا
|
|
|
|
|