عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2009, 05:12 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


التمرد في صعدة والاحتجاجات في الجنوب يخلقان فرص عمل لفقراء اليمن

المصدر أونلاين - عبدالسلام محمد

مصائب قوم عند قوم فوائد.. عندما يقال هذا المثل القديم في الحروب فنادرًا ما يعني أن تزحف هذه الفوائد إلى موائد الفقراء الخاوية، إلا أنها في حروب اليمن الحالية (مع جماعة الحوثي المتهمة بالتمرد في الشمال والجماعات الانفصالية في الجنوب) طالت بعض من يوصفون بأنهم الأشد فقرا في البلد المضطرب.


فرغم أن تلك الحروب كان لها أثرها الملحوظ على التدهور في الأوضاع الداخلية عامة إلا أن يمنيين من الفئات الأشد فقرا تمكنوا من استغلال هذه الأحداث للحصول على فرص عمل قلَّ أن تتاح لهم لو لم تكن هذه الاضطرابات موجودة.



فالشاب حسن الذي تعلم برامج التصميم على كمبيوتر زميله يرى هذه الأيام موسما لعمله، موضحاً لـ"إسلام أون لاين.نت": "يأتونني من كل مكان لأصمم صور الشهداء في حرب صعدة وأطبعها في مطبعة قريبة مني".


ويزيد من رواج هذه الصور انتشار موضة السيارات الفخمة المرفوع عليها صور ضحايا المواجهات العسكرية في شمال اليمن، ويكتب عادة عليها اسم "الشهيد" مسبوقا برتبة عسكرية إن كان من أفراد الجيش، أو كلمة "الشيخ" إن كان من أفراد القبائل المؤيدة للجيش في حربه على الحوثيين.


أطفال الشوارع والمتسولون في شوارع العاصمة صنعاء لم يفوتوا الفرصة أيضا؛ فقد اتخذوا من بيع أعلام وشعارات الجمهورية اليمنية مصدر رزق.


ومن هؤلاء علي (10 سنوات) الذي يحرص على أن يظهر بضاعته لسائقي السيارات الفخمة؛ لأنهم كما يقول: "وحدويون (مؤيدون للحكومة) ويدفعون أموالا كثيرة".


ولا يكتفي علي بجولاته في الشارع بل يتجول أيضا قرب الوزارات الحكومية وفي يده لواصق لشعار الجمهورية (النسر) مكتوب تحته "عاش اليمن الموحد".


أحد السائقين تحدث مع علي ساخرًا من أوضاع البلد والحرب الدائرة، لكن الأخير رد عليه بذكاء فطري بأن ما يفعله لصالح البلد: "نحب بلادنا برغم أننا نعيش فيها على الفتات، ولو أن لي سيارة لصبغتها بألوان العلم اليمني"؛ ما جعل الرجل يبتسم ويشتري منه.


"أفضل من التسول"

"صادق" شاب يتخذ في وسط العاصمة صنعاء مكانا لعرض بضاعته التي هي عبارة عن صور للرئيس علي عبد الله صالح مكتوب عليها عبارات التمجيد والنصر.


يتعاقد مع إحدى المكتبات ليحصل على بضاعته، ويجني منها يوميا بين 500 – 1000 ريال يمني أي بين (دولارين و5 دولارات) في اليوم الواحد.


غير أن هذا المكسب لا يلهيه عن مضايقات البعض له وإبدائهم احتقارهم لعمله واتهامهم له بالتربح من أتون حرب أهلية، لكنه يقول: "أبيع وأكسب أفضل لي من التسول على كل حال، وأي سيارة تمر وتحمل صورة شهيد في حرب صعدة أعرف أنه يريد شراء صورة الرئيس بجانبها، وأضمن مقابل أفضل".


وتخوض القوات الحكومية ومقاتلو جماعة الحوثي قتالا طويلا على خلفية اتهام الجماعة للسلطات بحرمان الشيعة الزيديين من بعض حقوقهم، ومنها الحق السياسي المتمثل في استعادة حكم الإمامة الذي أطاح به انقلاب في عام 1962، فيما تتهم السلطات اليمنية الجماعة بأنها مدعومة من إيران بهدف قلب نظام الحكم.


"أزمة عميقة"

وفي المحافظات الجنوبية التي تشهد توترا شديدا بين السلطات وحركات المعارضة المطالبة بالانفصال المسماة بـ"قوى الحراك الجنوبي" يحرص أصحاب السيارات الموالون للمعارضة على رفع صور لمن يسمونهم "شهداء الحراك"، ومع كل يوم تحصل مواجهات بين متظاهرين يطالبون بالانفصال وأجهزة الأمن يتم رفع صور لقيادات سابقة في الحزب الاشتراكي الحاكم سابقا، والمعارض حاليا في الجنوب.


وفي اليوم الثاني يرفعون صورا لمن سقط في تلك المواجهات سواء بنيران الأمن أو بنيران مجهولة المصدر.


الصحفي اليمني وهيب النصارى ينظر إلى ظاهرة الإقبال على صور الضحايا من الجانبين سواء في الشمال أو الجنوب بنظرة أخرى، وهو أنها دليل على "عمق الأزمة التي يمر بها اليمن".


ويوضح لـ"إسلام أون لاين.نت" رأيه بأن "حالة عدم الاستقرار ومقتل الآلاف في حرب صعدة تؤكد أن الأزمة التي تمر بها البلاد عميقة، والصور المرفوعة من القتلى سواء من الجيش أو الحوثيين تجعل الجاني والضحية كلهم شهداء، ولا أحد يتعرف على من كان يقاتل في صفوف المتمردين، ومن كان يقاتل في صفوف القوات الحكومية".


كما يرى أن: "صور الضحايا جعلت الحياة كئيبة بالنسبة لسكان المدن الرئيسية، وشوه المناظر الجمالية، برغم وجود قرارات حكومية سابقة بمنع تعليق الصور حتى لو كانت صور الرئيس".


ويشير الصحفي اليمني إلى أن هناك من يستغل الصور والملصقات على السيارات للقيام بمخالفات مرورية وغير مرورية باعتبار أن الصور "توحي بقربه من قيادات كبيرة وتأمن له عدم الملاحقة".


وعن بيع صور الرئيس والأعلام في الجولات يقول: "هذه الصور أصبحت مصدر رزق للأطفال والشباب العاطلين، وليس لها علاقة بحب الوطن؛ كون معدلات الفقر والبطالة أصبحت مرتفعة في اليمن".


ولكن هذه الفرص التي اقتنصها عدد قليل من فقراء اليمن لانتزاع لقمة العيش من أتون الحرب تتوارى خلف سحب كثيفة وكئيبة أمطرت فقرا جديدا على الآلاف من اليمنيين لتحولهم إلى فقراء جدد، أو أشد فقرا مما كانوا عليه، خاصة في صعدة.


فوفقا لإحصاءات الأمم المتحدة فإن أكثر من 150 ألف يمني نزحوا مجبرين من ديارهم في صعدة إلى خارجها فرارا من الحرب الدائرة بين الجيش والحوثيين، ليواجهوا حربا من نوع آخر وهي كيفية العيش في خيام بين الجبال لا يتوافر فيها معظم متطلبات الحياة الأساسية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.


وبحسب تقرير التنمية البشرية العربي للعام 2009 فإن 41.8% من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر الوطني، فيما يعيش 46.6% على أقل من دولارين في اليوم وهو مستوى خط الفقر الدولي.

* عن إسلام أون لاين
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح

التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 11-19-2009 الساعة 09:06 PM
  رد مع اقتباس