عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2009, 12:42 AM   #10
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


العامري ... شهيداً ...علي الكثيري

الجمعة , 6 نوفمبر 2009 م

العامري علي بن سالم ، ظل واحدا من الرجال الرجال ، الذين يجسدون معاني الشموخ والجسارة والإخلاص والصدق ، والذين يسطرون بأفعالهم وأخلاقهم وتعاملهم ، أعظم ما عرف عن حضرموت والحضارم ، من شهامة وشجاعة وكرم ووعي واقتدار على النبوغ واقتحام المصاعب ..

نعم ، ما كان لأمثاله إلا ان يهنأوا بالشهادة ، في وقت يعم فيه الفساد البحر والبر ، ويمضي في اجتثاث كل ومضة نور ، وكل الق للصدق والنزاهة والشموخ .. ما كان للعامري علي بن سالم ان يظل قائدا لأمن مديريات صحراء حضرموت وواديها ، في زمن تستبد فيه جماعات التطرف والإرهاب ، و ( مافيات ) السلاح والمخدرات ، متخذة الوديان والصحراء ممرات ومنطلقات لتفعيل هوسها الإجرامي .. ما كان له ان يواصل بجديته وإخلاصه ونزاهته وشجاعته ، قيادة إدارة الأمن في تلك المديريات الشاسعة من حضرموت ، وقد اظهر خلال الثلاثة الأشهر الماضية التي تلت تعيينه مديرا لأمن الوادي والصحراء ، من الحزم والإقدام والجراءة ، ما مكن الأجهزة الأمنية من إحباط عمليات تهريب للسلاح والمخدرات ، وتشديد الضغط والتضييق على تيارات التطرف والإرهاب ، فمثله من الرجال الرجال الذين يستعصي احتواؤهم وإغواؤهم وترهيبهم ، يظلون في ( اعراف ) عصابات القتل والتهريب والإفساد ، أهدافا للتصفية والقتل ، لذلك كان الهجوم الإجرامي الآثم والغادر ، وكانت مجزرة ( خشم العين ) بمديريات العبر شمال حضرموت ، وكان علي ورفاقه هدفا لذلك الاعتداء الإرهابي الجبان نهار الثلاثاء الماضي 3 نوفمبر 2009م .

كان مصاب حضرموت مزلزلا لأرضها وناسها ، وكانت خسارتها فادحة ، ذلك ان العميد / علي العامري كان نموذجا من الرجال الذين تتشرف بهم حضرموت ويشرفونها والذين تعول كثيرا على حضورهم وغيرتهم وبسالتهم ونقائهم وإخلاصهم ، لدحر كل ما يكتسحها من هجمات العبث والجهالة والتقزيم والتذويب والنهب والإفساد ، وتمكينها من استرداد الق تميزها وانبعاثها وفاعليتها الحضارية .. لقد عرفت شهيدنا العامري عام 1985 م ، عندما التحقنا معا بكلية التربية العليا بالمكلا – جامعة عدن – ، وزاملته أربعة أعوام ، هي سنوات دراستنا الجامعية ، حيث كان كتلة من النشاط والحيوية والجدية والمثابرة ، وعنوانا للصدق والأمانة والمودة التالف ، وكان واحدا من الزملاء المتفردين بامتلاكهم رؤى واضحة وناضجة تجاه مجمل قضايا حضرموت والوطن ، وممكنات الانبعاث النهضوي ،

لذلك كان – رحمه الله – ممن اكتسبوا حضورا مائزاً واحتراماً متعاظماً ، وعلاقات واسعة بين الزملاء في مختلف مستويات الدراسة وفي كافة الأقسام والتخصصات ، وبعد تخرجنا في الكلية أواخر عام 1989م ، شغلتنا الحياة ومهام العمل ، فلم تتجدد لقاءاتنا ، وان ظلت الاتصالات بيننا لا تنقطع ، وقد ظلت أنباء تفوقه ونجاحاته في مضمار العمل الأمني بمدينة سيئون – وهي متوقعة لمثله – تفرحنا وتعزز يقيننا بأنه ممن يستحقون التفوق وممن يقتدرون على صنع النجاح ، فظل منذ عام 1994م مديراً للمرور بمديريات الوادي والصحراء ، وكان مثالا للاقتدار والحزم والنزاهة والأمانة ، طوال قيادته لتلك الإدارة ، بما اكسبه شهرة على امتداد حضرموت ، وجعله محل محبة الناس واحترامهم وإعجابهم ، وفي سياق حضوره الاجتماعي والسياسي ، ظل معطاءاً ومبادرا ومتحفزا لمساعدة الجميع ، بعيدا عن أي شكل من أشكال الغرور والاستعلاء على الناس ،

فلم يذكره أحداً بما يشين من أفاعيل النهب والسلب والإفساد والغطرسة ، التي ظلت من الممارسات المتفشية لذوي السطوة والنفوذ في الساحل والوادي وعلى امتداد صحاري حضرموت وهضابها ، لذلك كان الشهيد / علي العامري – رحمه الله – فارقاً في نبله ونزاهته ووعيه وأمانته وبسالته ، بما جعله نموذجاً للمسئول المقتدر مالك القرار وصانعه ، وصاحب الإرادة التي لا تهادن العبث والجور والإفساد ، على نحو مكنه من امتلاك مكانة متعاظمة عند بسطاء الوادي ووجهائه ، إذ أضحى بعد تعيينه مديرا للأمن بمديريات الوادي والصحراء ، سندا للمقهورين والمنهوبين والمسحوقين ، وقامة من القيادات الفاعلة النادرة التي يحتفي بها ولها البسطاء الممحوقين ، والتي يعولون عليها الكثير للانتصار لهم ولقضاياهم وحقوقهم في زمن عز فيه هذا النموذج من الرجال المسئولين الأتقياء الانقياء الغيورين على حضرموت وأهلها والوطن وأبنائه ..

لا نملك نحن المكلومين المفجوعين إلا ان نسأل العلي القدير ان يتغمد الشهداء علي العامري واحمد باوزير وصالح بن كوير ورامي الكثيري وزكي حبيش ، بواسع رحمته ورضوانه ، وان يسكنهم فسيح جناته ، وان يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ، وان يهون على حضرموت وأهلها ، ويمدها بخير العوض .. انه سميع مجيب .
قال تعالى :
( ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ) صدق الله العظيم
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس