تضامناً مع "المصدر"..
عن أي ديمقراطية نتحدث!
محمود طاهر الحمزي
بداية أعلن تضامني المطلق مع صحيفة "المصدر" ورئيس تحريرها وسيد أقلامها منير الماوري ضد الحكم الجائر الصادر بحقهما، والحقيقة أن مضمون الحكم يتعدى الصحيفة وطاقمها إلى ما هو أكثر من ذلك، فهو جائر بحق وطن بأكمله، ذلك أن ما كتبه الماوري ليس سوى كبد الحقيقة وعين الصواب لمن في قلبه ذرة من إحساس تجاه وطن تداعى عليه أصحاب المصالح الذاتية والأنانية من كل حدبٍ وصوب ولم يراعوا في هذا الوطن الغالي إلاً ولا ذمة.
صحيفة "المصدر" بدأت بقوة واستمرت بوتيرة عالية وبمهنية عالية وكان الماوري بكتاباته يضيف جمالاً إلى جماليتها، وأعتقد جازماً أن السيد الماوري من أكثر الكتاب الذين أضافوا لـ"المصدر" جمهوراً يعتز به من يتابعه وجعل لها صدى وشعبية كبيرة، وليس غريباً أن يصدر عليها حكمٌ مثل هذا فهم يعرفون كم أضافت "المصدر" للجماهير اليمنية من توعية وتبصير بحقها أو حقوقها فصارت نافذة توعوية بامتياز، وليس عيباً أن لاقت ما لاقته من حرب شعواء من كل الجهات المأزومة التي حاولت مراراً وتكراراً أن توقفها عند حدها فكانت الغلبة في النهاية زيادة جمهورها وقرائها الباحثين عن صحافة تخدمهم وتوعيهم في ظل سيل هادر وكم كثير من صحف صفراء وسوداء نأت بنفسها عن أمانة المسؤولية. صحيفة "المصدر" كبيرة وذاك شأنها، ومن المعروف سلفاً أن الكبار يتعرضون للعوائق المتعددة هنا وهناك ولكنهم سرعان ما يحولون المحنة إلى منحة والامتحانات الصعبة إلى نتائج مشرفة تكلل بها الرؤوس ويفتخر بها الشرفاء.
فمهما صدر بحقك من أحكام.. فلا ولن يثنينا من الوصول إليك ولو صادروك "فستكونين بالخيال.. المانشتيات العريضة والعنوانين البارزة وأخبارك المتوافدة من كل محافظات الجمهورية، بل خيالنا سيكون أكثر مع تحليلات وكتابات الرائع محمد العلائي، ولن ننسى مقالات الغفوري والمحمود والحدي ونجلاء العمري و.. الخ. ومما يثير السخرية والقرف في آن واحد الحديث بأننا بلد ديمقراطي يؤمن بحرية التعبير، فقد أثبتت الأيام كم هي كاذبة وزائفة وخادعة تلك الديمقراطية التي يتشدقون بها وأصموا آذاننا بها ليل نهار.. فعن أي ديمقراطية تتحدثون! وليت شعري كيف سيكون حال الديمقراطية إن تغير ترمومتر الصندوق الانتخابي واتجه بإشارة أخرى تعني تسيلم السلطة! فديمقراطية لم تصمد أمام مقال صحفي وحقيقة آمنت بها أنفسهم وجحدوا بها فكيف يغيرها مما هو أدهى وأمر! لعمري فتلك ما لم ترقى لذوق الحاكم الذي أكل الديمقراطية لحماً ورماها عظماً وباتت الحقيقة وهي يسعى بمشروعه الجديد القديم الظاهر والخفي في آن واحد ذاك هو مشروع التوريث الذي يرفضه الوطن جملة وتفصيلا.