الموضوع
:
اغتيال مدير الامن السياسي ومدير امن حضرموت فى كمين مسلح
عرض مشاركة واحدة
11-04-2009, 02:08 PM
#
2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
رقم العضوية :
7709
تاريخ التسجيل :
Aug 2006
المشاركات :
75,497
لوني المفضل :
Tomato
التقييم :
10
مستوى التقيم :
الشهيد علي سالم العامري.. رحيل مبكر
2009/11/4 المكلا اليوم / د. خالد بلخشر
أبلغني أحد الأصدقاء الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء 3 نوفمبر نبأ رحيل العميد علي سالم العامري في حادث سير(؟). صعقني الخبر وخصوصا انه أتى دون مقدمات: " عظم الله أجرك في صديقك" .. "أي صديق؟" .. " العامري علي سالم". تواصلت مع بعض الزملاء في سيؤون وعرفت بالرواية المتداولة: هناك وفد في مجموعة من السيارات عائد عبر طريق العبر—سيؤون..
تأخر العامري لتعبئة الوقود في المحطة .. بقية السيارات توجهت مباشرة إلى سيؤون باستثناء سيارة نوع تويوتا هايلكس بقيت على مقربة من سيارة الشهيد وقد تم الاعتداء عليها من قبل مجموعة مسلحة قرب خشم العين ، وأثناء وصول العامري إلى قرب موقع الاعتداء تم أطلاق النار على سيارته من نوع تويوتا FJ ورافق إطلاق النار مرور قاطرة غاز اصطدمت بسيارة العامري واشتعلت النيران في السيارتين.
لربما تكشف الأيام القادمة القتلة الذين تطاولوا على هامة بمستوى العامري، ومن المحتمل أيضا أن تقيد الجريمة ضد مجهول وتبتلع رمال الصحراء الحقيقة في هذه الجريمة التي راح ضحيتها ثلاثة من خيرة الكوادر الأمنية( العميد علي العامري – مدير أمن الوادي والصحراء والعقيد أحمد أبوبكر باوزير—مدير الأمن السياسي،و مدير البحث الجنائي بالقطن) وأيضا من معهم في السيارة: ابن أخت العامري والسائق.
معرفتي بالشهيد تعود إلى العام 1986 عندما كنا زملاء في قسم اللغة الانجليزية بكلية التربية – جامعة عدن. استمرت صداقتنا إلى لحظة رحيله وخلال هذه الفترة لم أجد من علي إلا خلقا جميلا ووفاء أجمل.. نتقابل في سيؤون وفي المكلا نتبادل الحديث في قضايا وهموم الوطن.. لا تمر أيام إلا ويسأل أحدنا عن الآخر .. أذكر العام الماضي زرته في مكتبة في أدارة المرور( عندما كان مديرا للمرور) ,اتفقنا أن نتغذى عنده في المنزل، خرجنا من الإدارة في سيارتي (وكان هو السائق) وطلب مني أن أقدم محاضرة في مدرسة تعليم السواقة ، قدمت محاضرة في السلامة المرورية ، وبعدها اتجهنا إلى الثانوية النموذجية وطلب مني أن أقدم محاضرة حول تعلم اللغة الانجليزية وفعلا استقبلنا مدير المدرسة الأستاذ شوقي باحميد وقدمت(بدلا من المحاضرة) (نصائح) لمجموعتين من الطلاب، وبعدها قلت له مازحا : " الغذاء معك يا علي مكلف جدا!! جالس تشغلني من الصباح مجانا .. بطلنا في الغذاء." ضحك وانصرفنا إلى المنزل.
خلال هذه الزيارة وما قبلها وما بعدها لم أجده إلا مهتما بشكل لا يوصف بالتعليم والتنوير والتثقيف، يريد أن يعمل دورات للجنود وللضباط في اللغات وفي الكمبيوتر وشجع الكثيرين على
مواصلة دراستهم العليا، و نظم دورة لتعليم القيادة للنساء، عمل بروشورات لمدرسة السواقة باللغتين العربية والانجليزية في سيؤون وظل مسكونا بهم التعليم إلى لحظة الرحيل.
لقد احتضنت يا أخي مشروعك التنويري للمؤسسة الأمنية بالوادي وقد ظهرت نتائجه وآن الأوان للقيادات الأمنية الشابة أن تواصل ما بدأت وأن تتعلم من تجربتك في النهوض علميا بالجنود والصف والضباط حتى يكون الأمن رديفا للمؤسسات المدنية في المجتمع .. وأن تتغير النظرة النمطية التقليدية لرجل الأمن .. حينها سيكون هذا وفاء جميلا للرجل الذي عز في هذا الزمان.
لا أدري يا أخي هل جئت في زمن غير زمانك؟؟ أو انك تواجدت في مكان غير مكانك ؟؟ أم كلاهما معا.. اللهم لا اعتراض على مشيئتك . أنا لله وأنا إليه راجعون.
كلمة أخيرة: أخي العزيز... أنك لم ترحل ولن ترحل لأنك باق فينا .. باق في ذاكرة كل من عرفك .. باق في هضاب الوادي ورمال الصحراء .. وسنروي حكايتك لأولادنا وأحفادنا وطلابنا وستظل خالدا في أنفسنا وفي أنفسهم .. وسيبقى ذكرك الطيب يعطرنا ليلا ونهارا.
التوقيع :
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
حد من الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حد من الوادي