بعثة جريدة المدينة السعودية تصل الخط الأول من جبهة القتال وترصد مسرح العمليات
لم يكن القرار سهلا ونحن نتأهب لأخطر مغامرة صحفية حركتنا إليها مشاعر الحب للوطن الغالى والرغبة المتوقدة لرصد مسرح العمليات عن قرب ورؤية الجنود الأبطال على الخط الأول من جبهة القتال وعلى الرغم من الخطر الذى كان يحدق بنا ونحن نرسم تفاصيل الرحلة “ الجريئة “ إلا ان رداء جند عبدالله بن عبدالعزيز أكسبنا قوة وكسانا شرفا ومنحنا “ جرأة “ لخوض غمار الصعب .. مناطق خضراء تمازجت فيها رائحة الورد والبارود وشريط حدودي امتدت على طوله الآليات لتغلق كافة المنافذ أمام المتسللين . وأبطال وقفوا كالنسور ليردوا كل من تسول له نفسه عبور حدود الوطن.
بداية الرحلة
اخذ أعضاء فريق المدينة على انفسهم بلوغ اقصى نقطة ممكنه واستطاعت الوصول الى احد الجبال المطلة على قرى المجدعة والعرة والروقي والبتول والقرقاعي والرباحة وغيرها من القرى التي تتداخل مع قرى أخرى يمنية وقد بسط ابطال القوات المسلحة من صاعقة ومشاة بحرية ومشاة برية سيطرتهم على القرى السعودية ومراقبتها ومنع المتسللين من الوصول اليها.
أعلى الجبال
المشهد الذي وصل اليه فريق المدينة من أعلى جبل مدبع المطل على الحدود كان رائعا حيث يشق القرى واد تجري به مياه جراء تساقط الامطار اول امس كما افاد الجنود هناك، وقد ازدادت جمالا مع حقول الذرة الخضراء التي تركها اصحابها ونزحوا الى المخيم الذي اقيم في احد المسارحة بعيدا عن مسرح العمليات حفاظا على حياة المواطنين. ويعطي الجبل الذي تمركزت عليه وحدات القوات المسلحة من مختلف قطاعاتها صورة واضحة عن المنطقة فيما تمركزت وحدات من القوات المسلحة في المزارع لمراقبة ورصد وصد أي تسلل من قبل عصابات التسلل.
الروح المعنوية
جنود عبدالله بن عبدالعزيز الذين التقتهم "المدينة" كانوا يتمتعون بروح معنوية عالية في الصفوف الامامية وبين الفة ومحبة وهم يراقبون الحدود، ومن على قمة الجبل يمكن رؤية القرى اليمنية ومنازلهم اضافة الى مراقبة الطرق المؤدية بين القرى واكد الجنود المرابطون هناك ان الوضع تحت سيطرة القوات السعودية والوضع هادئ في النهار لكن في الليل هناك بعض المناوشات مع المتسللين.
مفرزة قوات الطوارئ
بدات رحلة «المدينة» بخروج الفريق من مدينة جازان باتجاه الشريط الحدودي صباح امس الجمعة عبر الخوبة مرورا بقرية المضايا والتي تبعد عن جازان بحوالى 15 كم ثم الى احد المسارحة والتي تبعد 55كم من جازان وانطلقت البعثة الى مثلث حاكمة الدغارير والتي ترتبط مع الخوبة بطريق مسفلت بطول اكثر من ثلاثين كم.
كانت الامور قد هدأت بعد اشتباكات يوم امس الاول والتي منع فيها المواطنون من الدخول الى الخوبة لخطورة الوضع، وصلت البعثة الى نقطة مثلث محافظة الخوبة وتحديدا لدى مفرزة قوات الطوارئ الخاصة التي تتمركز في قلب مدينة الخوبة التي أجلي جميع سكانها، بدت الخوبة خالية من سكانها بشكل كامل ولا توجد حياة في المدينة سوى تحركات رجال القوات المسلحة المرابطين هناك لمراقبة الوضع والذين يمرون منها الى الخطوط الامامية، ما جعلنا نتوق الى ان نشاهد المشهد الحقيقي في مسرح العمليات بالخطوط الامامية وهنا تبادرت الى ذهن كل واحد منا فكرة في كيفية الوصول الى الخطوط الامامية.
جبل مدبع
وبعد ان جمعنا كل الافكار اتجهنا بمساعدة افراد من القوات المسلحة الى أعلى قمة جبل "مدبع" جنوب مدينة الخوبه والتي تطل على مسرح العمليات على الشريط الحدودي ومن ثم اطلقنا لرؤيتنا البصرية العنان الى تلك المزارع التي افترشتها اليات القوات المسلحة وامتزجت فيها رائحة الورد بالبارود فاخذتنا الرغبة الى الوصول اليهم وكان لنا ذلك رغم التحذيرات الوقائية التي تلقيناها من اكثر من جهة.
صورة عن قرب
ومن أعلى قمة جبل مدبع رصدت عدسة المدينة تمركز القوات السعودية على الشريط الحدودي لرصد وصد أي متسلل الى المملكة ، حيث انكشفت لنا الجبهة الامامية بكل تفاصيلها الجغرافية، وخاصة بين جبلي الدود والدخان واللذين يشكلان مسرح العمليات العسكرية الميدانية الحقيقية، فقد اتضح لنا صعوبة التضاريس وتنوعها بين جبل وحواف صخرية ومنحدرات حادة وشعاب تجعل من السيطرة عليها غاية في الصعوبة ، بيد ان ابطال القوات المسلحة ازالوا كل تلك المصاعب واغلقوا كل المنافذ الجبلية امام المتسللين وكانت الصورة امام اعيننا في ابهى حلتها ونحن نرى ابطالنا يتبادلون الحكايات والنكات وهم في عمق الخطر وهذا ما جعلنا نستعيد ما كان عليه الابطال الصناديد التي لم تغب عن حاضرنا.
كما تسنى للبعثة الوصول بمحاذاة السياج الحدودي ومشاهدة الخط الحدودى الواقع فى قرية “الروقى “ حيث لوحظ ان قوات حرس الحدود تسيطر على كامل الوادى والقرى.
الجنود البواسل
وعن وضع الجنود في الصفوف الاولية قال النقيب نزار البراق ضابط الارتباط الذي التقته "المدينة" هناك ان الروح المعنوية للجنود البواسل عالية جدا والحمد لله، واضاف نحن في خدمة الوطن ونحن جنوده نفديه بأرواحنا ولذلك تجد الجميع هنا سعداء في الدفاع عن الوطن، وبين البراق ان القيادة الرشيدة لم تألُ جهدا في توفير كل ما من شأنه توفير سبل الراحه لجنودها البواسل فهناك عربات مؤن توزع الوجبات على الجنود في الصفوف الامامية اضافة الى امدادهم بالذخيرة اذا ما نقصت كما ان هناك اهتماما بنفسيات الجنود ومتابعة حالاتهم حتى يكونوا في روح عالية.
جولة واعتزاز
اختتمنا الجولة ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز بما انجزه رجال القوات المسلحة والامن البواسل الذين طهروا الحدود ولا يزالون يواصلون رحلة البحث والرصد من أجل ردع كل من تسول له نفسه النيل من حدود البلاد.